أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - صرخات في جوف الفراغ الاخلاقي















المزيد.....


صرخات في جوف الفراغ الاخلاقي


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطط المبعثرة لا يمكن أن تترجم إلى نتائج ملموسة على الأرض دون الاعتماد على نهج استراتيجي منظم بوازع اخلاقي ووطني يوضح من قبل رجال الاصلاح الحقيقيين بأهداف تنموية تتحقق في ارض الواقع ولا تتحول الى فعل انساني مؤثز إلا من خلال مشاريع ملموسة تتركز على الحاجة الفعلية والبعد البيئي، الإصلاح ودعواته ملزمة بأخذ ذلك كلّه بالاعتبار، ورغبة الإصلاح حالة شعوريّة ينبغي أن تعمّ المجتمع كلّه أفرادا وجماعات، بل هو نمط وعي ينبغي أن يجري في المجتمع مجرى الدّم من الجسد، وفي مستوى أعمق ينبغي أن يكون الإصلاح وعيا جمعيّا، وطاقة إيجابيّة مشعّة إذا عمّت أخذت الكلّ في حضنها، كطموح عام يسكن بين ضلوع كلّ فرد من أفراد المجتمع كلّ من موقعه ومستوى وعيه ووظيفته ومستوى إدراكه وبافتراض وجود الإرادة السياسية على أعلى مستويات العملية السياسية، ، والاصلاح في ظل نظام قائم في العراق بعد 18 عام كذبة من المهم النظر الى النظام، والهياكل الأساسية التي تحدد إلى حد كبير ما يمكن وما لا يمكن القيام به..ان زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ونحن في حديثنا لسنا في صدد مغزاها انما فتح الباب على مصرعيه لمناقشة الرغبة في الاصلاح من عدمه في العراق في ضوء سرعة الامكانات التي برزت وتوفرت لهذه الزيارة ويظهر ان ليست هناك أزمة قلّة إمكانات ولا أزمة خطة للتطوّر لانها بالاساس غير موجودة، انما الاستئثار بالمناصب والمسؤوليات هي التي تعيق اي برامج للبناء و تسبّب في العديد من المشكلات كالتّخلف والفقر والصّراعات ومشاكل البيئة وغيرها ويعمقها ، لكنّ عمق الأزمة في النّهاية متّصل بالقيم. وبكلام آخر إنّ عمق الأزمة في اللّحظة التّاريخيّة الرّاهنة أخلاقية في المقام الاول، ولا سبيل إلى إصلاح الحال بدون ثورة شاملة عامّة تنطلق من الذّات المجتمعي بتمثّل منظومة القيم الذّاتية والانكى من ذلك كله التحجج بعدم توفير السيولة النقدية من قبل رجال سلطة الدولة وهي في حقيقتها كذبة اتضحت معالمها هذه الايام و يحاول المسؤول التكاء عليها لتمرير الفساد اوعدم الاهلية او لايريد البدء ويشوه كل جهود الإصلاح، ويقبحها ، ويعتبركل إنجاز على أرض الواقع بمثابة عطل وتعطيل لمصالح العباد والبلاد، ويرى كل كمال نقصان، حتى أنه يجن جنونه عند افتتاح اي مشروع وطني، و بات يرددها الصالح والطالح دون ان يعي المعنى الحقيقي لهذه الكلمات التي اطرشت صرخاتها العفنة مسامعنا، ان هذا الشعارات الزائفة تتطلب السعي الى اصلاح النفس قبل كل شيء ، فكيف لمن نشر الفساد ويعاضده ويعمل به ان ينادي بالاصلاح ام انها ارادة لتحقيق مصلحته الشخصية فمن يريد ان يتحدث عن الاصلاح عليه ان يقيم نفسه اولاً ويصلح نفسه قبل ان يتشدق بها ، والمطلوب الدعوة بصوت واحد من كافة الجهات المعنية لاجتثاث كافة انواع الفساد المالي والاداري والخلقي وغيره للوصول الى الازدهار المراد الوصول اليه خاصة .
في اي مجال اذا التقت ارادة القيادة ورغبات المواطنين تكتمل صور الاصلاح فتصبح اكثر فاعلية واسرع ايقاعاً لتعويض ما فات من فرص للاستثمار والتطور المهدورة وتصبح بحاجة إلى نهج مشترك في التعامل مع التحديات الداخلية والإقليمية والعالميّة ويأخذ بالحسبان البيئة السياسية والفكرية وكذلك البيئة الطبيعية والبيئة الإنسانية ، فإذا تحقق ذلك، نصل إلى الوحدة العضويّة المنشودة بين الإنسان والأرض والشجر بين الإنسان والفكر بين الإنسان وأخيه الإنسان والاخلاقيات ، فما يتطلبه هو وضع الإنسان في صلب معادلة الكرامة الإنسانية ،من هنا للتوضيح فأن الديموقراطية التي يتشدق بها الكثيرون بمفردها لا تصلح مجتمع ولا تكافح الانحرافات لأنها آلية حكم توفر منظومة سياسية فقط، بل تحتاج مستلزمات تكليفها في تعزيزنشر قيمها الشفافية والنزاهة وتثقيف الأفراد بمخاطر الانحراف عنها و يتطلب التركيز على الجانب الاخلاقي وهي من الامور المهمة و الوقفة بأوجه الفساد أولى خطوات الإصلاح، فالإصلاح الحقيقي يحتاج محاربة الفساد، حيث ان الفساد في العراق اصبح مشكلة أخلاقية بالدرجة الأولى و هذه المشكلة صارت متأصلة واصابة الجوهروعليه الإصلاح من الجذور والانبعاث من جديد والارتقاء في البحث عن كلّ السّبل المؤدّية إلى ذلك كلّه، وكذلك التّجديد والتّجدّد، بعمل وسلوك مستمرّ لا يتوقّف، أو بالأحرى بفعل متواصل لا ينبغي أن يتوقّف عند زمن معين لأنّ ذلك هو ضامن التّفاعل لمجريات الواقع والاستفادة من اللّحظة التّاريخيّة إيجابا، وهو ما يمدّ الصّلاح دعماً وعنفوانها وبما يلزم من الطّاقات اللاّزمة المؤدّية حتما إلى ايقاف سيله وانهاء وجوده والتوجه الى الصّفوف الأماميّة للشّهود الحضاري ،
ومن اساسيات الاصلاح هو صفاء القلوب وعدم حمل البغضاء لأمور شخصية او مصلحة او امور دنيوية ، وعدم شن الحملات اياً كان نوعها والتي من شأنها ان تملأ روح الحقد والكره ، لان القلوب الحاقدة لا تسعى للاصلاح انما للفتنة ولتفكيك المجتمع وغرس الحقد في القلوب ، ان انتزاع طابع الحقد واستبداله بحب الخير والعطاء وحب المجتمع وجعله مجتمع متماسك بقلب واحد لن يكون بجهد فردي بل بجهد جماعي ، ويحتاج الى سهر وتعب واجتهاد بعد ان فرقت ابناء المجتمع الصراعات على المناصب التي لم تعد تجمل اي قيمة واي معنى في ظل معوقات وعجز في المخصصات وضعف بالصلاحيات فلماذا الحقد بل يجب البدء في نبذ هذه التصرفات لينعم الانسان في مجتمع خالي من الشوائب وارضاء الله عز وجل لا ان يكون سبباً في سخط الله على من لا يشكر الله على نعمه الكثيرة .
ان من يعمل على اثارة الفتنة وتفكيك المجتمع يعتبر من اشد انواع الفساد الخلقي للشخص نفسه ففي فساده وحقده يسعى لافساد المحيط من حوله وانتهاك مبدأ النزاهة في العمل والعطاء وهو ينقل عدوى الحسد والبغضاء واستغلال المناصب ، محاولات الإصلاح يجب أن تتضمّن إعادة النظر في القيم التي تحتويها تلك النظم ونختار مايناسب المجتمع وافكاره ولايخضع للاستنساخ والتبعية والانبهار المزيف …. وبينما نفكّر مجدّدًا في القواعد والأساسيات و لا بد من إلقاء نظرة أوسع على العوامل الخارجية التي تُزعزع العلاقات والتي تعيق التعاون واستقلال المتكافل على مستوى الدولة والمؤسسات والأفراد.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصمات الجوهر والقيم في الصفات الانسانية
- جعجعات لا تورد الطحين
- بلد الخيرات ينتظرالعطايا .. من المسؤول..؟
- لقاءالاجراس والمعابد لزرع السلام والمحبة
- -العربية -ورش الملح على الجراح
- لنبحث عن الخير وندفق عطائه
- لا تصنعوا من تضحيات الشهداء معاول للهدم
- عبثية الهدم المستمرة بمسميات جديدة
- الانتاج الفكري ...العوامل والمعطيات
- تحقيق العدالة الاجتماعية لتلبية الاحتياجات
- هل هذه هي العدالة الاجتماعية ...؟
- الهدايا الغثة بدل المصالح الوطنية
- العراق...الازمات والمعالجات وغياب رجال السلطة
- العراق في الهشاشة القصوى
- مفهوم التنمية الثقافية في تجسيد الحياة
- حكومة السلطة و حكومة الخدمة
- فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى‌ *
- المدح والذم الكاذب... يسوقان المجتمع الى الكوارث
- نامي جياع الشعب نامي*
- حب الشهرة اسقطت ترامب ومهابة امريكا


المزيد.....




- منشور يشعل فوضى في منتجع تزلّج إيطالي.. ماذا كتب فيه؟
- -أم صوفيا-.. سلمى أبو ضيف تنجب طفلتها الأولى
- رداً على تصريحات ترامب بشأن -تهجير- أهل غزة، دعوات إلى التظا ...
- اللجنة المحلية للحزب في الديوانية: ندين الاعتداء على المحتجي ...
- حادث مطار ريغان يربط موسكو وواشنطن في مباحثات إنسانية
- غزة.. انتشال 520 جثة من تحت الأنقاض منذ وقف إطلاق النار
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 6 بلدات في كورسك ودونيتسك وخاركوف ...
- وقفة صامتة أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب للمطالبة بالإفر ...
- بيسكوف: التعليق على تكهنات حول -قوات كوريا الشمالية في كورسك ...
- فنلندا.. منع طالب من زيارة محطة نووية بسبب جنسيته الروسية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - صرخات في جوف الفراغ الاخلاقي