أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعر أحمد فوزي أبو بكر.. رحيل مبكر














المزيد.....

الشاعر أحمد فوزي أبو بكر.. رحيل مبكر


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 16:35
المحور: الادب والفن
    


فجع الوسط الأدبي والثقافي في بلادنا بالرحيل المبكر للشاعر أحمد فوزي أبو بكر، بعد حياة قصيرة حافلة بالنشاط والنضال والعطاء والإبداع الشعري والأدبي.
الراحل أحمد فوزي أبو بكر من قرية سالم في مرج ابن عامر، والده الشاعر المرحوم فوزي أبو بكر، الذي عرفته الاوساط الثقافية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، من خلال قصائده الوطنية التي كان يوقع البعض منها باسم مستعار، والذي كان اعتقل وقبع في سجن طبريا مع الشاعر الراحل توفيق زياد.
علاقتي بالراحل أبو بكر تعود إلى التسعينات، وكان قد اهداني ديوانه الشعري الأول "رغبة متوحشة" الصادر في العام 2002، وكتبت عنه متابعة نقدية نشرت في حينه بصحيفة "الصنارة".
أحب احمد فوزي المطالعة، وكان مغرمًا بالمطولات الكلاسيكية والكتب التراثية، فضلًا عن شغفه بالكتابة الشعرية، متأثرًا بوالده الشاعر المناضل فوزي أبو بكر، صاحب الشعر الوطني والقصيدة الملتزمة، والصوت الجميل الذي كان يؤذن للناس في جامع القرية.
نشر أحمد فوزي بواكير قصائده في مجلة "الغد" الشبابية، وصحيفة "الاتحاد"، ثم في صحف ومجلات محلية وفلسطينية مختلفة، وفي مواقع الكترونية عديدة.
صدر له في الشعر: "رغبة متوحشة، مسروق السماء، حجر احمد، وشام". بالإضافة إلى مشاركته في كتاب "الملحمة المحمدية" مع شعراء فلسطينيين.
فتح أحمد فوزي عينيه على قضية وطنه وشعبه، فسكب في أشعاره ذوب قلبه، ونبض عروقه، مجسدًا هموم الناس، وقضايا شعبه الوطنية والطبقية. وجاءت قصائده، في شكلها ومضمونها، تعبيرًا صادقًا وامينًا عن آلام وأوجاع الفقراء والكادحين والمسحوقين، وكفاح شعبه وتطلعه لنيل حقوقه وتحقيق هدفه المنشود بالحرية والاستقلال.
وجاءت قصائده وأشعاره خالية من التكلف والصناعة اللفظية، متسمة بالطوابع السياسية والوطنية والاجتماعية والانسانية والروح القومية والفلسطينية. وقد غنى كثيرًا للأرض والوطن والانتفاضة، هاتفًا وممجدًا الحجر، سلاح الفلسطيني في انتفاضته المجيدة.
امتاز أحمد فوزي بالنفس الشعري الطويل، واجاد الوصف والبوح والتعبير أيما إجادة، وكان له قاموسه الخاص، ولغته الخاصة، وعروضه الخاصة، وكان يفضل التعبير الذي تجود به قريحته، ولو كان فيه ميل إلى النثرية. كما كان له رؤاه ومراياه الخاصة.
من شعره:

ما عدت ذاك القارئ المهووس

بالأسفار والأشعار والآداب

وسئمتُ حبراً يابساً

لن يرويَ الأذهان أو يحيي اليباب

قد صرت أقرأ صامتاً ريحاً تدقُّ بكلِّ باب

وشغفت فكّ رموزها تلك الوجوه

فإنّها باتت تحنُّ للاغتراب

فسأقرأُ القمعَ المخمّرَ فوقَ أعتاب الرقابْ

وسأقرأُ التعبَ المصعّرَ في عيون الكادحين

وسأقرأُ السّكَنَ الذي قَطَنَ المنافضَ

واحتسى دمع العيون

وسأقرأُ الدُّخّانَ في الاجواءَ والغضب

***

سأصيرُ يوماً

قارئاً لفناجين نسوةٍ

يغرقنَ في الآمال

مع أتْفَهِ الرّجالْ

أو قارئاً للتِّفلِ لا أرى سوى العيون

ألنّاظرات عن كثبْ

ألغارقات في السُّكون

ألعاشقات للنّفاق والدّجلْ

ألباحثات في خجلْ

حُبًّا ركيكاً مُبْتَذَلْ

***

أو قارئًا ما جدَّ في البريدْ

أو ليسَ بالشّيءِ الجديدْ؟

أو ليسَ بالخبزِ البعيدْ؟

لا .. لا أظنُّهُ ساذجاً

رَجُلَ البريدْ..

ساعي البريدْ

رجلٌ سعيدْ

بإعادة الأوراق بدءاً من جديد

***

أو قارئَ الأوراقِ في البنوكْ

للدّفترِ الجديدِ للصّكوكْ

أوَ ليسَ للغفران أيضاً ؟!

فاتورةٍ للنّور، للمياهِ للأملاكْ

إشعارِ تحقيقٍ من الشَّباكْ

***

أو قارئًا

للدّعاياتِ المقحمه..

عن افتتاح مَلْحَمَه..

في السّوق الجديدة

أحسبتها ملحمةً جديدةً
في مسرحٍ قديم؟!

***

أو قارئًا نَصَّ الكلامِ

لقصّةٍ جميلةٍ محكيّةٍ

على لسان رجلٍ قديمْ

تطوي بألف قصّةٍ مخفيّةٍ

تودي الى الجحيم
أحمد فوزي أبو بكر.. يا شاعر الوطن والأرض والتراب، والإنسان الطيب الدمث، سلامًا لك وعليكَ في حياتك ومماتك. بكتك القوافي والأقلام، وحزنت لرحيلك القلوب والعيون، وستظل خالدًا بأشعارك الرصينة وقصائدك الرائعة.
وداعًا، وليرحمك اللـه.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور عدد آذار العام 2021 من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- هل ستجري الانتخابات الفلسطينية أم لا..؟!
- نحو الانتخابات للكنيست ..!!
- عرين الأسود
- غياب المشروع السياسي الفلسطيني..!
- رأيتُ رام اللَّه- للراحل مريد البرغوثي
- رثاء شاعر الوطن المرحوم زياد المبسلط
- لأجل تنظيم مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل
- نزيه أبو نضال وحال المثقف الثوري ..؟!
- لِمَاذَا تَرَكْتَ رَام الله حَزِينَةَ؟!.. إلى الْمُرْتَحِلِ ...
- -حياة جديدة-: مجموعة قصص من واقع الحياة للكاتبة حوا بطواش
- في عيدِ مِيلَاد ابْنَتِي -آلاء-
- حاجتنا إلى التسامح
- مع قصة -أزهارُ البنفسج- للأطفال للكاتبة د. روز اليوسف شعبان
- ترجل الفارس، رجل المواقف البروفيسور عبد الستار قاسم
- المسافرُ في ضوءِ القمرِ
- الباحث والناقد الأردني من أصل فلسطيني، الراحل د. حسني محمود ...
- هموم ثقافية .. في حال الأدباء والمثقفين
- العراق والمستقبل
- عن -مبادرة إبراهيم-


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعر أحمد فوزي أبو بكر.. رحيل مبكر