فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 8 - 10:05
المحور:
الادب والفن
القصيدةُ عُلبةٌ سوداءُ ...
عبوةٌ ناسفةٌ //
أو سكتةٌ في الدماغْ //
لكنهَا دماغِي ...
في دماغِي تكتظُّ النساءُ ...
يحملنَ مناجلَهُنَّ المكدودةَ
قلوبُهُنَّ دِلاءٌ ....
يحشينَهَا في بئرِ الحرمانِ
ويخبرنَ موجاتِ الأثيرِ :
إِنَّ "سِرَّهُنَّ في بِيرْ "...
وعلى حبالِ الغسيلِ ...
تنشفُ أكمامُهُنَّ
مِنْ أسرارِ السراويلِ ...
كتبتْ لُزُوجَةَ العبثِ
في مَنْيِ النسيانِْ ...
على الشرفاتِ
تمتدُّ أعناقُ الماءِ
تسقِي فوضَى النوافيرِ ...
خارجَ أسوارِ المدنِ العتيقةِ ...
امرأةٌ
أمامَ طاحونةِ الماءِ ...
تغتسلُ بِعطشِهَا
تُوزِّعُ قلالاً على طفلاتٍ ...
تلاحقُهُنَّ كلابٌ ضالَّةٌ
تفترسُ سبعَ سنابلَ عجافْ ...
وسبعَ بَقَراتٍ صُفْرْ
فتبقَى هندسةُ الفراغِ
هندسةً
في اللَّامكانْ ...
في قلبِ ال سَّبْعِ امرأةٍ ...
انتحارُ طفلةٍ
تزوجتْ موتَهَا ...
وفي قلبِهَا عواءُ ذئبٍ
اغتصبَتْهُ الغابةُ ...
في قلبِي نساءٌ ...
يُلاحقْنْ حظَّهُنَّ
في العلبِ المُغلقةِ ...
يحملنَ أكتافَهُنَّ
مُرهقةً بالزمنِ ///
مرهقةً بالوقتِ الضائعِ ///
مرهقةً بالتاريخِ ///
مرهقةً بحركةٍ مغلقةٍ ///
وعلى المِكْنَسَةِ غبارُ أعمارِهِنَّ
سُدًى ...
لَمْ يُكَنِّسْنَ العتباتِ
منْ إرهاقِ أزواجِهِنَّ ...
ومنْ رمادِ الفحولةِ
في أدمغتِهِنَّ الرَّخْوَةِ ...
كتَبْنَهَا على جلودِهِنَّ
فتمحوهَا الريحُ كلمَا عُدْنَ ...
إلى الأسِرَّةِ
مُتْعباتٍ منْ النزقِ ...
ينشرْنَ على أحبالِهِنَّ السِرِّيَّةِ
ثورةَ الرقيقِ ...
وعلى أحبالِهِنَّ الصوتيةِ
نكتَهُنَّ الجنسيةَ ...
وعلى أحبالِ الغسيلِ
البكاراتِ المستعملةَ ...
وبِأحزمةِ الأزواجِ
يُغلقْنْ السطحَ على القهقهاتِ ...
وهنَّ يردِّدْنَ صرخةَ "سِيمُونْ دِي بوفْوَارْ" :
لَمْ أختَرْ أنْ أُولدَ أنثَى ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟