فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6829 - 2021 / 3 / 2 - 14:08
المحور:
الادب والفن
فوقَ جسدِي عبَرَ الموتُ بمدينةٍ زرقاءَ ...
النهرُ أخطأَ موعدَهُ في معملِ
تصبيرِ الجثثِ ...
قبورٌ تسبحُ أعلَى
أفواهٌ تصعدُ الماءَ ...
ويدُ اللهِ تعيدُ تشكيلَ القيامةِ
بالفرشاةِ
والحبرُ أحمرُ ...
منْ صلصالٍ رجيمٍ يروِي عطشَهَا ...
الطينُ
ضخَّتْهُ السماءُ .....
حينَ رسمَ "بِّيكَاسُّو " الْ غِيرُونِيكَا "
كانَ أهلُ الكهفِ ...
يستشِيرُونَ النارَ
لتَبْخِيرِ المطرِ سحاباً أبيضَ ....
لكنَّ البابَ الثامنَ
كانَ مُغلقاً ...
هلْ غدَا المطرُ موتاً زُجاجِيَّ المعنَى ...؟
فَلَمْ يَرَ غيرَ شبحٍ يطوفُ الكعبةَ
يوزعُ الثمرَ والحنَّاءَ ...
على شواهدَ مُبلَّلةٍ بدمعِ ثكلَى
صرنَ لذَّتَهُ القُصوَى ...
قبلَ أنْ ننهضَ منْ نومِنَا
قبْلَ أنْ نلبسَ النهارَ ...
قَسْطَرَ العيونَ وزرعَ السباتَ
إلَى آخِرِ المعنَى ...
المطرُ عُرْيُ اللَّا معنَى ...
بالطِّبَاقِ والْجِنَاسِ
صارَ الماءُ معنًى ...
فهلْ كانَ النهرُ نائماً في أحضانِ
الموتَى ...؟
ثمَّ تذكَّرَ بيتَهُ بعدَ هجرٍ
طالَ البحرَ والموجُ أعمَى ...
كامرأةٍ نَاشِزَةٍ
إستعادتْ بيتَ الطاعةِ ...
ونامتْ دونَ سريرٍ
في صرفِ المجازِ شرعاً ...
كمدينةٍ تعرفُ شوارعَهَا القديمةَ...
وأسواقَهَا العتيقةَ
ومكتباتِهَا العالقةَ في الفراغِ ...
دونَ لغةٍ
توزعُ بالتقسيطِ قواعدَ الحوارِ ...
ال يَنْسَى الشكلَ //
الإعرابَ//
الإملاءَ //
في مجارِي الصرفِ
الممنوع منَْ الصمتِ ...
هلْ تفقَّدَ النهرُ رائحَتَهُ في مكانٍ مَا ...؟
والماءُ دمعةَ طفلةٍ تعجنُ الجوعَ
في ماكينَةِ الرغيفِ ...
بِ مِلحٍ خمَّرَهُ جِلْدُهَا
ليصنعَ قفصاً لطفولةِ الرَّقْمَنَةِ ...
الرصيفُ مُتَحَجِّرٌ ...
والحجارةُ قبرٌ
والبكاءُ حجرٌ مُلْقًى على فزَّاعةٍ ...
أرَّقُ منَْ الفخاخِ
على عصافيرِ الدَّوْرِيِّ ...
الفرحُ درامَا المُحالِ
والصبرُ نكتَةٌ في مخيِّلةِ الجوعِ ...
الجوعُ عبوةٌ ناسفةٌ
تلغِي الفقراءَ منْ أجندةِ العولمةِ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟