مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 09:06
المحور:
الادب والفن
عذرآ ياتنورنا الحبيب
أيها الطيب
ياتنور أمي
عذرآ فقد نسيتك في غفلة من الزمن
وأنا أغذ الخطى هائمآ في أرض الجليد
أنت في ضميري يارمز الوفاء
من طينك الحري قامت أولى الحضارات
خطت أولى ملاحم العشق
طبعت أولى القبل
ومن نار قلبك الملتهب
صبت أولى الفؤوس
ليفجر نبع الماء بها نركال*** ، وإبراهيم.
طيب طينك ، عبق العطر ياابن الفرات العظيم
مقدس حطبك من سعفات النخيل
ومن محراث جمرك صاغ جدي مداد أقلامه
ليكتب أسفار أرض الخلود.
أنت تعرف حبي لك هو حبي لأمي
لضحكاتها وهي تحضنك في عشق رغم اللهيب
لأهلي ، لخبزك الطاهر الدافئ في الصباحات
فعذرآ لك ياشهم
يا طيب النفس
ياأول تنور في الأرض
ياهبة الله لعشتار من كرمة الروض
سلامآ لمحراثك الباسل
سلامآ ... سلامآ ... سلامآ
لك ياتنورنا
وعذرآ ، وحبآ ، وعهدآ
لك ياحبيب.
***نركال ـ الرمز الاسطوري للمياه الجوفية ، ورد في ملحمة جلجامش بإسم ايركال ـ ملحمة جلجامش ـ ترجمة الدكتور طه باقر ، وفي الأكدية نيركالو وفي المندائية نيراك وهو يقترن بالمريخ الباهر ، المبهر ، الذي يزداد توهجآ عند إقترابه من الأرض كل سنتين ولذلك إقترن إسمه بالنار والماء معآ أي بصناعة أدوات الحفر والحراثة والسلاح وفي الارامية تعني ـ
نوركو ـ الفأس أو الطبر و ـ نيرا ـ في البابلية تعني النير.في الأساطيرالتوراتية تم إستبدال ـ إبرام ـ وهي تعني العابر بإبراهيم و أنزلت مرتبة نركال أو ايركال الى درجة أدنى فصار الموكل بالعالم السفلي في حين حافظت المندائية على الشكل الأصلي لإسم إبراهيم المشتق من بهيرا وتعني الباهر المبهر الأثيرالمختار الخليل المصطفى وبهرام ـ بكسر الباء ـ هو الشكل الأصيل والارامي لإسم إبراهيم الذي يقترن بالعنصرين الأساسيين لحضارة وادي الرافدين وهما الماء والنار ـ الري وصناعة أدوات الإنتاج المتمثلة بالتعدين ـ اضافة الى مفهوم التضحية على المستويين الإجتماعي واللاهوتي ـ وليس كما يتصور البعض من أن بهرام إسمآ أعجميآ بل العكس هو الصحيح. لكن الأسماء تنتقل بسهولة بين الشعوب وفي الأساطير الفارسية حافظ الإسم على معنى أحادي يقترن بالنار.
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟