أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نجيب المدفعي - محاولة لتوصيف العنف في العراق














المزيد.....

محاولة لتوصيف العنف في العراق


نجيب المدفعي

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إن ما يجري من أحداث إجرامية و بشكل يومي في العراق يجب أن تتم قراءته بعيدا عن منطق الضمير و المعايير الأخلاقية. بعض المراقبين يقولون أن ما يجري يقود إلى طريق مسدود، و لكن يمكن النظر للأحداث من زوايا أخرى.

إن إدامة الوضع المختل أمنيا يقود إلى اختلال بقية مفردات الحياة اليومية، و بما يعيق الحركة إلى أمام وبالتالي إفشال المشروع السياسي الجديد في العراق مهما كانت أهدافه، حسنة أم سيئة. و الفكرة تقوم على أن العراق دخل ضمن منطقة الهيمنة الأمريكية منذ 8 شباط 1963. و مـَنْ يحكم في العراق عليه أن يعقد اتفاقا مباشرا أو غير مباشر مع الولايات المتحدة لرعاية المصالح الأمريكية.

و هذا يقود إلى استنتاج مفاده أن هناك صراع يدور على السلطة، أي أنه ليس صراعا مع "المحتل" بقدر ما هو صراع على (مـَنْ يتحالف مع المحتل). و بالتالي يكون المقصود هو إظهار الخصم العراقي بصورة العاجز عن ضمان مصالح الولايات المتحدة، و جعل بضاعته غير مرغوب بها. و للدلالة على ذلك، يمكن الإشارة إلى عدم رغبة كل الأطراف المشتركة في لعبة الصراع على السلطة هذه في قطع حبل المودة مع الولايات المتحدة. و أحدث مثال على ذلك ما قاله صدام حسين في جلسة محاكمته التاسعة و الثلاثين بتاريخ 26/7، خلال مساجلة بينه و بين رئيس المحكمة الذي انتقد استهداف الأبرياء من العراقيين، و تساءل عن السبب وراء عدم استهداف الجنود الأمريكان من قبل أتباع صدام. فكان رد صدام بأنه لا يدعو إلى استهداف الأمريكان و قتلهم، و إنما يدعو إلى طرد الغزاة (و أظنه يلمح للذين تولوا السلطة في العراق). المهم، لاحظ عدم رغبة صدام في قطع حبال الوصل مع الأمريكان علـّهم يراجعون سياستهم و ـ قد ـ يلجأون له. و كذا بقية أفراد الطبقة المتنافسة على السلطة في يومنا هذا، فعندما يحصرون في زاوية "استباحة الدم الأمريكي من عدمه" يصبح ذلك مرفوضا.

إن الاستمرار بأعمال التخريب لموارد العراق البشرية و المادية، هي وسيلة لعرض بضاعة جاهزة للتسويق في أي لحظة تقرر فيها الولايات المتحدة تغيير مفاهيمها و أساليبها في ضمان مصالحها في الشرق الأوسط. و هو أمر وارد في دولة مثل الولايات المتحدة تتمتع الحياة السياسية فيها بديناميكية أخاذة، و تتغير بتغير الإدارات التي تتولى الحكم فيها (لاحظ تحذير السيد المالكي في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي من تكرار تجربة عام 1991).

و في حال حدوث مثل هذا الأمر ـ أي تغير السياسة الأمريكية ـ، على قوى الردة أن تكون جاهزة لعقد تحالف جديد مع الإدارة الأمريكية الحالية أو اللاحقة. و قوى الردة هذه لن تتورع عن فعل أي شيء لاستعادة السلطة، حتى و إن وصل الأمر بها لشن حرب جديدة على إيران نيابة عن الولايات المتحدة. و ما علينا إلا مراقبة التصعيد الطائفي الذي يجري العمل عليه بجدٍ هذه الأيام، تمهيدا لفرز الخنادق و التي سيـُدمغ أحدها بتهمة الصفوية. كل هذا في إطار صراع بين قوى إقليمية و دولية يجري على جبهات متعددة، لا مانع أن يكون العراق إحداها (لاحظ لبنان). و ما أشبه اليوم بالبارحة عندما كانت افرازات الحرب الباردة تجد أدوات لها في العراق إبان عهد عبد الكريم قاسم، متمثلة بالتيار القومي و التيار اليساري، و التي جرّت على العراق الويلات.

و قد تمتد القراءات للأحداث الدامية في العراق إلى صراع و تصفية حسابات بين أفراد الطبقة السياسية الحالية، يدفع ثمنها الوطن بمجمله. و خلاصة القول أن على السيد نوري المالكي و حكومته الإقلال من المجاملات السياسية و زيادة وتيرة الضغط على كل القوى التي تؤمن بالعنف كأداة من أدوات النشاط السياسي، و إلا ستنتهي التجربة السياسية الوليدة في العراق إلى الإجهاض كما حصل مع تجربة عبد الكريم قاسم بسبب تهاونه المفرط مع مثيري الفوضى في البلاد.



#نجيب_المدفعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شريط الزرقاوي..ما الجديد؟
- تصريحات مبارك...مقدمات أم نتائج
- تقييم الجيش العراقي بين التقديس والتجريح
- تقرير ميليس: ما الذي أحتواه ليثير كل هذه الضجة؟
- نماذج من الضمير العروبي المعاصر
- أي دستور نريد؟
- اتقوا الله في العراقيين
- تحية لجمعيتنا الوطنية المنتخبة
- أحداث جامعة البصرة، خطوة نحو الأستبداد
- 14 تموز و تقييم التاريخ
- فقط اجعله سعيدا
- المرأة العراقية و الفرصة التاريخية
- محاولة لقراءة نتائج الأنتخابات العراقية
- نريد مشاركة المرأة بقوة
- رسائل إنتخابية
- أنا أنتخب..إذا أنا موجود
- لا يهمني مَـن يكتب الدستور
- النابلسي و العرب و العراق
- عباس المستعجل
- رأس الدولة والقانون..حكاية من العهد الملكي


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نجيب المدفعي - محاولة لتوصيف العنف في العراق