أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند ناسو السنجاري - شتلة و جذع














المزيد.....

شتلة و جذع


مهند ناسو السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


في تلك الليلة القدسيةِ الباردة .. ومن نوافذ ذالك المنزل القديم..كانت تصدحُ أنغام تلك الأغنية الحماسية"الأرض أبتتكلم عربي..الأرض"وعلى وقع إلحانها :
أخذ(ألجد)يطاردُ بعينيهِ ألخابية- الأسد- وهو ينقضُ على فريستهِ بلا رحمةَ من على شاشة التلفاز،غير مكترث لحفيده ليث الذي كان يداعبَ جهاز الراديو ويحاول أغا ضتهِ من حين إلى أخر..باْن يرفع صوته أو يتصنعَ الضحك على كوب الشاي الذي كان يتراقصُ مع جسد جدهِ.. كلما عاودته نوبة السعال
وفيما كان الجد الضائع بعظامه البارزة بين أحظان ذالك المقعد الوثير،يمسحُ ذقنه بعدَ كل مرةً يبصقَ في علبة الحليب الفارغة والمخصصة لمخلفاته..كان ليث ينصتُ بحذرً وترقب،لتلك الأنشودة الوطنية التي دائما ماكانت تسبق الأخبار العاجلة.. بصخبً "ألان ألان وليس..غدا"
وكالعادة كان ينهرهُ بنفس العبارة المتكررة :
- ألا تخفضُ صوتَ راديو الهزيمة هذا ؟
باستياء وتجهمً يخفض ليث الصوت قائلا:
- ولماذا راديو الهزيمة ياجدي؟
تنهد بألم..وكأنه يتنباءُ بالماضي:
- أليس هو مَن كان ومازال ينقل لنا وعلى الدوام أخبار الهزائم والنكسات؟!!
يبددٌ الخبرِ العاجل..ضوضاء ألصمتِ والفراغ الذي خلفهُ الموقف لينقذ ليث من محنتهِ..في التهرب من ألإجابة.
لصق ليث جهاز الراديو بأذنُيه لبرهةً ،قبلَ أن يقفز إلى أحضان جده.. لينهال عليه بالقُبلات وهو يتراقص مكُبرا"الله أكبرالله أكبر" لقد فعلها ألإبطال ]ياجدي..
يجفلُ الجدِ متُسائلا بدهشةً:
- من هم يابُني؟وما ألذي فعلوه؟
بثقةٍ وغرور يجيبُ ألحفيدَ:
- الفدائيون(المُجاهدون) فقد قامَ أحد الاستشهاديين؛ بَعمليةً انتحارية في
أحدى نقاطِ التفتيش ألصهيونية و في مدخل الجدار العازل؛وقتلَ أثنين منهُم.
يبلع الجدَ ريقه..وكطفلًِ بريء حين يسألُ والدتهِ ماهوَ فوق طاقته للفهمَ ..
- وهوَ..هل قُتل؟
وبنظرةِ استصغار وعطفً أربت ليث على كتفِ جده المُتخشب قائلا:
- كلا لم يقتل. بل قد نال الشهادة.
حاول الجد إن يحُل طلسم الإجابةِ بما تبقى له من فكرً مشوش وهو يتمتمُ
في قرارة نفسه متسائلا..أذا كان الموت يستطيع أن يفرقَ بين قتيلً أوأستشهادي؟
فعادَ إلى حفيدهُ بأسئلته تلك.. متخوفاً من الأجوبة ألغامضة أوالتي لم يعُد باستطاعته
فهمها، وهوَ بهذا العمرُ فاستفسرَ قائلا:
- والجدارْ..الجدارُ العازلِِِ هل أستطاع إن يزيلهُ شهيدِنا ألبطل ..بجسدهِ
الناسفْ ،الطاهرْ؟
أجابه ليث با متعاض:
- كلا. لكنهُ أدخلَ الرعب في صفوفهِم.
أشعلَ الجدُ غلو ينه وأخذ يتمتم ..وكأنه يناجي نفسه:
فليرحمهم الله ويسكنهم فسيح جناته!!
أنتفض ليثَ من كرُسيه وجنَ جنونهِ فقال لجدهُ بلكنةِ غضبً وتهكم:
- ماالذي تقوله ؟وكيفْ تستطيعُ أن تترحمَ على أعدائنا ودمُ شهيدنا ألبار
لم يجفَ بعد؟
كان الجدُ مايزالُ ساهماً بالأسد الذي انتهى من فريسةُ.حين اخذَ
شهيقاً وهو يخنق السعالَِ في صدرهِ المُلتصق لظهرهِ ؛فقالْ متنهداً
وكأنهُ يتذكرَ المستقبلِ القريبْ جيداً:
- كلا يأبني فأنا لأترحم على الأعداء؟ ولا أترحم على روحَ الشهيد
لأنه لم يعُد بحاجتها فهوَ من سكانِ الجنةَ الآن؟
بلْ أترحمُ على أرواح الأحياء والأبرياء الذين سيقُتلون غداً
رداً وانتقاما ًلعمليةَ.. شهيد نا البطْل!!
أوى ليث إلى فراشهِ وهوَ يحاول احتواء كلمات جَدهِ ألعالقةُ ،الرنانة
في ذهنه ،ليغفو على ألحانِِ ما تبقى من( سيمفونية الموتِ)سيمفونية
"الغضبُ الساطعْ..وأنا كُلي أيمان ".



#مهند_ناسو_السنجاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند ناسو السنجاري - شتلة و جذع