أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادهم ابراهيم - توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم














المزيد.....


توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6824 - 2021 / 2 / 25 - 17:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان مجتمعاتنا تدور في حلقة مفرغة حتى بتنا نشعر بأننا عالقون في مستنقع الافكار والمفاهيم البالية ، دون اي تقدم في مجالات الحياة .

عندما تضيع في صحراء خالية من المعالم ، او في غابة كثيفة ، فانت لا تسير في خط مستقيم . انما تدور في دوائر .

قام معهد ماكس بلانك لعلم التحكم الآلي البيولوجي في توبنغن في ألمانيا ، بقيادة جان سومان ومارك إرنست ، بعمل تجريبي . فاثبتوا علميا ان الأشخاص معصوبي الأعين ، او التائهون في البوادي من دون مثابات او علامات ، يسيرون في دائرة ضيقة ، وهم يعتقدون انهم يسيرون في خطوط مستقيمة.

ولكن لماذا لا نستطيع السير بشكل مستقيم في مثل هذه الاحوال ؟

حتى الآن ، لا أحد يجزم من أين تنشأ الانحرافات المتراكمة للشخص التائه بحيث يسير على شكل دائرة . 

وهنا يجب التمييز بين السير الى الامام في خط مستقيم . ام السير في دائرة او حلقة مغلقة .

ان الزمن يسير على شكل خط مستقيم . يبدأ في الماضي ثم الحاضر حتى ينتقل الى المستقبل .

اما ان تسير في حلقة دائرية فهذا يعني انك تراوح في مكانك دون تقدم ، رغم اعتقادك بانك تسير في خط مستقيم .

هل شعرت يومًا بأنك عالق في نفس  الدوامة القديمة ؟ 
هذا يعني انك تستمر في ارتكاب الخطأ نفسه مرارًا وتكرارًا ، لأنك تدور في حلقة مفرغة ، وانت تعتقد انك تحرز تقدمًا . ثم تجد نفسك في نفس حالة الإحباط أو الغضب أو التوتر ، على الرغم من بذل قصارى جهدك .

ان هذا يرجع غالبا الى تخلف فكري او اجتماعي . ويستند على الخوف من المجهول والقلق ، فينكفئ على نفسه ، ويتمسك بافكار قديمة متخلفة ، خوفا من السير في طرق جديدة ،  ويعزز هذا الشعور قهر حياتي كنتاج للتسلط الاجتماعي الريفي . او تقاليد عشائرية جامدة تشل الفكر الانساني ، وتمنعه من الانفتاح على عوالم مختلفة . او التقدم الى المستقبل بخط مستقيم .
ولذلك نشاهده يتقوقع داخل دائرة التخلف والرضوخ الى الافكار والتقاليد القديمة . ويتخذها معياراً لحياته ونظرته إلى الوجود ، ويبشر بها باعتبارها افضل صيغة للتعايش  الاجتماعي والفردي . فتنعدم ارادته
وتنغلق أمامه كل آفاق المستقبل .
انه يهتم بالماضي بدلاً من التفكير في الحاضر والمستقبل .
انها ثقافة راكدة متخلفة .

اما المتفائل الواعي فانه يسير نحو المستقبل بخط الزمن المستقيم لتحقيق اهدافه .

ان الفرق بين الحي والميت يكمن في التغيير والتقدم . والجسم الذي لايتجاوب مع التغييرات ، يستكين للركود ثم الموت . 

وهنا نذكر ان مجتمعاتنا ، اصبحت تعيش في بيئة جاهلة ترفض كل انواع التقدم والتطور ، مما جعل الفرد مشوش الفكر غير قادر على مواجهة الحياة . وتسليمه بواقع الحال على اعتباره قدرا مفروضا عليه .
ولذلك تجده غير قادر على تطوير حياته فاصبح يسير في دائرة مقفلة ، فلم يعد يهمه من اين بدأ ولا الى اين سيتجه وهو بالتاكيد  لن يصل الى اي مكان بل سيعاود السير بنفس الطريق الدائري .

في مثل هذه الأحوال كان من الطبيعي أن تزداد الازمات، وتزداد الحيرة وفقدان الحيلة ، وأن ينتشر الخطاب المتخلف ، وبالتالي التطرف  على حساب العقلانية والمنطق السليم وكسر الدائرة المقفلة ،نتيجة  اجترار افكار الماضي العقيمة .

لقد ثبت تاريخياً أن الخروج من الدوائر المقفلة ، والانفتاح على العالم هو الطريق الوحيد القادر على التعايش السليم والبناء الخلاق .

لاتتعلق بامل تغير الواقع الذي تعيشه ، مالم تغيره بارادتك . ابعد مخاوفك من المستقبل واتخذ موقفا ايجابيا باستئصال كل الافكار السلبية التي تقيدك ، وامضي للحياة بخط مستقيم لتحقيق اهدافك . 
ادهم ابراهيم



  



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...
- الجهالة والتجهيل برداء اسلامي
- اشكالية التمسك بالماضي والحداثة
- الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو
- ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط
- بيت العراق من يرممه ؟
- رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
- انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
- الحسد وصيبة العين


المزيد.....




- جنسيات الركاب الـ6 بطائرة رجال الأعمال الخاصة التي سقطت وانف ...
- الدفعة الرابعة في -طوفان الأحرار-.. 183 فلسطينيا مقابل 3 إسر ...
- -كتائب القسام- تفرج عن أسيرين إسرائيليين وتسلمهما للصليب الأ ...
- بعد 50 يومًا من التعذيب.. فلسطيني يعود بعكازين إلى بيته المد ...
- توأم الباندا في حديقة حيوان برلين: التفاعل بين الأم وصغيريهْ ...
- دراسة تكشف حقيقة الفرق في الثرثرة بين الرجال والنساء
- هل صورك الخاصة في أمان؟.. ثغرة في -واتس آب- تثير قلق المستخد ...
- تاكر كارلسون يصف أوكرانيا بـ -مصدر الجنون-
- لا يوم ولا مئة يوم: ليس لدى ترامب خطة سلام لأوكرانيا
- الصداقة مع موسكو هي المعيار: انتخابات رئيس أبخازيا


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادهم ابراهيم - توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم