أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-حقوق الإنسان والكيل بمكيالين














المزيد.....


بدون مؤاخذة-حقوق الإنسان والكيل بمكيالين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الويلات وجرائم الحرب التي شهدها العالم في الحرب الكونيّة الثّانية، اتّفقت دول العالم على اتّفاقات تحفظ حقوق الإنسان وتعاقب من يرتكب جرائم حرب، ومن هذه الإتّفاقيّات "اتفاقيّة جنيف الرّابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكريّ"، وتبعتها "اتّفاقات ولوائح حقوق الإنسان العالميّة." ولعلم من لا يعلم فإنّ أوّل من سنّ قوانين الحرب وحقوق الإنسان من البشر قبل 1420 سنة هو أبو بكر خليفة المسلمين الأوّل، وممّا أوصى به جيشه وهو ذاهب إلى الحرب:" يا أيها النّاس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنّي، لا تخونوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرا أو شيخا كبيرا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة، وسوف تمرّون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصّوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له. وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم الله عليها."
وعندما نزلت أوّل مركبة فضائيّة على المرّيخ قبل بضعة أيّام قرّر المدّعي العام في محكمة الجنايات الدّوليّة فتْح التّحقيق بجرائم الحرب التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها المحتلّون الإسرائيليّون في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة في العام 1967، وهي الضّفة الغربيّة بجوهرتها القدس وقطاع غزّة، فغضب قادة اسرائيل التي يعتبرها "العالم الغربي" "واحة الدّيموقراطيّة في الشّرق الأوسط"، واعتبرت قرار المحكمة الدولية "عداء للسامية"! وعارضت أمريكا القرار بشدّة. فهل يعني هذا أنّ حقوق الإنسان مسموح لإسرائيل وأمريكا انتهاكها؟
وهل مسموح لهما ارتكاب جرائم الحروب؟ وهل يتساوى البشر جميعهم في حقوق الإنسان؟ وهل دماء البشر متساوية؟ وهل القويّ مسموح له بارتكاب الموبقات المحرّمة على غيره؟
وإذا عدنا إلى تاريخ ما بعد الحرب العالميّة الثّانيّة سنجد أمريكا التي خرجت من الحرب العالميّة الثّانية بأقلّ الخسائر، وأصبحت الدّولة العظمى الأولى في العالم قد شنّت حروبا ظالمة بعد أن جيّرت اقتصاد العالم لصالحها، ودمّرت بلدانا وقتلت عشرات الملايين من البشر، وهذا ما حصل بشكل واسع في كوريا، فيتنام، كمبوديا، العراق، أفغانستان وغيرها، عدا عن حروب الوكالة التي شنّها أتباعها عنها. وهذا لا يعني غضّ النّظر عن الحروب والجرائم التي ارتكبتها الدّولتان الإستعماريّتان بريطانيا وفرنسا ولا تقلّ عن الجرائم الأمريكيّة. أمّا اسرائيل فقد قامت بمساعدة الأمبرياليّة العالميّة على فلسطين بعد أن نكبت شعبها ودمّرت وقتلت وشرّدت هي الأخرى الملايين.
ومن عهر القوّة والذي لم يعد عجيبا ولا غريبا في هذا العصر هو من يدّعون أنّهم يحافظون على حقوق الإنسان! ويشيطنون دولا ويفرضون "عقوبات" على دول وشعوب تعارضهم، مع أنّهم هو أنفسهم الشّيطان بعينه! بل هم بسياساتهم الحمقاء أكثر شيطنة من الشّيطان نفسه! وقد أصاب الإمام الخميني عندما وصف أمريكا بـ "الشّيطان الأكبر"! فهي تتغاضى عن الجرائم بحق الإنسانيّة التي ترتكبها ويرتكبها أتباعها في دول أخرى، بل هي توفّر الحماية لهم. فهي الدّاعم الأكبر لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربيّة، وتغضّ النّظر عن السّلاح النّووي الإسرائيليّ، وكأنّ هذا السّلاح لصالح البشريّة! علما أنّ أمريكا ملتزمة بأمن اسرائيل وحمايتها أكثر من التزامها بحماية أمريكا نفسها! في حين تفرض حصارا محكما على كوريا الشّماليّة لأنّها امتلكت السّلاح النّوويّ، وتفعل الشّيء نفسه مع ايران بسبب مفاعلاتها النّوويّة التي أعلنت مرّات كثيرة أنّها للأغراض السّلميّة كتوليد الطّاقة الكهربائيّة!
وحروب أمريكا وإسرائيل كلّفت عشرات ترليونات الدّولارات، ولو عملتا على تحقيق السّلام العادل، وعدم التّدخّل في شؤون الدّول والشّعوب الأخرى لوفّرت هذه الأموال، ولحقّقت السّلام لنفسها ولشعوبها قبل غيرها.
ويبقى السّؤال: هل حقوق الإنسان للشّعوب القويّة دون غيرها؟ وهل القانون الدّولي هو القانون الذي يفرضه القويّ ويحفظ مصالحه على حسب مصالح الآخرين؟
5 مارس 2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سميرة مفرح في رحاب الله
- استشهاد الأسير داود الخطيب في سجون الاحتلال جريمة تستحق العق ...
- بدون مؤاخذة-انشقاق القائمة المشتركة لصالح نتنياهو واليمين ال ...
- بدون مؤاخذة-عندما تتخلى اسرائيل عن مسؤولياتها كدولة احتلال
- شقيقي داود وأيّام الشّقاء
- بدون مؤاخذة-كي لا نضيع بين بايدن وترامب
- بدون مؤاخذة -شعب الجبارين شعب القيادات
- قصّة صهيل الأصايل والتاريخ
- بدون مؤاخذة- ذهب ترامب وبقيت جرائمه
- بدون مؤاخذة- ترامب إلى غير رجعة
- بدون مؤاخذة-ترامب وجنون المصالح
- بدون مؤاخذة-يلعن هيك مراجل
- بدون مؤاخذة- تهويد واد الجوز في القدس
- بدون مؤاخذة- نعيب عامنا والعيب فينا
- بدون مؤاخذة- مقام النّبيّ موسى تاريخ وحضارة
- بدون مؤاخذة-زيارة المرضى لها أصول
- بدون مؤاخذة-عيد الميلاد مرّة أخرى
- الأديب جمال بنورة كما عرفته
- الاحتفال بعيد الميلاد
- قصص الخالة مريم والعودة إلى براءة الطفولة


المزيد.....




- حرب ترامب التجارية: لاغارد تحذر من الانزلاق إلى صراع تجاري ش ...
- -ارتكبوا جرائم من شأنها المساس بأمن الدولة-.. قرار قضائي جدي ...
- مدفيديف يرفض دعوة وزير الخارجية البريطاني لـ-هدنة غير مشروطة ...
- ترامب: تلقينا ردودا جيدة جدا من روسيا وأوكرانيا بشأن وقف إطل ...
- ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذ ...
- الشيباني في العراق.. دعوة لفتح الحدود وتشكيل مجلس مشترك
- -الحياة لا الحرب-.. رسالة نشطاء المناخ من على مدخنة لشركة تص ...
- الإعلان الدستوري.. دستور مصغر للمراحل الانتقالية
- مرشح للرئاسة في الغابون يطالب بمحاكمة -عادلة- لعائلة بونغو
- مصطفى طلاس.. قصة وزير دفاع الأسد الذي أرعب السوريين


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-حقوق الإنسان والكيل بمكيالين