نوال السعداوى
الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:23
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بقلم د. نوال السعداوى
هناك مجلة اسمها "فوربس" تفرض بقوة المال والنفوذ آراءها الطبقية الأبوية والاستعمارية على شعوب العالم ، تقلد جورج بوش وكونداليزا رايس وتونى بلير وغيرهم ممن يفرضون علينا الحرب والقتل ونهب مواردنا الاقتصادية تحت اسم الديمقراطية وحرية السوق.
ليس غريباً أن تكون اختبارات هذه المجلة لأقوى نساء العالم مفبركة مثل أكاذيب جورج بوش عن وجود أسلحة دمار شامل فى العراق (كتبرير لغزوها بالحرب المسلحة والاستيلاء على بترولها).
ليس غريباً أن تأتى كونداليزا رايس فى المركز الأول ، على قمة النساء المائة اللائى اختارتهن مجلة فوربس ، كأقوى نساء العالم ، إلا إذا كانت القوة فى نظر هذه المجلة تعنى القوة فى اقتراف جرائم السياسة والحرب والاقتصاد ، القوة فى أن تكون المرأة قاتلة ومجرمة حرب وكاذبة ومساندة للاستغلال والاستبداد المحلى والدولى.
لهذا تتحيز هذه المجلة للنساء القاهرات لشعوبهن والشعوب الأخرى ، وهى تتحيز أيضاً للنساء الأمريكيات ، إذا أن ثلثى قائمة المائة (66 امرأة) هن أمريكيات ، وكأنما "أمريكا" هى الرحم الكبرة التى تولد النساء العظيمات!!
ومن البلاد العربية لم تجد المجلة لهذه القائمة العليا إلا امرأتين فقط ، واحدة من نساء الأعمال السعوديات وهى خبيرة فى الأنشطة الرأسمالية ذات الربح المالى ، والثانية ملكة أو زوجة لملك عربى يتعاون مع حكومة الولايات المتحدة لاستغلال شعبه ، وهى "حرم" هذا الملك الذى تتبعه كظله.
لا شك أن هذا الاختيار الخاطئ يكشف أهداف هذه المجلة المساندة للقهر والاستبداد والحروب العسكرية والاقتصادية ، وهى مجلة لها نفوذ وشهرة وتوزيع على نطاق واسع فى العالم ، مثل توزيع حبوب الفياجرا والأسلحة الأمريكية وعقاقير المخدرات وأقراص علاج الفقر والاكتئاب لدى الشباب المحروم من العمل والإنتاج أو الحب والعدالة.
وعلينا نحن النساء من الشعوب العربية (ومن شعوب أفريقيا وآسيا وأوربا والأمريكتين) أن نصرف النظر عن هذه المجلات التابعة للاستعمار الأمريكى الأوروبى الجديد ، وأن نصدر مجلاتنا التى تعبر عن أنفسنا ومشاكلنا وعن أقوى نساء لدينا قادرات على النضال ضد الأنظمة المستبدة المحلية والدولية ، ولهن مساهمة حقيقية سياسيا وثقافيا واقتصاديا من أجل خلق عالم أفضل أكثر حرية وأكثر عدلاً وأكثر حباً وإبداعا.
هؤلاء النساء معروفات لدى شعوبهن وعلينا أن نسلط الضوء عليهن وعلى أعمالهن الفكرية أو السياسية أو الاجتماعية أو الفنية أو غيرها.
هذا هو دور مجلة مثل مجلة اتحاد نساء مصر الناشئة الجديدة ، ودور المجلات الأخرى الواعية بما يحدث فى العالم من خداع تحت اسم الديمقراطية أو حقوق الإنسان أو حقوق النساء.
#نوال_السعداوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟