|
هكذا تكلم عبد الباقي بن يرفوع
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 02:11
المحور:
كتابات ساخرة
شاع بين ناس الرصافة ان عبد الباقي بن يرفوع الذي كان لايفارق شارع المتنبي ليل نهار قد اصابه مس من الجنون، وشاع ايضا انه ترك شارع المتنبي وهام في شوارع بغداد التي لم تعد تشتهر بان لديها اكبر مستشفى للمجانين بعد ان "فخخ" احدهم مستشفى الشماعية التي كانت خالية من سكانها آنذاك. والذين اتيحت لهم رؤية عبد الباقي في هذه الايام فانه يراه متسخ الثياب حافي القدمين لاتكاد يديه تستقران على رأسه حتى تعاودان السقوط الى فخذيه فيما بدت لحيته مغبرة كالحة تماما مثل عينيه اللتين لم يعرف لهما لون. وقبل يومين، كما قال شهود الظهيرة، ان عبد الباقي بات مقتنعا بعبور جسر باب المعظم ثلاث مرات يوميا ، جيئة وذهابا. اما الذين يستيقظون فجرا ويتقاطرون على ساحة الميدان فانهم يسمعون عبد الباقي يصيح باعلى صوته: هانذا جئتكم فليقدم كل منكم كشف حساب بما عملت يداه ... انا االنور فاتبعوني.. انا الحق فاسترشدوا بي. كان ناس الصباح الباكر يمرون غير عابئين به الا بعضهم وهم قلة ، يقفون عنده لحظات ثم يغادرون بابتسامة ليست ذات مغزى. اما ناس الظهيرة فيرون عبد الباقي واقفا في وسط ميدان باب المعظم وقد رفع لوح خشبي كتب عليه" ويلكم اين انتم الان.. اما كنتم تنتظرونني كل هذه السنوات؟ تعالواالي فانا منقذكم.وكما حدث في الصباح لايعره المارة اي اهتمام الا بعض الاطفال الذين يتصايحون حوله: "عبد الياقي مخبل...عبد الباقي مخبل" ونادرا ماكان يطردهم من عنده بل يمسح على شعر احدهم حين يقترب منه ويدس في يده قطعة حلوى مغبرة. اما ناس الليل فكانوا يشاهدونه وهو يختلي في زاوية من زوايا حديقة الامة وقد وضع رأسه بين يديه وغاب عن كل شيء . واذا اراد احدهم ان يشاكسه بضربه على كتفه فانه يرفع رأسه ويجدح الضارب بنظرة نارية تجعله يهرول بعيدا عنه. لم يعرف احد من هو عبد الباقي ولا كيف اتى الى هنا ولماذا اصابه مس من الجنون. كل الذي يعرفونه انه كان جزءا من شارع المتنبي، يأكل وينام ويركض ويضحك هناك، ولهذا لم يتحمس احد لمعرفة هوية بن يرفوع ولكن هناك من يحرص على الوقوف لحظة بالقرب منه ليسمع مايقوله كل يوم. مرة واحدة.. واحدة فقط رآه احدهم في هدأة الليل يبكي بصوت مسموع تحت جدارية جواد سليم.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ميوشة تنذر للملا مطشر
-
مازالوا يضحكون حتى اعداد هذا الخبر
-
ميوشة تزور قبر الملا مطشر
-
ميوشة تتفلسف على النسوان
-
ميوشة تعترف امام ضابط مخابرا ت غير مؤهل
-
ميوشة تبيع الثلج في كراج النهضة
-
ميوشة تكتشف عذاب القبر
-
اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟
-
ميوشة تعتكف عن اللطم
-
ميوشة تسأل في عيد ميلادها
-
بعبع المخابرات
-
هذا العصفور لا احبه
-
الى محكمة العدل الدولية.... اني طالق ،طالق، طالق
-
قاتل الله الجاجيك
-
رسالة غير مكتوبة الى رب العزة
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|