|
شبح البعث ورعب سياسي الشيعة
صادق جبار حسين
الحوار المتمدن-العدد: 6827 - 2021 / 2 / 28 - 02:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تعد الشعارات الوطنية وهتافات حماية المذهب تنفع بعد أن كشفت الأيام والتجارب المعدن الحقيقي لاؤلئك الذين كانوا يعتبرهم البعض من أبناء الشعب العراقي المخدوعين ، بأنهم مناضلين ومدافعين عن المذهب والعقيده ، لكنهم وبعد آن استولوا على مقاليد الحكم حتى ظهر ولائهم وأهدافهم الأصيلة لمن . فمنذ سقوط بغداد عام 2003 وإلى يومنا هذا لم يجني الشعب العراقي وخصوصًا الشيعة أي ثمار ممن كانُواْ يعتقدون إنهم كانُواْ ثوار ومعارضين لنظام البعث ، وأنهم يحاربون من أجل خلاص العراق منه . فما أن بسطوا سيطرتهم وأصبح الآمر بيدهم ومقاليد الحكم أصبحت لهم دون منازع ، حتى انقلبوا على الشعب العراقي ، الذي ساندهم وانتخبهم أعتقاد منه انه انتصار للمذهب ، وأنهم يمثلون المذهب الشيعي ، لكن الأيام أظهرت آنهم لا يقلون سوء عن نظام البعث ، بل انهم اسوء منه ، فتحول البلد الى ساحة حرب بين أبناء الوطن الواحد ، كادت الى تؤدي الى حرب أهلية ، وآلتي كشفت الأيام بانها حرب تدار من قبل جهات تعتبر في هرم السلطه وَعَلَى راسها رئيس الوزاراء السابق نوري المالكي ، الذي سلم اكبر ثلاث مدن عراقية ، سقطت خلال ساعات بايدي بضع عشرات من الدواعش واستيلائهم على مئات المعدات العسكرية المتطورة ، بالرغم من توجد قواعد عسكرية كبيرة فيها بمقدورها صد اكبر هجوم عسكري وقد أثبتت الأيام وبالادلة بانها خطه من أجل بسط نفوذ ايران في العراق ، ولتكون في أعين بعض الجهله والأتباع ، صاحبة الفضل في محاربة داعش ، التي جعلوها تمثل الإرهاب السني ، ذلك الذي تلعب عليه أحزاب السلطة ، من أجل خلق حاله من الخوف والرعب بين صفوف الشيعة ، الذين نالوا الويلات بسبب أحزاب حملت لواء التشيع ووقفت مع إيران ضد العراق في حربه ، وساندتها بعد سقوط البعث ضنًا منها إنهم حريصون على العراق وشعبة ، لكن النكبات والتدهور الذي شهده البلاد و الدمار والتخريب الممنهج والمشاكل الاجتماعية التي أفرزتها تلك الضروف الشاذة ، آلتي خلقتها الأحزاب الشيعية الحاكمة ، جعلت ممن كانوا يتمنون ويحلمون بالخلاص من حزب البعث ، يتمنون عودته وتخليصهم من أحزاب الإسلام السياسي الشيعي ، الذين جعلوا من العراق أسوء بلد يمكن للفرد آن يعيش فيه . فتحول أغلب الذين كانُواْ يناصرون أحزاب المعارضة الى معارضين لهم بعد أن ذاقوا الأمرين منهم وخسروا ما كانُواْ يراهنون عليه من عيش كريم وحياة مستقرة ، فلم يختلف الوضع عما كان عليه زمن البعث وما جر حكمه على العراق من حروب ومراهنات خاسرة ، جعلت الشعب العراقي يعقد اماله ويراهن على من أعتقد آنهم فعلا كانوا معارضين وأنهم جزء من الشعب ويشعرون بمعاناتهم ، لكن الرهان على تلك الأحزاب كإن خاسرا ، وفضحت الأيام ان الأحزاب الشيعية غير اهلًا لتولي أي منصب قيادي ، وأنهم ما هم الا عملاء وخونه ليس لهم ولاء ولا انتماء ألا لأسيادهم في إيران . وانهم ما هم الا حفنه من القتلة واللصوص ، يعملون فقط من أجل مصالحهم الشخصية ومصالح أسيادهم في طهران ، حتى لو كانت ضد مصالح العراق وشعبةُ . ولكونهم يعرفون جيدا بأنهم راحلون غير مأسوف عليهم عاجلًا أم أجلا ، فقد اخذوا يعملون جاهدين على ترسيخ وجودهم وبقائهم أطول مدة ممكنة في مراكزهم من أجل نهب اكبر قدر ممكن من أموال وثروات البلد والشعب ، ولكي يضمنوا ذلك انتهجوا ذات الأساليب التي كانوا يتهمون البعث بارتكابها ، من أختطاف وتعذيب وقتل وحرب أعلامية لكل من يعارضهم او يهدد مصالحهم سواء من معارضين او ثوار او حتى أشباح لم يعد لهم وجود في الواقع العراقي ، كاأزلام البعث او ممن يمثل الحقبة السابقة ، كابناء الرئيس السابق صدام حسين وخير مثال على ذلك ، الضجة الكبيرة التي أثارها اللقاء الذي أجرته قناة العربية مع أبنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، فقد أثار غضب الساسة العراقيين وخصوصا الشيعة منهم ، حيث طالب نواب في البرلمان ، بسحب سفيري العراق من السعودية ، وكذلك من الاردن حيث تقيم رغد ، إضافةً الى أجراءات دبلوماسية ضد السعودية والأردن . بينما افزع ذلك إلقاء مقتدى الصدر وطالب البرلمان والحكومة إلى تفعيل دور هيئة اجتثاث البعث واصفا إياه بالبعث الإرهابي المحظور . والذي اثار حفيضتهم هو تصريحات رغد صدام حول دور ايران التخريبي في العراق عندما صرحت " الإيرانيين استباحوا العراق بعد غياب السلطة الحقيقية والسلطة الشرعية للبلد، استباحوا البلد ، وصار البلد بالنسبة لهم محطا سهلا ، يحطون أينما يشاؤون ، وبالطريقة التي يريدونها ، لا يوجد رد حقيقي ". " التدخل الإيراني صار سافرا في المنطقة كلها ، وليس في العراق فقط ، إذا نستعرض ، نلقى دولا كثيرة عربية صار التدخل الإيراني بها قويا جدا ، والتدخلات الأخرى أيضا ، ليس فقط الإيرانيون ". وأضافت رغد : " باعتقادي وقناعتي ، عندما الردع يصبح حقيقيا والأشخاص الكبار أصحاب القرار، أيا كانوا ، يكونون مُصرين على إنهاء التدخل ، سيستطيعون إنهاءه ". الآمر الذي أثار حفيظة عملاء إيران ، وخوفهم من عوده نظام البعث للسلطه من جديد خصوصًا تصريحها الأخير حول اذ كان هناك دور سياسي قد تلعبه في المستقبل ، فأجابت والابتسامة مرسومة على وجهها : “ كل شي وارد ، ومطروح على الساحة ، كل الخيارات ، وكل الاحتمالات ”. الأمر الذي أثار رعب وفزع سياسي الصدفة ، من القتلة واللصوص الذين لم يعملوا يومًا واحد من آجل البلاد والشعب ، فأصبحوا يخافون حتى من الأشباح .
#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد هشام بن عبد الملك جاء الدور لمحاكمة دونالد ترامب
-
لا تغيير في العراق بدون ثورة مسلحة
-
قانون الجرائم المعلوماتية قانون تكميم الأفواه
-
هل أنتصر مقتدى وجلاوزته
-
أحزاب السلطة وأزمة الاخلاق
-
العنف في العراق
-
الصدريون مذهب جديد يلوح بالأفق
-
هل يتحول العراق الى ساحة حرب بين أمريكا وايران
-
العشائرالسرطان الذي ينهش الجسد العراقي
-
بلاسخارت والسيستاني
-
الجمهورية الإسلامية ام جمهورية الفساد
-
هيهات منا الذله ، و نفاق شيعة العراق
-
عاشوراء والاستهتار بأرواح العراقيين
-
إيران الشيطان الأكبر
-
حماة القانون ينتهكون القانون
-
الصدرين وأسلوب التسقيط والطعن بالأعراض
-
السيستاني وعشقه إيران
-
لن يحكم العراق الا عملاء ايران
-
رجال الدين ودورهم في انتشار فيروس كورونا
-
فيروس كورونا يطرق الأبواب
المزيد.....
-
هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت
...
-
المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
-
مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس
...
-
عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا
...
-
بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية
...
-
-ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على
...
-
مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق
...
-
أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
-
باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية
...
-
تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|