|
قناعات الشعبويين
عبدالواحد حركات
الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 8 - 12:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قناعات الشعبويين..! الكاتب / عبدالواحد حركات احتكار وتنمية عدد كبير من الأفكار المختلة سيأخذ الجميع إلى مستقبل سيئ للغاية..! أجزم .. الإنسان كومة متماسكة من المغالطات والأخطاء والخطايا لا يمكن تفتيتها دون مدد إلهي خفي، فالعودة إلى مبتدأ الفكر صعب للغاية ومستحيل ، فكلنا في الحقيقة شركاء في تكويم المغالطات، وجميعنا في حاجة ملحة وضرورية وحتمية وواجبة للرجوع نظرياً خطوة إلى الوراء، لاستجلاء ومعرفة طبيعة الأفق والسحب التي تهطل منها الأفكار التلقائية في عقولنا، وبحاجة أكثر إلى معرفة منشأ وماهية الأفكار التلقائية ذاتها، التي تحتلنا وتستعمرنا وتسيطر علينا وتحدد هواياتنا ووجودنا وقيمنا وعصبياتنا وعداواتنا، وتقيد انطلاقاتنا وتعيق طموحاتنا وتعرقل التغيير فينا ومن حولنا، وتعيدنا راغبين إلى بدائية مخزنة فينا تحت طلاءات العلم والعقل والتحضر..!. جميعنا يتصرف دائمًا وكأن شيئًا ما تفوق قيمته الحياة ..!. في خضم التغيير أتقنا ممارسة العبث اللإرادي وتعاطى أفكاراً تلقائية مكرورة، هي في حقيقتها مجرد أشكال نمطية ومفاهيم لفظية، وصور وكلمات وهواجس، وقوالب فكرية جاهزة، وذكريات معتقة تسكننا وتحكمنا بلين وغواية، وهي مستمدة بالأساس من ركام الحياة النفسي ومتجذرة في ذاكرتنا الجينية، وقد نشأت مبكراً وعلى حين غفلة من معتقداتنا العميقة حول العلاقة بيننا وبين الآخرين، وهي نتاج تقلبات أذهاننا في مستوى دون عتبة الضمير، وتشكل بمجملها عناصر تفكيرنا السطحي الأساسية، التي تنشط وتزداد فاعليتها وتأثيرها في ظل ظروف معينة، وتمثل بتلقائية منطلقاً استثنائياً لتفكير عاطفي مكلل بالسلبية، ومحشو بالنبوءات السيئة للمستقبل وتوقع لا منطقي لأسوأ النتائج لكل الأزمات والمشاكل..! الأفكار التلقائية هي عناصر التفكير السطحي المبني على أفكار هزيلة وشعبوية غير مقترنة بمنطق ودلائل ..!. عند الليبيين – الساسة والنخبة والمثقفين وكلامولوجيي الفيس بوك والتلفزيون وسواهم والشعب عموما، اقصد الجميع بدون استثناء- الأفكار التلقائية سلبية بامتياز مريب، وتسويقها وتعميمها أصبح أكثر نشاطا وفاعلية في وجود المال السياسي والعشائرية والشعبويين، وهي أفكار سامة ومعدية استعمرت العقول وسممتها وانتشرت، فلم تعد ترى للأزمات مخارج، وغمرت السوداوية ومشاعر الكراهية والبغضاء والسلبية الجميع، وغزت نظرية المؤامرة وسوء الطالع وتحليلات بدائية غير منطقية الأفكار، ولم تعد هنالك فوارق فكرية بين الساسة والنخبة والتكنوقراط وبين العوام، فالكل يتعاطون نفس القناعات ويلوكون نفس الأفكار بذات الطريقة ويصلون لذات النتائج اللامنطقية ويتصرفون بذات الأساليب الغير واقعية ..!. عبثاً .. نتظاهر أن الحياة يجب أن يكون لها معنى.. ونتناسى أن وجودنا هو معناها ..! قناعات الشعبويين أن للوجود معناه في حالات الفصامية الفاضحة، وحالات التلبس بنخبوية مثقوبة ومهترئة وملوثة تبدو مريبة، وهي قناعات متشيطنة تتغذي على هواجس الأنفس وطموحات الأنا وبكائية تغلبية لامنتهية، وتناشد أحلام لاواقعية، ليس لتحقيق أدناها إمكانيات أو شخوص، وتمثل تلك القناعات لمروجي العشائرية حصان طروادة الأثير، فهي وسيلة لبلوغ غايات الزعامة وجمع الأموال والارتقاء على أكتاف البسطاء الذين يتعاطونها بنهم، فخلطها بالأفكار التلقائية السلبية يؤثر على عواطف الأفراد وسلوكياتهم وأفعالهم وردود أفعالهم، وتبعث فيهم جاهلية استثنائية تتصدرها قيم وأفعال زيرية " نسبة للزير" تجد مبرراتها في واقع يلفه الغموض، وتكون حجر عثرة في طريق الإصلاح والتنمية والسلام الذي ينشده الجميع، ولكن كلا على هواه وحسب مصالحه..!. الليبيون أعداء أنفسهم قبل أن يكون لهم أعداء..!. كل مشاكل ليبيا مصطنعة، ولم يصطنعها أحد غير الليبيين أنفسهم، وإن أضيفت لها محسنات أو منشطات خارجية فإن ذلك تم بطلب الليبيين أو بعضهم، فليس أمام العالم أن يتعامل مع مجتمع مصاب بأنيميا التنظيم ويفتقر إلى أسس معايشة حقيقية وراسخة، فليست ليبيا دولة مؤسساتية كما ينبغي، وليست تجمعات عشائرية وقبلية كما يفترض، فالمؤسسة لا تحكم وكذلك القبيلة لا تحكم، والعدل مفقود كما فقدت المعايير وتهاوت وتسلعت ..!. الحقيقة .. ليبيا ثقب أسود متموضع على الأرض، لها قدرة عجيبة على امتصاص الجميع وجعلهم جزءاً من أزماتها، بعدما كانوا جزءاً من الحلول، فلم يسلم سوى أيان مارتن من التأثر بوجوده في ليبيا، أما خلفائه – طارق متري وبرناردينو ليون وغسان سلامة- فقد أصبحوا أزمات داخل أزمة ليبيا..!. الحقيقة الأكثر مرارة.. أن الليبيون مقتنعون أن قضاء الحياة على ساق واحدة برهان تميز واستثنائية جدير بإهدار كل شيء لأجله ..!.
#عبدالواحد_حركات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خلل النخبة
-
فشل السياسة
-
في السياسة
-
ازمة ثقة
-
مفهوم الفكر الديني
-
تجديد مفهوم الهوية
-
ماء ونار - نص شعري
-
دراسة في تطوير اللغة العربية
-
الجيل الداعشلوجي الثالث .. والاخير
-
داعشلوجيا محاكم التفتيس الاسبانية
-
داعشلوجيو اليهود حاكموا المسيح .. باسم الشريعة وبمباركة روما
...
-
جذور الداعشلوجيا
-
فايروس الزير
-
هويات سقيفة - طورابورا -
المزيد.....
-
سقطت بعد ثوانِ من إقلاعها.. شاهد الفوضى بعد تحطم طائرة في في
...
-
تحليل بيانات يكشف ما فعله قائد طائرة الركاب -قبل ثانية- من ا
...
-
مدى الالتزام بتوجيه ولي العهد السعودي في المدارس بلبس الزي ا
...
-
السعودية.. فيديو احراق سيارة متوقفة بالطريق والداخلية ترد
-
-ديب سيك-: أسرار وراء روبوت الدردشة الصيني الجديد، فما هي؟
-
شرطة لوس أنجلوس تنقذ مسنة عمرها 100 عام من حريق في دار المسن
...
-
في دولة عربية.. أول عملية عسكرية للجيش الأمريكي ضد -داعش- في
...
-
صخب ترامب مؤشر على الحالة الأميركية
-
زوجة الضيف للجزيرة نت: لم يتنكر كما كان يشيع الاحتلال ولم يغ
...
-
قبل موتهم جميعا.. كشف آخر ما فعله مسافران قبل اصطدام طائرة ا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|