أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - التجميل في سوق العدم 2














المزيد.....

التجميل في سوق العدم 2


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 6826 - 2021 / 2 / 27 - 01:49
المحور: كتابات ساخرة
    


(Body dysmorphic disorder) أو اضطراب تشوه الجسم. وهو من الاضطرابات العقلية. أعراضه هي التركيز الشديد على المظهر وعيوب الجسد الصغيرة، المحسوسة والمتخيلة. والتفكير بها دون توقف. والسعي إلى الكمال عبر مراكز التجميل. أرجو أن لا يكون الكثير من أهل الأرض مصابين به، فثمة هوس بالتجميل يثير القلق.
وبعد.. لماذا نستثني الدماغ وهو أهم أعضاء الجسد، ولا نسعى بنفس الاندفاع والحماس، إلى تجميله بالعلم والمعرفة الحيّة؟
تجميله ينتج وعياً مفيداً لصاحبه والمجتمع، لا ينقطع أثره بالتقادم الزمني مثل تجميل الجسد، الذي لا ينتج غير الشعور الشخصي المؤقت بالرضا، وسرعان ما تغلبه الطبيعة فينتهي أثره.
لكن يبقى التجميل بصفة عامة، حرية شخصية، وهي حق من حقوق الإنسان، وهذا أمر مفروغ منه.

إنما التوازن ثيمة الكون والوجود، وثيمة الحياة النابضة، ولا حياة دون نبض، دون توازن.
البلاد التي تعجّ بمراكز التجميل، والتي صارت سمة العصر وصنعته الأولى، حتى في منازل الأزقّة الضيقة؛ تكاد تخلو من مراكز هادفة أو محافل تعنى بجوهر الإنسان، بعقله. بتنمية ملكاته وفضوله المعرفي.
ولكن، هل الحريات الشخصية هي فعلاً حريات شخصية أم هي حريات متاحة، تستقطب المتعطشين للحرية؟

وسائل الإعلام يمكنها تبشيع الجميل وتجميل البشع. والناس يتكالبون عادة على ما تروّجه هذه الوسائل القذرة بغالبيتها. فمن يتحكم بها يتحكم بعقول الناس وبنوع الحريات الشخصية المتاحة. فيسلط الأضواء على حقول محددّة ويشجّع على تنميتها والاستثمار فيها. ويحجب الحقول التي لا تناسب أجنداته، أو يلجأ إلى تبشيعها وتحريمها باسم الله.

وبعد الغيث غيث..

مسرعون، متأنّقون، وحدّ هطول الفك الأسفل للدهشة
تصنعهم أهوال الموضة العتيقة والعقول العتيقة، وذائقة التجارة الرخيصة
لا تضيرهم موجعات الاندثار، ووجه البلد المنسلخ
فالنقش هداية، وتنجيد الجسد استخارة
هم مسرعون فقط، لا يزيغون عن مقاصد التجميل السامية
فالجسد إمام، ولا إمام سواه.. فليغفر لهم المعرّي، وتلطف بهم لزوميّاته:
يرتجي الناس أن يقوم إمام / ناطق في الكتيبة الخرساء
كذب الظنّ لا إمام سوى العقل / مشيراً في صبحه والمساء
وكل اللطف بأولي الأمر منهم، أهل الذلّ والعقد:
وتستّروا بأمور في ديانتهم / وإنما دينهم دين الزناديق
ليذهب كل شيء إلى الجحيم، إنه عصر الزغللة
اشباع المظاهر، والثمالة بالصور، بعد نفي الخمور إلى سوقها السوداء.
عصر متلازمة السيلفي الجبّارة
أنا ألتقط كل يوم، إذن أنا موجود
هكذا نقترب من ديكارت، فلا نضنّ عليه بدعاء.
يبقى السحب والشدّ، ونحت الخصور، قيمة مضافة
ونفخ ما يمكن نفخه، صولة واعدة، للتحليق والطيران
إنه الإنسان السوبرمان، الخفيف جداً، أطاح بنظيره الثقيل
سوبرمان نيتشه، فليخرس زرادشت إلى يوم يبعثون
ماذا فعلوا بهم، حتى انكفأوا بكل هذا النهم، محاولين تحديب بعدهم الرابع
دون تجاعيد، وشدّه إلى الوراء.. وراء منحنيات الزمكان والجاذبية
إلى الوراء.. إلى العدم.
فليغفر الله لإينشتاين على فكرته المسروقة: الكون الأحدب.
ومرحى لغيلان البرد والجرود
لترويج الصناعة
فالبلد قد بال على نفسه وتسوّل، وخاب خيبته الكبرى
إنها اللذة المرعبة في التنكّر، بعد الطوفان والقلق
وإنه الانبهار الخرافي بالنجاة.. في سوق العدم.



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجميل في سوق العدم
- مرايا
- كيف تكون وطنياً بلا حدود
- لا يأتي فجأة
- لا وقت عندي
- رسائل الصمت 2
- رسائل الصمت
- لتمسّك يدي
- قنديل
- بصمة المدينة
- صفعة المطر
- كلنا عنصريون
- المثليّة الجنسية والحتميّة الاجتماعية
- بوصلة التنوير العدمي
- لنارِكَ هذا اللوح
- جيسيكا..5
- جيسيكا..4
- جيسيكا..3
- جيسيكا..2
- جيسيكا


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - التجميل في سوق العدم 2