أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لَحْنُ الغَرام














المزيد.....

لَحْنُ الغَرام


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:22
المحور: كتابات ساخرة
    


هذا ليس عنواناً لفيلم، من أيام زمان، لشادية مع فريد الأطرش، أو آخراً، لعبد الحليم حافظ، مع مريم فخر الدين أيام الفتوة والشقاوة. ولا أيضاً، لفيلم من آخر زمان، عن الغزل بين أسامة بن لادن مع جورج بوش. أو حتى، مقدمة لفيلم وثائقي قصير، يشرح فيه أسرار " ليلة الدخلة" أُعِدّ خصيصاً، للأغرار، و"الغشيمين" في اقتحام الموانع الطبيعية المحصنة. وليس هو بالنهاية، "أفيشيه" فيلم للحاج المتصابي المسيو "فرفورة"، مع الغندورة الأمورة كوندي الشطورة، وهما في لحظة العناق تلك، التي طغى عليها الهيام والوله والذوبان، بأكثر مما يتوجب أن تحاط به مراسم، وبروتوكولات الديبلوماسية كالمعتاد. لدرجة أنني اعتقدت، أن اللقطة التالية، ستكون تحذيراً لمن هم تحت سن الـ 18، تحذرهم بعدم متابعة هذه المشاهد الساخنة، ولذلك أسرعت من فوري لـ"توزيع" المدام والأولاد، وكما يفعل معظم شرفاء العربان، متذرعاً لهم، بأن هناك برنامجاً هاماً، عن نقض الوضوء، وعقوق الزعماء، في قناة إقرأ، تبع العربان، ما غيرها، لأنفرد لوحدي، للتمتع بهذا اللقاء الحميمي الحار. إنه، وباختصار، عنوان متجانس، لما يجري من تشريع للقتل، وتبرير للعدوان، وإعجاب بما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية العدوانية، ضد المدنيين الأبرياء، تقوده فرقة حسب الله الإعرابية لتسويق، وتلميع العدوان "المحدودة WLL. إنه لحن الغرام النشاز، الذي نسمعه يومياً في وسائل الإعلام، والذي ينفثه من صحف الهزيمة الصفراء، وأبواق التخاذل، والانبطاح.

وإذا كنا نتفهم، مع تسبيلة عيون ناعسة، قصصَ حبٍ عظيمة في التاريخ، بين روميو وجوليو مثلاً، أو قيصر وكليوباترا، أو قيس بن الملوح وليلي العامرية، أو عنترة العبسي، وعبلة لهلوبة الصحراء، أو بين فؤاد المهندس وشويكار، وبين الراقصات المعتزلات والحجاب، أو بين صدر هيفاء، وملايين المراهقين الأعراب، وأن يقال في كل تلك العلاقات العاطفية الرومانسية الجميلة أجمل الألحان، وأروع الأشعار، وأعذب قصائد الغزل والهيام، فإنه لا يمكن أن يدخل برأسنا "التنح"، أبداً، قصص الغزل، ومطارحة الغرام بين "المثليين سياسياً". أو علاقة تتجاوز الاعراف الديبلوماسية، كمثل تلك، التي ترى فيها، وزير خارجية مخضرماً يتغزل، وينقض على حذاء ديبلوماسي من الدرجة العاشرة لتقبيله، والتبرك به. أو حين يذوب رئيس وزراء، في حضن وزيرة خارجية لدولة عظمى، ويغفو فيه أغفاءة العمر اللذيذة. أو بين حيزبون منكوشة قرعاء، وخصي سياسي من غلمان القصور، والتابعين الصغار. أو حين ترى حركات الإغراء ظاهرة بين موفد رسمي، ورئيس وزراء دولة معتدية، فيها دعوة "للفاحشة"، وممارسة البغاء، والعياذ بالله، بأكثر مما فيها من دعوة للحوار، والنقاش، وتبادل الأفكار. أو حين ترى بدوياً جلفاً "يتمايع"، ويتدلل، ويتدلع أمام التلفاز وكأنه في أحد المظاهرات التي تطالب بالتمتع بحقوق المثليين، أكثر مما تطالب باسترجاع أرض محتلة، وبحقوق شعوب مغتصبة. أو حين تتابع زعيما سياسياً يتمايل على "الدقة ونص"، كعود الخيزران، ويا ما شاء الله، و"عين أمه عليه"، وهو يتحدث عن قضية وطنية، غاية في الدقة والخطورة. أو ترى كويتباً مغناجاً تحتاج لبصارة، وبرّاجة، لتعرف هل قام بعملية تغيير جنس أم لا؟ وكانت قد فرخته، قبلاً، صحف البترودولار، وهو يتودد ببسالة منقطعة النظير، لدعوة جنود الاحتلال، لقتل مزيد من الأطفال، كما تدعو المراهقة عشيقها للتسلل من النافذة، بعد أن ينام الأهل، والجيران.

يحدث كل هذا في أجواء من القلق العام، وفي جو سياسي عاصف يتطلب الشجاعة، والجرأة، والشهامة، والرجولة، في صيف لاهب، يدفن فيه الأطفال العزل، تحت أنقاض الأعشاش الزوجية الدافئة، التي كان من المفترض، أن تكون مرتعاً خصباً لهم للنمو، وللحب، والحياة، والإبداع، لا قبوراً وحشية تطبق عليهم، فجأة، وتهرسهم، هرساً، وبلا أكفان. أو ترى علاقات حب، وغزل، وإعجاب بين نقائض لا يجمع بينهما سوى المتضادات، وشهوة الغدر، وحب التشفي، ونزعة العدوان، ورغبة الانتقام.

فلقد هبت قبائل، وعقارب الأعراب المتخاذلة، من أوكارها، هبة رجل واحد، وكأن مساً أصابها، وطعنت في كرامتها، فامتشقت أقلامها الصفراء، بدل سيوفها، وخلعت أقنعتها الخاوية الجوفاء لتكشف عن وجوهها الحقيقية، وخلعت سراويلها الشفافة أصلاً، وانبطحت، استعداداً، لجولة أخرى من السفاح. وبدأت، على الفور، قصفاً إعلامياً مركزاً، موازياً بشدته، لقصف الأف 16على حزب الله. هذا القصف الذي أسفر عن تدمير مصداقيتها كلياً، وتقوض شرعيتها نهائياً، ودك آخر معاقل النفاق، لديها، أبدياً، والتي كانت تتلطى وراءها من زمان.

وما إن بدأت القنابل الفراغية، والعنقودية، والمسمارية، والشاكوشية تنهال على رؤوس أطفال الجنوب الفقراء، حتى بدأت جوقة "العزّيفة"، و"العوّيدة" و"الردّيدة"، أياها بـترديد نفس لحن الغرام، الذي يتغنى بجمال أبطال الفيلم الإباحي السياسي، ونجومه العراة. كالتغزل، مثلاً، بالشعر المنكوش، للحيزبون، والعجوز المتصابية الشمطاء رايس"، وبنعومة أنامل تسيبي ليفني وهي تعطيهم أمر الانبطاح ، والطول الفارع، وسوريالية صلعة يهود أولمرت وتناسق شفتيه وهو يشتمهم كالأوغاد، أو التودد لشوارب عمير بيريتس الكثة وهو يبصق على الشهداء، وطبعاً، لا مجال هنا، للحديث عن ملاحم المدح العصماء بموهبة، وتفرد، مخرج أفلام الرعب العالمي المعروف، جورج دبليو بوش، الذي قام سابقاً، بإخراج عدد من نفس أفلام الرعب، والموت، والفضائح السياسية المجلجلة والمدوية، في أفغانستان، والعراق، وغزة، ولكنها لم تحظ بأي نجاح فني، أو جماهيري، أو عسكري يذكر، وكانت فاشلة، بكل المعايير النقدية المعروفة.

افتحوا أية قناة، من قنوات الورع والإيمان، واقرؤوا أية صحيفة، من صحف الأعراب، واستمعوا لفحيح أي ثعبان أقرع، وبعير أجرب يجتر روث أسياده الثقاة، وهو يقدم تحليلاً عن هذا العدوان، فستسمعون شيئاً، واحداً، متجانساً، يردده الجميع، وهو لحن الغرام الجديد، الذي يُمجّد دموية إسرائيل، وعدوانها الصارخ الآثم، على المدنيين، والأطفال الأبرياء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبخة الشيف رايس
- من يضمن أمن إسرائيل؟
- إنّ حِزبَ الله هُم الغَالِبون
- حُبّاً بِعليّ، ونِكايَة بمُعاوية
- اللّهُمّ اخْذلْ مَنْ خَذَلَهْ
- اغزوهم قبل أن يغزوكم
- متى سَتُرَفْرِفْ هذه الأَعْلام؟
- الدّمُ الحَرَام
- مُنتخب فرنسا:عندما يَصْنعُ المُهاجِرون الأمْجادَ
- عبيرالعراق:اغتصاب الأموات
- نساء العرب وخيبة الآمال
- نهاية التاريخ العربي
- المونديال وهزيمة الذات
- الديمقراطية العلمانية
- غربة الفكر العظيم
- الزرقاوي: نهاية الأسطورة
- مسلسل النكسات القومية
- أصنام المعارضة السورية
- نعوات بدون عزاء
- ميشيل كيلو: طرق المحرمات


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لَحْنُ الغَرام