بدر أبو نجم
صحفي وكاتب فلسطيني
(Bader Abu Nijem)
الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 11:39
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر من العام 2015، قام الاحتلال باغتيال الفتاة هديل الهشلمون على مدخل شارع الشهداء بمدينة الخليل، وحينها دشن المغردون على مواقع التواصل وسم هديل الهشلمون شهيدة النقاب.
إستشهدت هديل لأنها لم تخلع نقابها عندما طلب جنود الاحتلال منها ذلك، وفضلت الإستشهاد على أن تستجيب لمطالب ثلاثة جنود كانوا متواجدين على حاجز عسكري في الخليل، وفي ذلك الوقت عم غضب واسع في فلسطين، باعتبار ما جرى معها ليس فقط جريمة قتل بدم بارد، ولكن جريمة جردت الاحتلال من كل المبادئ الإنسانية، لأنه اقترف جريمة لفتاة مُنقبة وتركها ملقى على الأرض بحجابها، تنزف حتى فاضت روحها إلى السماء.
القتل بحجة الشرف.. مفارقة:
لماذا الذي قتل بالأمس مثلاً لم تتحرك مشاعره تجاه هديل الهشلمون التي قتلت بهذه الطريقة من جنديٍ أتى من روسيا، واخر جاء من إحدى الأمريكيتين؟ ولماذا لم يعتقد هذا القاتل أول أمس، أن الجرائم التي يقوم بها الاحتلال ضد بناتنا وأخواتنا على الأرض وفي السجون من ممارسات مهينة ضدهن هي جرائم شرف؟ ولماذا لم يتحرك نازع الشرف عنده عندما يشاهد كل تلك الجرائم من قبل الاحتلال؟
هنا المفارقة بين هديل الهشلمون وبين جرائم القتل التي تزداد يوما بعد يوم في مجتمعنا الفلسطيني، وما أريد قوله هنا، هو أن الذي سلب حياة هديل هو نفسه من سلب حياة ابن جلدته، بذرائع نكاد أن نقول عنها أنها مرضٌ نفسي لا أكثر، والأدهى من ذلك أن من يقوم بها، لا يتردد بفعلها إطلاقا، ويقتل عن سبق إصرار وترصد، وكأنه أمنِ العقوبة.
في مقابل ما يحصل من جرائم ضد النساء، أذكر هنا أن فلسطين انضمت للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية الاجتماعية والثقافية، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، وبتاريخ 11 أيار 2014، أصدر الرئيس محمود عباس، قرار بقانون رقم 10 لسنة 2014 معدلًا لنص المادة 98 من قانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960؛ ومضمون هذا التعديل هو إلغاء العذر المخفف كلما وقع الفعل على أنثى بدواعي الشرف. وهذا يعني عدم صلاحية القضاء في الخوض في الأسباب التخفيفية كلما تبين للمحكمة أن الضحية أنثى، وتم ارتكاب الجريمة بدوافع ما يسمى “جرائم شرف. وفي ذات الوقت أيضا تشير بعض الإحصائيات أن 80% من قضايا قتل النساء أغلقت ملفاتها من غير تقديم القاتل للقضاء.
هل المشكلة من ثقافة المجتمع، أم بما يسمى بالذكورية والرجال قوامون على النساء التي لا زلنا نجهل ما تفسيرها وما المقصود منها.. أم بالقانون وتطبيقه؟؟
#بدر_أبو_نجم (هاشتاغ)
Bader_Abu_Nijem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟