سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6840 - 2021 / 3 / 14 - 10:26
المحور:
الادب والفن
لعل رواية اميلى نصرالله طيور ايلول من ذلك النوع من الروايات التى تنقل فيها عن حق تفاصيل القرية اللبنانية و نبض الحياة فيها .و عندما كنت اقراها كنت اتذكر قصص مارون عبود التى كانت يدخل عالم القرية اللبنانية و يرسم الشخوص الى درجة الدقة الشديدة و كانه مراسل صحافى ينقل تفاصيل شخصيات و احاديث القرية . هنا رجل عجور يستند الى عكازة و يرسل نظراته نحوالافق !
فى طيور ايلول تبدا حركة تنقل العصافير التى تعبر سماء القرية الوادعة فى الجبال
و حركة العصافير التى تغدو الحدث الابرز فى القرية حيث يرافب الجميع رفوف العصاغير الهاربة من الصقيع و المتجه لاماكن الدفء.. و بذلك يتكون نحو من التوازى بين هجرة الطيور و هجرة الناس .و الطيور تهاجر كما يهاجر الناس و هناك فى القرى من هاجر لبلاد بعيدة و لم يبق لهم فى القرية سوى ماق دامعة بانتظار الغياب . انه الشجن الصامت احيانا و المنفجر احينا اخر .و قد وصف ميخائل نعيمة الدموع التى ذرفت على وداع المهاجرين قائلا بهذا المعنى انها كانت تكفى لتكوين بحر واسع من الدموع .
و عندما تعبر الطيور يبدا زمن اخر .يعرف السكان ان موسم الشتاء بات على الابواب و تبدا الاستعدادات لاستقبال فصل الشتاء .
لا شىء يعبر عن اعماق المجتمعات اكثر من الادب الذى يدخل الى اعماق النفس البشرية فينقل لنا هواجسها و دقائق ما يعتلى فى الروح .وقد نقل لنا شكسيبر فى مسرحبة جوليوس قيصر مقطعا رائعا يعبر عن مكانة الادب و ان بطريقة معاكسة
: العامة ,مزقوه إربا إربا فهو واحد من المتآمرين.
سينا: أنا سينا الشاعر و لست المتآمر
العامة: إذن مزقوه إربا لشعره الرديء، مزقوه لشعره الرديء!
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟