أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - عبد الغفار خان ...غاندي المسلم














المزيد.....

عبد الغفار خان ...غاندي المسلم


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 12:31
المحور: الادب والفن
    


سأقدّم لكم سلاحاً فريداً لا تقدر الشرطة ولا الجيش على الوقوف ضدّه. إنه سلاح النبي ... هذا السلاح هو الصبر والاستقامة، ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع الوقوف ضده"، هذا ما قاله عبد الغفار خان، المناضل المسلم اللاّعنفي الذي استطاع أن يغيّر قومه المدعويين البشتون في شمال غرب باكستان وفي المنطقة المتداخلة مع أفغانستان، بحيث شكّل منهم جيشاً لا عنفياً . وبذلك يعتبر صنواً لغاندي وحليفاً له في كفاحه من أجل استقلال الهند عبر المواجهة المدنية السلمية اللاّعنفية، التي قادت إلى قهر الجيش البريطاني المحتل.
لقد وحّدت النظرة السلمية - اللاّعنفية فصائل البشتون المسلمين مع الهندوس في النضال من أجل الاستقلال، وفيما بعد للسلام بين الهندوس والمسلمين.
وقد أسس خان حركة خداي خدمت كار "خدّام الله " التي آمنت بتوافق الإسلام مع مبادئ اللاّعنف ، التي انضم إليها عشرات الآلاف من المدنيين البشتون الذي آمنوا بالمقاومة السلمية من خلال العصيان المدني سبيلاً للتعبير عن حقوقهم وقد أطلق عليهم البريطانيون أصحاب القمصان الحمر، لتميّز لباسهم باللون الأحمر.
وكانت القوات البريطانية قد أطلقت الرصاص على الاحتجاجات التي اندلعت في شمال غرب الهند وقتلت مئات من المتظاهرين المدنيين في العام 1930 وذلك حين أعلنت مقاطعة بيشاور الانضمام إلى مسيرة الملح التي قادها غاندي.
ثلاث أركان في فلسفة عبد الغفار خان هي : العمل و واليقين و الحب وهذه تمثل حسب وجهة نظرة جوهر الإسلام ، أو كما يطلق عليها قلبه ، فالله حسب خان ليس بحاجة إلى خدمات ، بل إلى العمل على خدمة خلقه، وبالتالي خدمته، وحين يلتحق العضو في حركة "خدام الله" فإنه يقسم على أن يكون متسامحاً حتى مع أولئك الذين اضطهدوا الضعفاء ، وعليه العيش بحياة بسيطة والقيام بعمل اجتماعي على الأقل ساعتين بما يصّب في خدمة الآخرين، وتلك هي مبادئ خان التي التزم بها طيلة حياته وتحمّل بسببها السجن لفترات طويلة، وكي تتحقق مبادئه ركز على التعليم في مناطق البشتون وبلغتهم الأصلية.
إذا كان غاندي بطل حركة الاستقلال في الهند وأحد أبرز دعاة وحدة الهند وعمل ما في وسعه لمنع انقسامها وانفصال باكستان، بل دفع حياته ثمناً لذلك، فإن عبد الغفار كان أحد أركان مشروع استقلال الهند ووحدتها أيضاً، وبسبب ذلك أمضى أكثر من 3 عقود من الزمان في السجون البريطانية خلال استعمار الهند والباكستانية فيما بعد الانفصال ، وقد اعتبرته منظمة العفو الدولية التي تأسست في العام 1961 "سجين العام 1962".
وإذا كان اسم غاندي معروفاً على النطاق العالمي، حتى أن يوم عيد ميلاده اعتبر يوماً عالمياً للاّعنف( 2 أكتوبر/ تشرين الأول)، فإن حظوظ عبد الغفار خان من الشهرة كانت أقل منه، على الرغم من الدور الريادي الكبير الذي لعبه في منطقة واسعة من الهند وباكستان وأفغانستان لدرجة أن إسمه شاع شعن".
وفي العام 1987 منحته الهند جائزة بهارات راتنا التي تعتبر أعلى وسام هندي وهي أول جائزة تمنح لشخص لا يحمل الجنسية الهندية. جدير بالذكر أن عبد الغفار خان ولد في العام 1890 وتوفي في 15 يناير (كانون الثاني) 1988 في بيشاور وكان حينها في الإقامة الجبرية، وقد تم دفنه في مدينة جلال آباد في أفغانستان ، وقد سار عشرات الآلاف من مؤيديه في جنازته من بيشاور إلى جلال أباد.
لقد كان تحالف غاندي مع عبد الغفار خان تحالفاً فكرياً أساسه الإيمان باللاعنف وبقيم السلام و التسامح ، وهو ما كان له أبلغ الأثر في تحقيق الاستقلال، على الرغم من أن جهودهما لم تفلح في الحفاظ على وحدة الهند لاعتبارات خارجية وتداخلات ومصالح دولية ناهيك عن رؤية داخلية ضيقة لبعض الذين فضلوا الانشطار على الوحدة، والانعزال على الانفتاح، والتعصب على التسامح، وقد ظلّت قضية كشمير كمشكلة دولية قائمة حتى اليوم، ناهيك عن حروب معلنة ومستقرة وسباق تسلح بما فيه للأسلحة النووية وضياع فرص تعاون وتنمية وتكامل . وقد لعب محمد علي جناح دوراً كبيراً في انفصال المسلمين عن الهندوس وتأسيس دولة الباكستان التي انفصلت عنها بنغلادش في العام 1971.
لقد كان هيلموت شميدت المستشار الألماني الأسبق على حق حين كتب مقدمة لكتاب أكناث إيسواران عن غاندي وعبد الغفار خان (بادشاه) بقوله إن هذا الكتاب الرابع يساهم في فهم الإسلام جيداً ، ولعل ما قاله شميدت نحن أحوج ما نكون إلى تأكيده اليوم حين أصبح التعصب ووليده التطرّف ونتاجهما العنف والإرهاب، هو الصورة النمطية للمسلمين لدى أوساط غربية واسعة ، وبالطبع فإنها صورة مشوّهة ومقصودة عن الحضارة العربية الإسلامية ، بسبب نفر ضئيل من الإرهابيين موجود في جميع المجتمعات بغض النظر عن الدين والجنسية واللغة والوضع الاجتماعي.
لقد أحب البيشتون المسلمين خان لطيبته ورقته وتواضعه وشجاعته، حتى ذاع صيته في جميع أنحاء الهند .
وقد أطلق عليه بعد أن صار أكثر معروفاً وعمل إلى جانب غاندي لقب "غاندي المناطق الحدودية" ، وكان عبد الغفار خان مثل غاندي يؤمن بوحدة الأديان وقبول معتقداتها الخاصة باستثناء ما يتعارض مع العقل ، ومنذ أول لقاء بينهما في العام 1928 قرّرا العمل سويّة على الرغم من مظاهرهما المختلفة فغاندي الهندوسي ضئيل الحجم وصغير وصوته هادئاً، في حين أن خان مسلم وطويل وضخم وصوتاً جهورياً، وقد وصف أحد الدبلوماسيين الباكستانيين واسمه كوريجو جنازة خان بأنها قافلة سلام تحمل رسالة حب.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب والجامعات
- الياس مرقص: المثقف الأول
- ستارت - 3
- ثقافة المواطنة وفكرة الدولة
- شجرة الذاكرة
- أزمة العراق سيادياً
- فريضة التسامح و فرضياته
- شطحات ماركس
- الكابيتول وصورة أمريكا
- الانتخابات العراقية وتدوير الزوايا
- شعبان: السلام العربي فرض عين وليس فرض كفاية فحسب
- عبد الحسين شعبان: حوار عن اللجوء واللاجئين
- جائحة الدينار
- كتاب وحكاية: مذكّرات صهيوني يوميّات إيغون ريدليخ في معسكر تي ...
- مقدّمة كتاب د. محمد الزين محمد السودان - الطريق إلى الدولة ا ...
- بايدن والأمن السيبراني
- عن فلسفة التسامح
- جذور الاتحاد ورهاناته اللّاحقة
- في معنى أن تكون -ماركسياً- 2/2 هل توقفت -الماركسية- عن التطو ...
- بهاء الدين نوري... و-ألم- تشيخوف


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - عبد الغفار خان ...غاندي المسلم