فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6840 - 2021 / 3 / 14 - 18:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق رقعة جغرافية تسكنه طوائف وأقوام وأجندة مختلفة تسكن الوطن ويطلق عليهم اسم الشعب. والشعب يرتبط فيما بينهم بعلاقات وروابط سياسية واجتماعية واقتصادية كما يرتبط بعقد وسلطة مركزية بضوابط والتزامات يطلق عليه (الدستور) يشمل جميع أبناء الشعب بمختلفة الطوائف والأجندة التي تسكن تلك الرقعة الجغرافية كما تختار من الشعب السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية لإدارة المؤسسات الخدمية للشعب كما يختار من الشعب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب وهؤلاء يختارون من الطوائف والأجندة المختلفة التي تكون الشعب العراقي ويصبح حاكماً أو مسؤولاً عنهم جميعاً أو موظف يكلف بإنجاز خدمات هؤلاء المواطنين مهما تكن طوائفهم وأجندتهم وفي هذه الحالة أن يحتفظ المسؤول بطائفته على شرط أن لا يفرق بين الطوائف والأجندة الأخرى وهنالك توصية إنسانية من الشخصية العظيمة التي يجب أن نتخذ هكذا نوادر ثمينة نبراس وخاصة من أبناء المذهب الشيعي من هكذا رجال عظام (الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) حيث يقول : (الولاية ثقل الأعمال في الميزان والحق هو الوزن)).
إن الإنسان ينبغي أن يكون مجرداً من الأنانية والقيم اللاإنسانية وأن يصبح نداً وأخاً لأخيه الإنسان (إن لم يكن أخاك في الدين فإنه نضير لك في الخلق) من وصايا الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) لواليه على مصر (مالك الأشتر).
إن الدستور والقوانين والمراسيم والمؤسسات التابعة للدولة تشمل بخدماتها وحريتها ورعايتها جميع المواطنين الساكنين الرقعة الجغرافية بمخلف مذاهبهم وطوائفهم بدون إجحاف وانتقاص وظلم لمذهب أو طائفة من أبناء الشعب والمحكمة الاتحادية مؤلفة من الحكام المشهورين بالعدالة والإنصاف والإنسانية كمؤسسة لجميع العراقيين وتكون نصوصها تشمل بالعدل والمساواة جميع أبناء الشعب العراقي وحينما تقتصر اجتهاداتها وتعاليمها على فقهاء ومرجعية على طائفية أو مذهب تشكل خلل في المساواة والعدالة الاجتماعية لأنها تصبح منحازة لتلك الطائفة أو المذهب وحينما نصدر حكم أو اجتهاد على أحد الطوائف أو المذاهب الأخرى يشكل ظلم وإجحاف وانحياز ضد تلك الطائفة حسب قاعدة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) مما يشكل تمايز وكره وحقد وحساسية بين أبناء الشعب.
في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) سادت في المجتمع البريطاني ظاهرة الرشوة والفساد الإداري والانفلات في المجتمع البريطاني وكان رئيس الوزراء (تشرشل) فسأل أحد وزرائه عن هذه الظاهرة التي تفشت في المجتمع البريطاني وأدت به إلى انحراف أخلاقي وسياسي واقتصادي واجتماعي فقال له : هل طبقة القضاة أصابها هذا الفساد والانفلات فأجابه الوزير أن طبقة القضاة لا زالت نقية وسليمة ويد بيضاء في المجتمع، فقال (تشرشل) إذن بريطانيا بخير وسلام لا زال القضاة صفحة بيضاء ونقية .. ومن هذا يتبين أهمية المحكمة الاتحادية في المجتمع العراقي.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟