|
حوار مع الشاعر ابراهيم نصرالله
عبدالقادر حميدة
الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 06:55
المحور:
مقابلات و حوارات
تعرضت مؤخرا الأعمال الكاملة للشاعر والروائي ابراهيم نصرالله للمصادرة ، من قبل دائرة المطبوعات في الأردن ، مما أثار حفيظة رابطة الكتاب الأردنيين و الكثير من المبدعين والمثقفين العرب ، مبدين استغرابهم تجاه دواوين شعرية صدرت منذ أكثر من 22 عاما ، ولمعرفة وقع المفاجأة على الشاعر ، و تطورات هذه القضية ، طرحنا عليه جملة من الأسئلة، التي لم يبخل بالإجابة عليها ، توضيحا لحقيقة الأمر ، و حلما لروائي و شاعر كبير ..
1/ كيف جاءك النبأ ، و ماذا كنت تكتب حينها ؟ - في البداية علمت الخبر من ناشر كتبي (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) وكنت أعتقد أن المنع تم بقرار إداري كما يحدث عادة، يصدر عن دائرة المطبوعات والنشر في الأردن، إلا إن تصريحات مدير هذه الدائرة نقل الأمر إلى مستوى آخر تماما، حين أعلن عبر الصحافة أن الأعمال الكاملة أحيلت إلى المدّعي العام، بتهم هي: المساس بالدولة، المساس بالجيش، زعزعة الاستقرار وإثارة الفتن. وهي تهم تخضع لقانون العقوبات وليس لقانون المطبوعات، ومن هنا اتسعت القضية لأنها المرة الأولى التي تلجأ فيها الحكومة لمثل هذا الإجراء، وزاد من خطورة الأمر أن الديوان (نعمان يسترد لون) صدر منذ اثنين وعشرين عاما وأعيدت طباعته في التسعينات، وكنا نعد العدة لطباعته مرة أخرى ضمن الأعمال الشعرية، كما أن الأعمال التي تضمه مجازة خطيا مرتين على أقل. 2/ وصفت رابطة الكتاب الأردنيين هذا العمل بالاستفزازي ، فهل تراه أنت كذلك ، أم أن هناك مرامي أخرى لا يدركها القارئ البسيط ، هل من توضيح ؟ ـ القرار خطير وليس استفزازيا فقط، فأن ترسل الناس إلى المحاكم بتهم كبيرة كهذه مسألة ليست سهلة، إنها عقاب بأثر رجعي، وهذا يعني أنها سابقة يمكن بعدها محاكمة كل النصوص التي كتبها الكتاب في الماضي. 3/ أحفظ لك مقطعا جميلا في إحدى قصائدك تقول فيه : لا تقول الحقيقة أكثر من نصفها ، فما نصف الحقيقة في هذه القضية ؟ - نصف الحقيقة غائب وغير مفهوم، لا بالنسبة لي ولا لسواي من الكتاب، نصفها لدى دائرة المطبوعات، ففي الوقت الذي صدر فيه كتابي الجديد (السيرة الطائرة/ أقل من عدو وأكثر من صديق) وكنت أتوقع منعه، لم يتم ذلك، رغم أن إجازته لم تكن سهله، وبقي أكثر من شهر ونصف الشهر لدى الرقابة، وحين أجازوه جاؤوا في اليوم التالي لمكاتب دار النشر وحدث ما حدث. 4/ بعد رواياتك الجميلة / عو .. و طفل الممحاة الملحمة الفلسطينية الرائعة .. هل من جديد .. و على ماذا يشتغل ابراهيم نصرالله الآن؟ - لقد صدر كتابي الأخير الذي أشرت إليه، وهو كتاب مختلف تماما بالنسبة لتجربتي الأدبية، وفيه سعي لإيجاد شكل مختلف لكتابة السيرة، وبعيدا عن هذا الكتاب أكمل الآن الرواية السادسة من مشروع (الملهاة الفلسطينية) وهو يتناول الفترة من الربع الأخير من القرن التاسع عشر حتى عام النكبة، وهي رواية مستقلة بنفسها تماما كبقية روايات الملهاة، وأظن أنها تحتاج لعام آخر من العمل.
5 / ماذا تقول للمثقفين الذين تضامنوا معك ، و هل ترى أن مجرد التوقيع على لائحة مساندة يعد تضامنا كافيا ، وخاصة في الفترة الصعبة التي يمر بها العالم العربي عموما و المثقف العربي خصوصا ؟ - كل تضامن، أيا كان شكله كان مهما، وقد ترك هذا أثرا كبيرا، بحيث بدأت دائرة المطبوعات بالتحدث عن نيتها في التراجع، لكن حتى الآن يبدو الأمر مراوغا لأن القضية لم تسحب من المحكمة، وإذا استمرت هناك، فأظن أن حملة الاحتجاج يجب أن تتجدد، وقد حاولت في الفترة الماضية تجميدها. وبهذه المناسبة أوجه التحية لكل الأصدقاء في العالم العربي والعالم الذين تحركوا بسرعة، وكان لموقفهم هذا أثره المعنوي والمادي في مسار هذه القضية.
6/ ماذا تقول للمثقف الجزائري الذي ظل يقرؤك ويحترمك، وخاصة والجزائر تستعد لاحتضان تظاهرة / الجزائر عاصمة الثقافة العربية العام 2007 ، وما هي اقتراحاتك بهذا الشأن ؟ - الجزائر كانت وستظل على الدوام جزءا أصيلا من تاريخنا الروحي والإبداعي أيضا، إنها علامة كبرى في مسيرتنا نحو التحرر كما أن كتابها وفنانيها شكلوا رافدا من أهم روافد الثقافة العربية، وتركوا أثرا كبيرا في القارئ العربي وهم يحتلون مكانة بارزة اليوم في الخارطة الثقافية العربية.. أما عن هذه التظاهرة الكبرى فكل ما أتمناه هو النجاح النوعي لها، وأنا على ثقة بأنها ستولد حراكا نوعيا عبر اللقاءات الكثيرة التي ستتم بين المثقفين الجزائرين وأخوانهم المثقفين العرب.
7 / كلمة أخيرة ؟ - أحب عبر هذا الحوار أن أوجه التحية لأصدقائي الكتاب والفنانين الجزائريين وإلى القراء الجزائرين الذي أسعد كثيرا برسائلهم التي تجعلني دائما أحس بأن الكلمة هي الأقدر والأسرع في مجال قطع المسافات وتجاوز كل الحدود، رسائلهم التي تجعلني دائما على يقين بأننا نملك قلبا واحدا، روحا واحدة، ومستقبلا واحدا.
#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسرار الشاعر الكوني (قراءة في ديوان الشاعر طه عدنان )
-
حوار مع الكاتبة المغربية فتيحة أعرور
-
أشواق أبي فراس الحمداني
-
مصطفى سعيد hello
-
مذكرات شاهد القرن لمالك بن نبي / أنامل تتحسس الجراح
-
و غدا يوم جديد
-
كوليرا مغربية
-
أصداء في جو ذلك المكان
-
يد ترتعش
-
سيرة الطفولة المقهورة
-
إضافة ثرية .. و تحد جديد
-
في مكتبة الوقت
-
حالات من الغيم المستتر
-
صبية بدون إثم
-
أن تعيش لتحكي .. و تحكي لتعيش
-
المرايا و المتاهات لبورخيس
-
متعة القراءة .. و لذة الإكتشاف
-
حديث عن المجموعة الأولى للشاعرة السورية فرات إسبر / مثل الما
...
-
الربيع يؤجل السفر
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|