عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 13:32
المحور:
الادب والفن
عندما تشعرُ بآخرِ السأمِ
من هذا الذي يحدثُ لك
وتُقرِّرُ أن تنتَحِرْ
إنتحاراً غيرَ مُلَفّق
تذَكّرْ كُلّ الأشياء الجميلة التي مرّتْ عليك ، في حياتكَ السابقة ، القصيرة جدّاً
و أستَعْرِضْ ما أنتَ عليهِ الآنَ
وستموتُ على الفور.
تصفّحْ في آخرِ الوقت
جميعَ الوجوهِ القديمة
وتذَكّر عبيرَ "القدّاح" ، في "العطيقيّةِ الثانية"
و نخلةَ "عمّي محمد" ، التي ما يزالُ الطَلْعُ فيها
وسمكةَ "عمّي حميد"
التي ما تزالُ تلبِطُ على الشاطيء ، أسفلَ "السايلو"
ورائحة الحُنطة ، في معمل "الدامرجي"
و خالي "نجم" ، بقلبهِ "الوارمِ" على أراملِ العائلة
ومجلّة "التربية الإسلاميّة" ، التي لمْ يعُد يُصحّحها أحد
بعد ابن خالتي "خالد"
و "بازة" العشيرة ، التي كانت خالتي "بدريّة" تُحوّلها إلى زيٍّ مُوَحّدٍ ، لأحفادِ عمّتي "إلْطَيْفة".
وفي أوّلِ يومٍ ، ممّا تبقّى لكَ من الوقت ،
ستمشي شاردَ الذهنِ في أراضٍ غريبة
وتتعثّرُ بخرابكَ الطويل
الذي يشبهُ سترةَ"أوْحَيّد" ، سيّئةِ التفاصيل ، وهو يبيعُ الموزَ ، في الكرخ العتيقة.
في أوّلِ يومٍ ، ممّا تبقّى لكَ من الوقت
ستواصِلُ خياطةَ الأسئلةِ العجيبة.
أسئلة من قبيل ..
لماذا أختفت من بيوت "اليرموك" سيّاراتُ الجنرالات ، والجنرالات ، والزوجات الجميلات ، والبنات اللطيفات ، وأشجار "المانجا" ؟
لماذا خَمَدَ حفيفُ أرديةِ "الماسيرات" ، في مدرسة "الراهبات" ، في البابِ الشرقيّ ؟
لماذا لم يَعٌد "دجلةَ" صالحاً للتبوّلِ ؟
لماذا خَلَتْ "المنصورُ" من "الأميراتِ"، والكلابِ الأليفة ؟
لماذا تَحِنُّ "العامريّةُ" إلى الناس
الذين غادروا "العامريّة" ؟
وبينما أنتَ تمشي ، وتهذي ، وتطرحُ على أرصفةِ الخذلان ، هذه الأسئلةِ السخيفة
ستخونكَ الذاكرة
مثل ذبابةٍ بلا تاريخ
ولن تعرِفَ في نهايةِ "إلياذتك"
كيفَ تعود إلى البيت
لتغفو بسلامٍ أخير
وفمها العذب
يضحكُ في وجهك.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟