أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاضل الخطيب - الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان















المزيد.....

الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 08:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان!
لأكثر من ثلاثين عاماً وغالبية اليسار العربي وخاصة شيوعيو الجبهة الوطنية التقدمية البعثية السوريين يفسرون أهداف عدوان حزيران بأنه كان يستهدف إسقاط الأنظمة التقدمية في سوريا ومصر, لكنه فشل بسبب بقاء الأنظمة هذه!
احتلت إسرائيل أضعافاً مضاعفة من المساحة التي كانت قائمة عليها, وُهزمت جيوش العرب الجرارة, ورغم ذلك فشل هدف العدوان.
ويُردد الكثير اليوم أن هدف عدوان إسرائيل تدمير حزب الله, لكنها لن تستطيع تحقيق ذلك, رغم كل الضحايا والتدمير الذي لحق ويلحق بأقدس أرضٍ في المنطقة!
وعلى الرغم من الإجماع العربي على إدانة العدوان الوحشي الإسرائيلي وهمجية القتل والتدمير التي تطال أجمل بقاع المنطقة, لبنان مستباحاً عربياً وفارسياً ودولياً ويُعيد المتفرجون خطاب العرب المتجدد العفونة, ويعود الانقياد لعقلية الشعارات التي سببت ضياع فلسطين وتشريد الملايين من أبنائها وسببت احتلال أراضٍ عربية أخرى, وسببت ضحايا وتدمير لا يمكن إحصاءه خلال ستين عاماً.
الخطاب الشعاراتي العربي مازال يُدغدغ ليس فقط الشارع المقموع الُمضطَهَد والغير مثقف, بل مازال يُؤثر على الكثير من المثقفين العرب –ولا أقصد مثقفي البلاطات والديكتاتوريات-
بعض المثقفين والسياسيين المضطهَدين مازالوا يجترون العواطف والشعارات النرجسية الغير مسؤولة والغير موضوعية في الصراع مع إسرائيل.
أقرأ لبعض الكتاب والذين عودونا على الجرأة في التحليل السياسي وكأنهم يتخبطون في مستنقع الشعارات القومجية والتي ساهمت في التخدير والتدمير.
الموقف ضبابي للبعض من حرب إسرائيل وحزب الله وأسياده خارج لبنان, ورغم معرفتهم أن هذه الحرب التي تتم على أرض لبنان هي حرب بالوكالة والرابح الوحيد منها إيران والخاسر الوحيد لبنان, رغم ذلك لا يجرؤ البعض على انتقاد العنجهية والتبعية التي اتبعها حزب الله.
ولا عتب على نظام دمشق فهو دائماً كان يصطاد في الماء العكر, والآن يصطاد في الوحل وفي الدم, ويُدرك الكثير بما فيهم الشيخ نصر الله أن أصدقاءه في دمشق لا يُمكن أن يسمحوا بإقامة أو نشاط أي تنظيم في سوريا لمقاومة إسرائيل ولتحرير الجولان –وهنا لا نتحدث عن تحرير فلسطين- سوى المقاومة بالشعارات والمزايدات والبيانات –رغم عشرات الألوف من مظليي البعث ودوراته العسكرية الخُلبية-
هل يتذكر نصر الله الذي لا ينسى ذكر فلسطين ما فعله رجال الأسد في تل الزعتر بالفلسطينيين!
وخلال وجود إسرائيل هل كان قصفها أبشع من قصف تل الزعتر, سيأتي يوماً يُعيد الفلسطينيون دراسة وتحليل المجازر التي لحقت بشعبهم خلال عشرات السنين, وقد لا تكون وحشية إسرائيل في جنين وغزة ودير ياسين أكثر من وحشية وجرائم نظام الأسد ضد الفلسطينيين في لبنان!
هل من المعقول أن لا يعرف نصر الله ما قدّم نظام الأسد للبنان من القتل والدم والنهب, ولا حاجة للتذكير باغتيلات رجال الفكر العلماني-اليساري والقادة السياسيين المناهضين لسياسة الأسد في لبنان.

وعودة للمثقفين والوطنيين الذين يكتبون بضبابية ولم يتخلصوا من عقدة الخطاب العربي الفارغ أعتقد أنهم مازالوا يعيشون في صراع بين العواطف وبين العقل والمنطق, ويُدرك هؤلاء أن العواطف وشعاراتها والارتكاز إليها ساهم في وصولنا إلى ما نحن فيه الآن.
إن الوطن والشعب بحاجة لصدق وصراحة وتفكير منطقي عقلاني من الذين أدركوا أن مآسينا سببها القمع والفساد.
وإذا كان الشارع بغالبيته والإنسان العربي الذي تمت تربيته على أساس الولاء للراعي وللقائد وهو دائماً يبحث عن زعيم مخلّص له –إذا كان الشارع كذلك- فعلى المثقف أن يكون فوق الشارع بتفكيره وتحليله.
المعادلة أكثر تعقيداً –إن شئنا- من الإعلان إما مع نصر الله وإما مع إسرائيل!
الكل يعرف طبيعة إسرائيل وحكوماتها من خلال تجربة طويلة, لماذا لا نستطيع معرفة نصر الله وأسياده وأسباب حروبهم ووكالاتهم؟
إذا كنّا مقتنعين أن حرب 1973 لم تكن سوى خدمة لاستمرار نظام الأسد وتمتين سطوته الداخلية –رغم أنها كانت حرباً لتحرير الجولان كما حاولوا إقناع الناس بها- لكن النتائج تؤكّد غير ذلك.
ماذا يُفسر بعض السياسيين المعارضين والمثقفين عن هدية "بندقية المقاومة" للحاكم العرفي السوري في لبنان.
ماذا تعني مواقف نصر الله ضد الشرعية اللبنانية منذ أكثر من عشر سنوات وبالمقابل يُنفذ سياسة نظام دمشق وطهران وبأمانة وضد سياسة دولته الأكثر ديمقراطية في المنطقة.
ماذا لو كان –أو صار- نصر الله رئيساً للبنان, أية ديمقراطية يحمل تحت عمامته"يقوم بالحرب نيابة عن الأمة شاء اللبنانيون أم أبو"
ماذا كان سمى نظام الأسد لو كانت توجد علاقة لأي حزب أو تنظيم سوري بجهة خارجية ويعيش على مساعداتها ويتلقى الدعم والسلاح, هل يقبل النظام السوري بوجود حزب في سوريا مثل حزب الله ويقوم بنشاط كحزب الله؟
يحاكم بالإعدام أي عضو في حزب الإخوان المسلمين في سوريا –على أساس أنه طائفي- حزب الله في فكر الأسد علماني يا ترى؟
لماذا يُطالب نظام الأسد دعم حزب خارج عن شرعية دولته رغم وجود وزراء له في حكومة هذه الدولة, ويمنع بالمقابل أي رأي مخالف لسياسته وقمعه وفساده؟
هل يرضى الأسد باستضافة بقايا حزب الله في سوريا, وإذا سمح بذلك هل يسمح لهم بأي نشاط كان؟

كم هي تسعيرة الوعد الإيراني الكاذب من دماء اللبنانيين؟
حزب يشارك في حكومة ويتلقى تعليماته من دولة أخرى, ماذا يعني تصريح الزعيم الروحي الإيراني الأول"حزب الله لن يُلقي السلاح", أعتقد أنه سيأتي يوماً يتبين أن نصر الله كان ضحية مثل لبنان.
إن تسمية حزب نصر الله بالأساس خطأ ونتائجها كانت خطأ, كيف يرضى الله أن يُدمر حزبه!
كفى تجارة باسم الله وبعقول عباد الله, لست من المدافعين عن الله لكنني أعتقد أن الله لا يكون فخوراً إذا أُسيلت الدماء باسمه وأعتقد أن الله لا يُحب رائحة الدخان والحرائق ولا أصوات القنابل.
أعتقد أن الله لا يحتاج للبدلة العسكرية-إلاّ إذا كان هناك إله آخر يُضاف للسادة في طهران ودمشق-
وعودة للخطاب الحزيراني الذي يردده الآن رئيس إيران المغمور "تدمير إسرائيل...."
رغبات صبيانية لا أساس واقعي لها, وهل التحرير بالنيات؟
إننا بحاجة إلى سياسيين ومثقفين يفكروا بعقل وبمنطق ومسؤولية, بحاجة إلى دراسة ووقفة صريحة جريئة وصادقة وموضوعية في تعاملنا وموقفنا من الصراع مع إسرائيل, موقف يختلف عن سياسة وشعارات الأنظمة التي جلبت الهزائم, بحاجة إلى تحليل نقاط قوتنا وضعفنا وإمكانياتنا, وعلينا أن نضع نُصب أعيننا تجاربنا وهزائمنا وأسبابها, بحاجة إلى مثقفين وسياسيين يُدركون الغد بالعلم والحدس وليس فقط قراءة الأمس!

هل تتم محاكمة نصر الله على أساس أنه قام بدعوة دولة أجنبية لاحتلال لبنان وتدميره –وحتى لو كانت نيته غير ذلك- لأن القاضي لا يحكم على أساس النوايا وإنما على أساس الوقائع والإثباتات. والمساعد في وقوع الجريمة يُحاسب كمن قام بالفعل.

إنه ظاهرة عجز في هذا العصر أن يكون رجل دين كحسن نصر الله زعيم لملايين, صوره وأعلام حزبه الصفراء بديلاً لعلم لبنان وأرزته, ووراءه تمشي المثقفين والسياسيين وتبرر سياسته.
ظاهرة عجز سياسي وثقافي عدم تسمية الأشياء بأسمائها, ومن لم يكن صادقاً في طرحه فالصمت أصدق وأفضل.

أبكيك لبنان الذبيح أم أبكي مآسينا,
كنت المسيح بسلامه قبل وصول يهوذينا,

يتيمة دمشق, وأحرارها تبكي بيروت الثكلى,
مع الوطنيين حرر لبنان وأعاد إسرائيل وحده نصر الله!

بودابست, 25 / 7 / 2006, د.فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة وجوه لفاشية واحدة, 3 في 1!
- المنجنيق الأسدي والمُسَّرحين من الخدمة وأشياء أخرى
- العلمانية الدين الدولة
- المجد لإبن رُشد وابن خلدون الأمازيغيين, لماذا يا عرب؟
- سورية, بلد الأرقام القياسية!
- غوبلز سوريا
- عمل الفحول
- هوامش -حزيرانية- على دفتر مذكرات الجلب السورية
- الداروينية البعثية
- أصوات... صامتة
- الحركة الوطنية السورية, تبعثر أم تعثّر
- الأسد الورقي
- ربيع المعتقلات السوري
- السياسة في سورية
- لقاء بودابست, خطوة للأمام أم مراوحة في المكان
- العمال, أمس اليوم غداً
- الانتخابات البرلمانية الهنغارية
- محبة الأسدان وعَرَق الريّان!
- التاريخ يصنع مرة, ويكتب أكثر من مرة
- الأوكسيجين السوري


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فاضل الخطيب - الخطاب المتجدد من حرب حزيران حتى إعادة تدمير لبنان