أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز 6














المزيد.....


لنقرأ ماركس وانجلز 6


ثامر الصفار
(Thamer Alsafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 21:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ماركس الشيوعي

قدم ماركس في المخطوطات الاقتصادية والفلسفية لعام 1844، شرحا تفصيليا لكيفية سيطرة الرأسماليين على الملكية الخاصة، وأوصلنا معه الى ان العمل «ينتج الذكاء» لكنه يقدم «للعامل الغباء والحماقة». فقفز الى أذهاننا سؤالا عن كيف إذن يتمكن العامل وهو «ضحية» النظام الرأسمالي من الخروج من هذا المأزق، خصوصا وان ماركس يؤكد على عدم إمكانية التغلب عليه عن طريق الدين أو الأفكار المستنيرة أو حتى الإصلاحات الجوهرية لأن المجتمع انقسم إلى معسكرين متعاديين، فما يفيد الرأسماليين سيسبب بالضرورة خسائر فادحة للعمال؟ حتى انه يذهب إلى حد القول بأن «زيادة الأجور لن تكون بالتالي سوى أجر أفضل للعبد ولن تمنح العامل مكانته وكرامته الإنسانية».

إذن ما هو حله؟

في قسم بعنوان «الملكية الخاصة والشيوعية»، يعرّف ماركس نفسه للمرة الأولى بأنه شيوعي.
بدأ هذا القسم بانتقاد لا يرحم للأفكار التي اعتبرها قاصرة، بما في ذلك، جميع التصورات الأخرى التي كانت سائدة آنذاك عن الشيوعية. وهذا الانتقاد بحاجة الى تفصيلات لا يسمح حيز المقالة الدخول فيها، وسأتركها الى مناسبة أخرى، لكن المهم هنا انه رأى في جميع أصحاب هذه التصورات سعيا في الطريق الى شيء ما، وأنه في حال ارتباطهم بشكل صحيح بقوة اجتماعية صاعدة، فإن «الشيوعية هي لغز التاريخ الذي تم حله».
من حيث الأساس، يمكننا القول بأن اختلاف ماركس مع جميع المؤلفين الشيوعيين السابقين (والفلاسفة الهيغليين الشباب) هو أنهم ركزوا على محاولة تغيير عقول الناس بقوة الجدل أو من خلال وضع خطط لمدينة فاضلة مستقبلية. أنهم لا يزالون عالقين في دائرة النقاش. فيكتب:
«سنرى كيف ان الذاتي والموضوعي، الروحاني والمادي، النشاط والمعاناة، تفقد طابعها المتناقض، وبالتالي [تفقد] وجودها باعتبار أنها متناقضة فقط في إطار المجتمع. سنرى كيف ان حل التناقضات النظرية ليس ممكنا إلا بطريقة عملية، بفضل طاقة الإنسان العملية. لذا فأن حلها ليس مجرد مشكلة في الفهم، بل مشكلة حقيقية للحياة لم تستطع الفلسفة حلها لأنها نظرت اليها تحديدا على إنها مشكلة نظرية».
بعد ذلك بقليل، لخص ماركس كل هذا بعبارة ذكية مميزة: «لكي نلغي فكرة الملكية الخاصة، فإن فكرة الشيوعية كافية تماما. بيد ان الأمر يتطلب فعلًا شيوعيا واقعيا لإلغاء الملكية الخاصة الواقعية».
دفعته هذه الدعوة لفعل واقعي الى قطع صلاته مع معظم من تعاون معهم سابقا. وبعد ان وصف ماركس عمال باريس ربما بطريقة رومانسية بعض الشيء قائلا «ان نبل الإنسان يضيء علينا من أجسادهم المتعبة» تأكد أصدقاؤه من الهيغليين الشباب أنه لم يعد يؤمن بأن هذه المهمة تعود الى المثقفين.
وقد ترسخ هذا الإيمان خصوصا في أعقاب إضراب عمال النسيج في ألمانيا عام 1844، ولكن علينا الانتباه الى ان ماركس في المخطوطات يصف تأثير الرأسمالية على العامل الفردي بشكل عام، ولا يقدم، حتى الآن، سوى فكرة الثورة الشيوعية بمصطلحات مجردة. من الواضح أنه يتلمس طريقه لربط أفكاره بالعمل السياسي الواقعي، وانه لا يزال يحاول توضيح أفكاره الخاصة وتسوية الحسابات مع مثالية هيغل (التي يرفضها) ومفهومه عن الديالكتيك (الذي يريد استخدامه بطريقة جديدة). وهكذا، فهو يتأرجح بين تصور العمال كضحايا «بائسين» للرأسمالية وممثلين «نبلاء» لمجتمع المستقبل.
الجزء الأخير من المخطوطات الذي حمل عنوان «نقد الديالكتيك الهيغلي وفلسفته ككل» يمثل تحديا كبيرا عند قراءته، لأن ماركس منخرط في نقد تفصيلي لمؤلف هيغل فينومينولوجيا الروح، مستعينا بفيورباخ ونقده المادي للدين والفلسفة كنقطة انطلاق له. أقول تحديا لان ماركس نفسه يحذرنا من أن هيغل غالبا ما يكون «غريبا وغامضا»، مما يجعل أتباعه عرضة لـ «صداع رهيب».
ولكيلا يصيبنا هذا الصداع لنركز على بعض الجواهر التي ستساعدنا على رؤية أفضل لتفكير ماركس. على سبيل المثال، كتب ماركس أن هيغل «وجد التعبير [الفلسفي] المجرد، المنطقي، والتأملي لحركة التاريخ، الذي لم يصبح بعد التاريخ الحقيقي للإنسان».
هذا تفسير جيد جدا لسبب إعجاب ماركس بهيغل. فعلى الرغم من أن الأخير لا يزال عالقا في رؤية التاريخ على أنه «تجسيد، تموضع» لعقل الله، إلا أنه توصل إلى فكرة «حركة التاريخ». وأنها حركة تقوم على الصراع والتحول، التفكيك وإعادة التشكيل. كما يقول ماركس، «إن الإنجاز الرائع لفلسفة هيغل ... [هو] ديالكتيك النفي [السلب] كقوة متحركة ومبدأ توليد».
الجوهرة الأخرى تتمثل في ان هيغل يرى أن العمل قوة مركزية في تاريخ البشرية، لكنه يعترف فقط بنوع معين من العمل، أي العمل الذهني المجرد. مع ذلك، تسمح هذه الرؤية لهيغل بأن يكون رائدا في تصور الاغتراب الذي «على الرغم من أنه يظهر كعقل فقط، إلا جميع عناصر النقد التي تم إعدادها وتطويرها بالفعل بطريقة غالبا ما تتجاوز وجهة النظر الهيغلية، تكمن فيه».
كل هذا يجعل من السهل معرفة سبب بقاء المخطوطات كمقالات ملهمة ومثيرة للجدل لعدة أجيال من الثوار. تنقطع المخطوطات، فقد وصلتنا ناقصة، لكننا سنرى كيف يستلهم ماركس العديد من الأفكار التي بدأ العمل بها هنا (الاغتراب، الشيوعية، الديالكتيك، إلخ) ويطبقها على العمل السياسي الملموس والتطورات الاقتصادية.



#ثامر_الصفار (هاشتاغ)       Thamer_Alsafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 5
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 4
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 3
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 2
- لنقرأ ماركس وانجلز معا 1
- بالعربية لأول مرة مراسلات ماركس – فيرا زاسوليج
- الدين، الدولة المدنية، والديمقراطية
- مفهوم - الانسان الكامل- لدى ماركس
- ماركس - انجلز المؤلفات الكاملة البدايات والمصير
- ثامر الصفار - باحث ايكولوجي ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئ ...
- في ضوء نتائج مؤتمر باريس حول المناخ
- المفهوم المادي عن التاريخ - قراءة ايكولوجية 1
- ربيع عربي – صيف أوروبي – خريف أميركي أتناقض ثان للرأسمالية ؟
- أمولة التراكم
- ماركس وجيمس اندرسون: حول التباين في خصوبة التربة
- بناء الاقتصاد الوطني العراقي/ قوانين السوق ام التخطيط الاجنم ...
- الاساس الاقتصادي لازمة البيئة العالمية
- الماركسية والايكولوجيا ماركس-فيورباخ 3
- الماركسية والايكولوجيا ماركس-فيورباخ 2
- الماركسية والايكولوجيا ماركس-فيورباخ 1


المزيد.....




- تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج ...
- التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر ...
- Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
- هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح ...
- مقترح ترامب للتطهير العرقي
- برلماني روسي يستنكر تصريحات سيناتورة تشيكية حول حصار لينينغر ...
- غزة: لماذا تختار الفصائل الفلسطينية أماكن مختلفة لتسليم الره ...
- نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة شقيق الرفيق السعودي لعمالكي عضو ...
- الحزب الشيوعي العراقي: تضامنا مع الشيوعيين السوريين ضد القر ...
- موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ثامر الصفار - لنقرأ ماركس وانجلز 6