أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جلبير الأشقر - لطيفة آل مكتوم وتعنيف النساء














المزيد.....

لطيفة آل مكتوم وتعنيف النساء


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6823 - 2021 / 2 / 24 - 11:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



عرضت شبكة التلفزة البريطانية بي بي سي في الأسبوع الماضي، في برنامجها الشهير «بانوراما» تحقيقاً خاصاً بالمدعوة لطيفة، إحدى بنات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم. وقد روى التحقيق قصة هذه الامرأة التي بلغت الخامسة والثلاثين من عمرها والتي كانت محتجزة من طرف عائلتها، ثم حاولت الفرار بحراً قبل ثلاث سنوات، لكنّ قوات خاصة هندية اقتحمت يختها في المحيط الهندي وأعادت تسليمها إلى إمارة دبي. وقد بقيت لطيفة محتجزة في إحدى الفيلات منذ ذلك الحين، بيد أنها حصلت بالسرّ لوهلة على هاتف خليوي سمح لها بالتواصل مع صديقاتها وأصدقائها في أوروبا وإيصال رسائل فيديو سجّلتها في المرحاض، وهو المكان الوحيد الذي كانت تستطيع إقفال بابه إذ إن أبواب كافة الغرف والقاعات الأخرى قد أزيلت مفاتيحها وأقفالها. وحسب شهادة لطيفة، فإن ما يقارب ثلاثين شخصاً كانوا مكلّفين بحراستها في سجنها الكبير، نساء في الداخل ورجال في الخارج.
ويثير البرنامج لدى من يشاهده بحدّ أدنى من الحسّ النقدي احتياراً ما بين الشفقة والاشمئزاز من جهة، الشفقة على الأميرة المضطهَدة والاشمئزاز من الاضطهاد الذي تتعرّض له، وبين الذهول لشروط احتجازها وكلفته الباهظة، من الجهة الأخرى. فإن الضجة التي أثارتها قصة لطيفة آل مكتوم، والتي بلغت حدّ تدخّل مفوّضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ووزير الخارجية الأمريكي الجديد، وإن كانت في هذه الحال ضجة مشروعة ومحمودة، إنما تندرج في إطار عادة أجهزة الإعلام في تسليط أضواءٍ على أقلية ضئيلة من أثرياء العالم تفوق بكثير الأضواء التي تسلّطها على الغالبية الساحقة من البشر.
وهذا ليس في مجتمعاتنا العربية التي لا زالت تعيش في القرون الوسطى بأكثر من وجه وحسب، بل وفي الغرب عموماً وفي بريطانيا خصوصاً، حيث لا تفوّت أجهزة الإعلام شاردة ولا واردة بما يخص العائلة المالكة، من خلال أداء الإعلام السائد لوظيفته في إلهاء الناس عن القضايا الحيوية في إطار «المجتمع المشهدي» كما أسماه المفكر الفرنسي غي ديبور. أما الأمر الوحيد الذي يشفع للشبكة البريطانية، فهو أنها تجرأت على إحراج حكومة جلالتها التي تغلّب المصالح المالية والتجارية العظيمة التي تربطها بالإمارات المتحدة على كافة اعتبارات حقوق الإنسان بوجه عام، وحقوق النساء بوجه خاص، ومهما أدّعت خلاف ذلك فهو من باب النفاق لا غير.


أما وأن أضواء الإعلام قد جرى تسليطها هذه المرّة على قضية خطيرة وعادلة، ألا وهي حالة من حالات اضطهاد النساء، فإن الفائدة تكمن في جعلها فرصة لإثارة موضوع هذا الاضطهاد الذي لا زالت تتعرّض له مئات الملايين من النساء عبر العالم وبمستويات مختلفة، قسم عظيم منها مستويات أخطر بكثير من احتجاز أميرة في سجن خمس نجوم وبحراسة ثلاثين شخصاً. وكان أحرى ببرنامج الشبكة البريطانية أن يقوم بذلك ولو بقسم منه فقط، بدل تخصيصه كاملاً لقصة الأميرة دون سواها. فلننتهز الفرصة ونقوم بما لم يقم به برنامج «بانوراما» فنذكّر ببعض إحصائيات هيئة الأمم المتحدة للنساء (وليس «للمرأة» كما في التسمية العربية الخاطئة) بخصوص تعنيفهنّ.
فإن 35 بالمئة من نساء العالم تعرّضن لتعنيف جسدي، سواء أكان مصحوباً باعتداء جنسي أم لا، وتصل هذه النسبة إلى الضعف، أي 70 بالمئة، في البلدان الأسوأ حالاً. وفي كل يوم يمرّ، يُقتل عدد من الفتيات والنساء من قِبَل أحد أقاربهنّ يبلغ معدّله 137 (أي ما يناهز ست قتيلات في كل ساعة) هذا عدا حالات القتل خارج الدائرة العائلية. وتشكّل البنات ثلاثة أرباع مجموع الأطفال ضحايا الخطف والإتجار لغرض الاستعباد أو الاستغلال الجنسي. هذا ويبيّن كشفٌ أجرته الهيئة أن خُمس النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين العشرين والرابعة والعشرين جرى تزويجهنّ وهنّ دون سنّ الثامنة عشرة، بينما تعرّضت 15 مليونا من المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة إلى مضاجعة قسرية، أي شكل من أشكال الاغتصاب، بما يشير إلى استمرار هذه الممارسات المقيتة على نطاق شاسع في زمننا الراهن. هذه فقط بعض وقائع الاضطهاد الشنيع الخاص بنصف البشرية من الإناث والذي ليست قصة لطيفة آل مكتوم نسبياً سوى عيّنة بسيطة منها.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «استراتيجية التوتّر» في السودان
- لِمَ يكون السلاح النووي حكراً لإسرائيل؟
- «المقاومة العشائرية» وتحرير فلسطين في عام 2041
- طيّارة السيسي وطائرة الرئيس المكسيكي
- في تونس… بركان الثورة في اتّقاد!
- حتى رمقهم الأخير في الحكم… وبعده!
- إيران وإمبراطورية الخراب
- عام التطبيع وضرورة التصدّي له
- من جمال خاشقجي إلى روح الله زَم: يدُ الاستبداد الطويلة
- العقد الأول من السيرورة الثورية العربية
- تواطؤ «وطن حقوق الإنسان» مع وائدها
- خمسون يوماً محفوفة بأخطار حرب إقليمية
- بن سلمان يتحدّى بايدن بتصرّف أرعن جديد
- الحلف الثلاثي الرجعي: موسكو وأبو ظبي والقاهرة
- مكالمة سرّية خطيرة بين ترامب والسيسي
- أين الحضاريون في صدام الهمجيات الجاري؟
- هل الرسوم أخطر ما يتعرّض له المسلمون؟
- فرنسا… من شفرة السِكّين إلى شفير الهاوية
- أردوغان وإفلاس العثمانية الجديدة
- غباء العنجهيّة الذكوريّة… لاسيما الجبان منها


المزيد.....




- نتنياهو: زوجتي سارة مهددة بـ-الاغتصاب-!
-  شرطة الرصافة تنفي تعرض امرأة للتعذيب: ضربت نفسها
- أكذوبة العناية بالذات.. هل تحتاج النساء منتجات التجميل لنضار ...
- مغامرات الاطفال مع لولو.. تردد قناة وناسة Wanasah على نايل و ...
- فنانة أمريكية تسخر من ذكورية الفن بتزوير لوحات بيكاسو
- الملابس الرياضية المريحة تغزو الموضة النسائية في صيف 2024
- هنا الزاهد تتحدث لأول مرة حول انفصالها عن أحمد فهمي: الزواج ...
- هل قدرة النساء على تحمل الألم أكبر من الرجال؟
- فيديو.. -المرأة التي تقف خلف ترامب- تثير جدلا كبيرا
- سجلي الآن.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2024 ...


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جلبير الأشقر - لطيفة آل مكتوم وتعنيف النساء