أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - موريس عايق - قليل من الجنون














المزيد.....

قليل من الجنون


موريس عايق

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مع استمرار الهجوم البربري على لبنان يتذكر المرء قصة الرسوم الكاريكاتورية للرسول. ما يثير الاستغراب هو الحشود الهائلة التي خرجت مستنكرة وحملة مقاطعة البضائع واحراق السفارات او المحاولات الاخرى لاحراقها. حتى ان الدانمارك عقدت مجلسا للحوار وهرع كل من القرضاوي وعمرو خالد لحضوره. اليوم اختفوا جميعا على الرغم من أن لبنان يدمر على رؤوس اهله. اكثر من 400 قتيل وجهد 15 عام من الاعمار كلها ذهبت وهؤلاء غائبون.
هل يعقل أن يرى العرب والمسلمون أن بضعة رسوم أكثر أهمية من ارواح البشر, من عرقهم وشقائهم لسنين؟
ترى لو كان الرسول بيننا اليوم فماذا سيكون رد فعله على هذه الحال؟
الأرجح انه سيجلس على الرصيف ويبكي.
لو فعل العرب نصف ما فعلوه من اجل الرسوم- على الرغم من تفاهة القصة ونفاقها- للبنان لكان لدينا الآن وضع مختلف.
فان كان هناك وقت لاحراق السفارات وللحشود الغاضبة فهو بالتأكيد الآن. وهذا لايتطلب الكثير. لو حمل كل منهم حجرا صغيرا ورماه على السفارة الامريكية أو البريطانية فكم من الحجارة ستحتمل؟
في القاهرة, على سبيل المثال, قرابة 18 مليون انسان. فاذا خرج فقط 1% لكان لدينا 180 الف ومع كل منهم حجر وذهبوا باتجاه السفارة الامريكية أو الاسرائيلية فسيكون لدينا يوم مشهود في تاريخ العرب.
لكن ما الذي يمنعهم؟
الامن. الامن لن يأتي بالطائرات أو الدبابات- على الرغم من ان الطفل الفلسطيني يواجه الميركافا بحجر- بل بغازات مسيلة للدموع وخراطيم الماء. كم من الحجارة سيكلفهم ابعاد الامن؟ ليس أكثر من عشرين ألف حجر ولا يعتقد احدكم ان الامن يستحق أكثر من ذلك. أولا لأنهم أبناء بلد في النهاية وثانيا لأنهم لا يحاربون لقضية يؤمنون بها. وما أن يرونكم مع حجارتكم وعزمكم حتى يهربوا.
ما الذي سيجمعهم؟
بعد صلاة الجمعة.
انا لا أبسط المسألة, فهي سلفا بسيطة,و لا تحتاج الى تحليل استراتيجية الثورة أو ديالكتيك العقل العربي أو اكتشاف العقلانية في الاسلام. تحتاج فقط الى قليل من الجنون الذي يدل على بقية من الكرامة والاحساس مع البشر المنكوبين.
لكن في ديار العرب لا نفتقد العقلانية, فلدينا فائض عن الحاجة منها. ما نفتقده هو القليل والقليل جدا من الجنون.
لو خرج العرب, كما خرجوا من أجل الرسوم, في ثلاث أو اربعة عواصم كدمشق والقاهرة والجزائر على سبيل المثال, واتجهوا بحجارتهم الصغيرة الى السفارات الامريكية والبريطانية لغيروا الكثير. لأجبروا العالم بأن يدرك أن هناك شعبا استيقظ وعليهم أن يحسبوا حسابه.
المسألة لا تكلف الا الحجارة, والتي نرى الكثير منها في شوارعنا فهي تسقط من البيوت العتيقة والمهترئة, وبعض الجنون.
لكن يبدو أن ما يراه البعض من أن عصر الشعوب قد أزف ليس الا من باب التمني وبشكل خاص عصر الشعوب العربية.
شعب كهذا يرى أن بضعة خربشات أكثر أهمية- وتستحق لأجلها الانتفاض وقتال الآخرين واهانتهم- من أرواح المئات وجهد وعرق السنين, يستحق أن يرجم أكثر من كل عاهرات الأرض ومن الشيطان نفسه.



#موريس_عايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد وهذر المقال
- الاعتداء الاسرئيلي على لبنان
- الشذوذ السوري
- الطريق الثالث
- الديمقراطية والاجماع
- تعقيب على مقالة نحو جامعة متقدمة ووطنية - ياسين حاج صالح
- على هامش الشيوعية العربية
- ازمة اليسار العربي
- العداء للسامية
- أزمة العمل السياسي بين الشباب أم ازمة السؤال
- من أبو غريب الى الضاحية الجنوبية


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - موريس عايق - قليل من الجنون