فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 9 - 13:49
المحور:
الادب والفن
هلْ ينسَى ميتٌ صورَة قاتِلِهِ ...؟
ألَا يرسمُ القبرُ ملامحَ
القاتلِ والقتيلِ ...؟
في الجريمةِ تشهدُ
قُلامةُ الأظفارِ وشعرةٌ...
منْ مِزَْهَرِيَّتِهَا
أنَّ للجريمةِ مسرحاً ...
وأداةً وفاعلاً وخطةً
واسْتِبْيَاناً ...
في فمِهِ ينبتُ العشبُ ...
ويقفزُ أرنبٌ مذعورٌ
منَْ جُحْرِهِ ...
تمَّةَ غزالٌ أبيضُ
يلدُ غزالةً ...
ويفرُّ إلى الغابةِ
يتوارَى في ريشِ السَّمَنْدَلِ ...
الذِي يخافُ العُقْمَ
فيُضَاجِعُ شبحَ عُقَابٍ كيْ لَا يُقْتَلَ ...
عُقَابٌ أسفلَ الشبكةِ ...
لَمْ يلحظْ عنكبوتاً سوداءَ
تخْزِرُ فيهِ ...
تُشَتِّتُ بصرَهُ
وهوَ يُلاعِبُ ذُبابةَ تْسِي تْسِي...
لتطردَ النُّعاسَ
عنْ خيوطٍ تشنقُ شريكَهَا ...
وهيَ تفقسُ بيضاً
لِأفعَى ...
طارتِْ الفِراخُ إلى القبرِ ...
تسألُ القتلَى :
مَنْ أشعلَ أعوادَ الثِّقَابِ
في الأكفانِ ...؟
فجاءَ العُرْيُ وحدَهُ
دون تابوتٍ ...؟
مَنْ ينهضُ منْ تُوتِهِ ...؟
ليشرحَ :
كيفَ اسْتَعَرَتِْ الحربُ ...!
بينَ الحمامِ واليمامِ
على حائطِ المبكَى ...؟
فلَمْ تُخْفِ البيضةُ الغارَ
عنْ كَشَّافٍ عرفَ القبرَ
منْ أثرِ دودةٍ ...
تُحصِي الموتَى كَمْ مرَّةً
نهضُوا ونامُوا ...؟
مَنْ يعرفُ كيفَ نموتُ
كيفَ نحيَا ...؟!
الكشَّافُ يحفظُ الأسرارَ
بينَ الضوءِ والسديمِ ...
وحدَهُ القبرُ
متَى يفتحُ فمَهُ ينبُتُ العشبُ ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟