|
حوار مع المخرجة سينمائية لويزة قادري
أسامة هوادف
الحوار المتمدن-العدد: 6819 - 2021 / 2 / 20 - 09:39
المحور:
مقابلات و حوارات
المخرجة سينمائية لويزة قادري في حديث الوسيط المغاربي أعتبر فلسطين والجزائر شيئاً واحداً
ضيفتنا تعتبر من الوجوه الجديدة البارزة في المشهد السينمائي في الوطن العربي صاحبة فيلم "طائر بلا وطن" المخرجة لويزة قادري اتصلت بها جريدة الوسيط المغاربي وكان هذا الحوار المتميز حول سينما والأبداع في الجزائر .
حاورها : أسامة هوادف
الوسيط المغاربي :كيف تُعَرِّفين نفسكِ للقُرَّاء؟
لويزة قادري؛ مخرجة و إعلامية جزائرية مقيمة في جورجيا، تقريبا خبرتي 13سنة بين ميديا و سينما، أنتجت 15 فيلم بين وثائقي ودراما لكنني اشتهرتُ في الوطن العربي بفلمين؛ الأول فيلم "قتلتم براءتي" والثاني فيلم "طائر بلا وطن" تحصلت على عدة جوائز عالمية سواء في مجال الاعلام أو مجال التصوير الفوتوغرافي أو حتى سينما.
الوسيط المغاربي : متى بدأتِ كتابة سيناريو؟
تقريبا لا اعتبر نفسي سيناريست كمصطلح أنا مخرجة أكثر شيء، لكنني أكتب سيناريوهات أفلامي بنفسي لأني أحب أن أجسد أفكاري بمنظور معين، أنا أراه في مخيلتي لذلك أحبذ أن أكتب سيناريوهات أفلامي بنفسي دون اعتماد على روايات أو سيناريوهات أشخاص آخرين، لكن إن وجدتُ سيناريوهات أشخاص آخرين -بما أنه تصلني الكثير من سيناريوهات- سأختار المناسب أو القريب من طابع من أفلامي، ولكن هذا يرجع لميزانية معينة أو ظروف معينة لإنتاج فيلم جديد، فبدايتي مع كتابة سيناريو تقريبا من الصغر؛ حيث كنت أكتب شعر وقصص قصيرة وهذا ساعدني أن اكتب سيناريوهاتي بنفسي.
الوسيط المغاربي: ما هو أول فيلم قمتِ بإخراجه وما دروس المستخلصة من التجربة الأولى؟
لقد أنتجت أفلام ولكن كهاوية، كفيلم احترافي 100 ٪مع فريق تصوير احترافي اكثر من 10 افراد وكمشاركات دولية وكإنتاج حقيقي، وميزانية كبيرة كان في فيلم قتلتم براءتي و هو فيلم عن زواج القاصرات في اليمن. صراحةً كان هذا أول فيلم يكون بمستوى احترافي عالي مع طاقم محترف سواءً من ناحية الموسيقى أو التصوير أو من ناحية الإنتاج رغم أن بطلة فيلم أول مرة تمثل في مجال سينما لكن يبقى هذا فيلم الأقرب الى قلبي لأنه كان تجربة مختلفة كونه يحكي عن قصة طالما شغلت بالي من خلال هذا الفيلم نرى أنه يوجد كفاءات في مجال سينما عندنا، سواء في مجال التمثيل أو التصوير أو في مونتاج، وأعتقد أنه فيه قصص وتوجد قضايا يمكن الحديث عنها ومعالجتها فهذا فيلم أعطاني نظرة أنه لا يوجد شيء مستحيل، وهذ الأخير جسد نظرية "لا يصنع أفلامنا إلا نحن" لأن قضايانا نحن من نصنعها وليس الأجانب.
الوسيط المغاربي :ممكن نبذة عن جميع أفلامك؟
أنتجت حوالي 15 فيلم بين سياحي ودرامي و وثائقي، ولكن اشتهرتُ بفيلمين " طائر بلا وطن" ويتحدث عن أطفال الحروب ولاجئين سوريين شارك الفيلم في 38 مهرجان دولي، ومتحصل على عدة جوائز وتنويهات وفيلم الثاني هو "قتلتم براءتي" والذي يتحدث عن زواج القاصرات في اليمن، شارك الفيلم في عدة مهرجانات في العالم في امريكا و فرنسا و العديد من دول، أستطاع أن يثبت نفسه من بين الأفلام الناجحة في الوطن العربي.
الوسيط المغاربي :فاز مؤخرا فيلمك "طائر بلا وطن" بأحد جوائز مهرجان ميهود في اليابان. هل من تفاصيل للقراء الجريدة حول المهرجان والفيلم؟
صحيح الفيلم ترشح لمهرجان ميهواد في اليابان، و بمناسبة المهرجان من تأسيس مؤسسة "ميهودا" باليابان وأكاديمية بكين لأفلام بالصين كحدث يهتم بسينما العالمية باليابان والصين وشرق أسيا، وصل للمهرجان حوالي 2021فيلم من 180 دولة بالعالم وصل حوال 200 فيلم النهائيات تخصل فيلم "طائر بلا وطن" على جائزة التميز. الوسيط المغاربي: حسب شهادة الخبراء فإن أجمل الأفلام الجزائرية تلك التي أنجزت في السبعينات ،لماذا فشلت سينما الجزائرية في تحقيق الإنجازات وريادة رغم توفر الإمكانيات المادية الهائلة؟
سينما الجزائرية أغلبها ذات توجه وثائقي ثوري تتحدث عن الثورة المجيدة أو العشرية السوداء، أنا اعتقد أن سينما الجزائرية في مواضيع الثورة نجح فيها العديد من المخرجين الجزائريين أمثال حامينا في إيصال رسالة الثورة الجزائرية وبقوة كبيرة، ولكن أعتقد أن شيء الذي ينقص سينما الجزائرية حاليا أو فشل في تحقيقه _رغم الإمكانيات الموجودة في وزارة ثقافة_ أنه لا يوجد تنوع سينما الجزائرية فقط منبثقة أو تركز على الوثائقيات الثورية وهذه نقطة سلبية في سينما الجزائرية، لو أن وزارة ثقافة والمخرجين يركزون على أنواع مختلفة؛ فهناك تنوع في النص الآن السينما العالمية ليست فقط وثائقيات تتكلم عن تاريخ الثورات؛ هناك دراما و الأكشن فيه الرعب، والخيال العلم، فيه العديد من الأنواع لسينما لو أن دولة الجزائرية تفتح المجال للمخرجين الجزائريين لأبدعوا، لأنه يوجد بالفعل كفاءات جزائرية لو يجدون دعم سيخرجون بأفلام عالية لكن كما قلنا وزارة ثقافة تدعم فئات معينة وضمن مجال معين وهو سينما الثورة وقد لا حظت كثير من الشباب جزائريين نجحوا في مجال سينما سواء سينما الرعب أو أنواع ثانية، ولكن الإمكانيات محدودة فبتالي لو توفر وزارة ثقافة الإمكانيات والدعم الكافي لهم؛ سيقومون بإنتاج أفلام بأنواع مختلفة ليس فقط عن الثورة أنا متأكدة أن سينما الجزائرية ستنجح وستصل الى مصاف كبير بين سينما العالمية.
الوسيط المغاربي: ما صفات وخصائص المطلوبة في كاتب سيناريو؟
أهم صفات كاتب سيناريو أن يكون متعمق في ثقافة، وفي روايات يعالج الكثير من القصص ومعرفة دراما كاتب سيناريو يجب أن يكون ملم بمعالجة درامية وسينمائية بالإضافة إلى الثقافة، ويكون قارئ للكثير من روايات وسيناريوهات، أعتقد أن سيناريست ناجح يكون ملم بجميع حيثيات سيناريو.
الوسيط المغاربي : ماذا تعني "فلسطين" المخرجة لويزة قادري؟
أعتبر فلسطين والجزائر شيئاً واحداً، وأعتبرها خط أحمر، ولها محبة كبيرة وأعتز أني دائما حيثما سافرت أخذ معي العلم الجزائري والكوفية الفلسطينية، يمكن أن أنسى ملابسي و معدات التصوير لكن لا أنسي العلم الجزائري والكوفية الفلسطينية، فلسطين والجزائر خط أحمر شيئاً واحدً مستحيلا أني أتجاوزه.
الوسيط المغاربي : هل نرى فيلم من اخراجكِ عن فلسطين ذات يوم ؟
لقد أنتجت مسبقا كفيلم هواة عن فلسطيني داخل، لكن كفيلم احترافي مع فريق محترف لا، ولكن ممكن مستقبلا يكون خاصة أنه جاءتني بعض عروض من مخرجين سينمائيين في فلسطين من أجل تعاون في عمل مشترك سأكون سعيدة لو أني أنجز فيلم عن فلسطين كشيء احترافي. الوسيط المغاربي : من قـدوتكِ في مجال سينما ؟
قدوتي في سينما هم ثلاثة شخصيات رئيسة: الأول "جيمس كاميرون" وثاني" ستيفن سبيلبرغ" وثالث "ألفيرد هاشتوك "حيث أعتقد أنه لديه قوة كبيرة جدا في مجال الفن السابع، ومن بين مقولات ألفيرد هاشتوك: أنه لصناعة فيلم جيدا يجب أن يكون لك ثلاثة أشياء مهمة وهذي الأشياء هي سيناريو ثم سيناريو ثم سيناريو.
الوسيط المغاربي: :أي نساء العالم عبر التاريخ تستهويك ؟
أعتقد أن أكثر شخصية تستهويني وأحب تعمق في شخصيتها هي سيدتنا خديجة زوجة رسول _صلَّ الله عليه وسلم_ لأنها كانت سيدة أعمال ناجحة وشخصية متميزة لا يمكن وصفها، وأعتبرها قدوتي وأما في العصر الحديث فأني معجبة بالمهندسة العراقية "زها حديد" أعتبرها امرأة قوية وناجحة استطاعت توصيل ثقافة تصميم من العراق الى العالم.
الوسيط المغاربي : ما مشاريعكِ القادمة وما طموحاتكِ في مجال سينما؟
أعمل حاليا على فيلمين وثائقيين هنا في جورجيا، وقصص فيلمين جورجية اي لا علاقة لها بقضايا الوطن العربي.
عندي طموحين طموح خلال 10 سنوات، وهو أن أترشح في جائزة الأوسكار من خلال فيلم طويل أنتجه والفوز بالجائزة و كل من يعرفني يعلم أنني أسعى الى ذلك وطموح بعيد المدى وهو أن اصبح أيقونة سينمائية الأجيال القادمة؛ أي أن يتم تدريس الأسلوب الخاص بي الأجيال القادمة.
الوسيط المغاربي : تتواجدين في جورجيا كيف كانت تجربتك هناك ؟
جورجيا تعتبر بنسبة لي مرحلة فقط من أجل الانتهاء من مرحلة ماستر في إدارة مؤسسات الاعلامية وتلفزيونية، وبعد ذلك سوف أذهب الى أمريكا أو دولة ثانية والتجربة في جورجيا كانت رائعة تعرفت على أصدقاء رائعين وتعرفت على مجال الإنتاج في جورجيا، لقد كانت مرحلة مميزة رغم جائحة كورونا ستبقي تجربة فريدة من نوعها.
الوسيط المغاربي : ما أجمل فيلم راسخ في ذكراتكِ؟
أجمل فيلم راسخ في ذكرتي ويستهويني وأحب متابعته كثير حتى لو تابعته مئة مرة هو فيلم الأب الروحي" العراب" أعتقد أن هذا الفيلم كان قوي من كل النواحي وأعتبره أيقونة سينمائية.
الوسيط المغاربي: سعيد بك اليوم كرما لا أمر اختمي الحوار؟
أواد أختم كلامي أنه أي شخص يمكن أن يحقق أحلامه و يؤسس مشاريعه وأفلامه، فقط عليه أن يبدأ أصعب نقطة هي بداية لما تبدأ في أنتاج فيلمك لا يهمك الإمكانيات أو الميزانية أبدا يمكنك الانطلاق بالشيء الذي تملكه بتيليفون، بالعائلة، بالجيران، ابدأ بشيء الذي تملكه وأكيد ستصل ويأتي اليوم الذي تصل الى طموحك وهذا لا ينطبق فقط على سينما بل على جميع مجالات الحياة لنجاح أي شيء فقط يجب على الأنسان أن يجتهد ويتعب ويصبر ويثق في الله سبحانه تعالى ودعاء الوالدين وسوف ينجح. وبالتوفيق لكم.
#أسامة_هوادف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع الكاتبة أشواق بولوح
-
حوار مع الكاتبة نور الهدى حمايدية
-
حوار مع ناشطة الخيرية أسماء كواشي
-
حوار مع الكاتبة رانية حمودي
-
حوار مع الكاتبة تركية لوصيف
-
حوار مع الباحثة رحمة بن جديد
-
حوار مع الكاتبة بن فريحة فاطمة الزهراء
-
حوار مع الإعلامية الفلسطينية ولاء البطاط
-
حوار مع الإعلامية المقدسية شروق طلب
-
عام على رحيل أسد الجزائر أحمد ڨايد صالح
-
حوار مع دكتور أمين عواسي
-
حوار مع الكاتبة فاطمة بومدين
-
حوار مع الكاتبة نسرين سماحي
-
حوار مع الناقد الأدبي جايلي العياشي
-
حوار مع الكاتب رامي حاكم
-
حوار مع الكاتب وروائي عماد الدين زناف
-
حوار مع روائية أميرة عاتي
-
حوار مع روائية والمتحدثة التحفيزية هناء زواوشة
-
حوار مع صانع المحتوى والمصور الفوتوغرافي علي بسكري
-
صدور كتاب -فلسطين والجزائر محاورات مع المفكر أسامة عكنان-
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|