أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصادق بن خليفة - الغموض، حيلة عند السياسيين، من التراث














المزيد.....


الغموض، حيلة عند السياسيين، من التراث


الصادق بن خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكثر من فهم الشعب التونسي هو الرئيس قيس سعيد، أو فلنقل تطابق فكره مع عموم شعبنا. ويظهر انه استفاد كثيرا من تراثنا، الذي يمجد الغموض، ويضع فرسانه الذي يتقنونه في علية القوم، وفي مقام أولياء الله الصالحين، أو هو تأثر به من حيث لا يعلم.. الغموض في الكلام و الوعود، يعطي مجالا للحلم للجميع، و إمكانية التاويل لصالح من قاله، في جميع الأحوال.. بل ان هؤلاء الصالحين، في تراثنا، ليس من حقهم، أن يوضحوا كل شيء. فهذا من شأنه ان يفقدهم الولاية التي منحهم الله اياها. يجب أن يكون كلامهم غامضا، محكم البناء، مقتضبا، ويحتمل دلالات مختلفة، عليك انت أن تهدي إليها، أو تنتظر اتضاحها مع الايام، التي لن تتأخر في أن تحمل لك واحدة منها.
وكل غموض في تراثنا، يحمل اسرارا فيه منفعة كبيرة لو وقع الاهتداء إليها، وهذا لن يتم الا باعطاء صك على بياض للولي،سابقا، و السياسي الولي عندنا حاليا.. حتى إن المرضى النفسانيين، الذين كلاما غامضا ومتناقضا، وخارجا على السياق، يسقطه الناس على أحوالهم المستقبلية، ويحرصون على الاستماع لهم ليقتنصوا كلمة، توضح لهم مصيرهم، وليؤولوها بأنفسهم، ويستنتجوا منها حقاءق لم يذهب إليها المريض تماما،.. ،اغلب هؤلاء يصبحون بعد مماتهم، أولياء، تقدم لهم القرابين، وترجى مساعدتهم،يحلفون باسماءهم ويتجنبون المعاصي، بالقرب من مقاماتهم.
شرط آخر لا بد من توفره، لا تمام الصفقة، الزهد في الدنيا، وتصنع العفة.. حتى إذا اكتسب ثقة الجميع، وانتقلت العلاقة إلى نوع من التقديس، تصبح كل سلوكياته دليل عفة، حتى لو كانت مخالفة لذلك، بما انها تؤخذ على بعد نظر، ورؤية ما لا يراه الإنسان العادي، ودون جرأة أو قدرة على الانتقام، لأن مجرد الشك البسط، يحرم صاحبه من بركات الولي الصالح ويسبب لها متاعب في حياته.. ولو حصل شيء من هذا، ترى المخلصين، ينتظرون اي مصيبة تحل بالمعني، ليرجعوها إلى غضب الولي الصالح منهِ.. خدمة دعاءية مجانية..
اما قول الحقيقة، دون غموض، فأنت بذلك، تزعج منك هذا الشق، وغدا الشق الاخر، ولا تعطي مجالا للحلم والتأويل، إلى أن ينفض الناس من حولك.. لا أحد، في ثقافتنا، يحب الحقيقة، أو يقبلها..
وهذه حالنا في تونس.. من يقول الحقيقة لا يجد أحدا معه. هذا زمن الشعارات الوفاء، واللعب على عواطف الناس و الغموض. وهو ما ادركه الرئيس قيس سعيد جيدا، وهو ما جاء به إلى هرم السلطة. أو ربما تلك طينته.. وواصل نجاحه بالغموض فقط، و الشعارات التي تحتمل كل تاويل، دون أن يفعل شيءا، ولياتي التأويل من المخلصين انه منشغل بمحاربة الأشرار الذين لا يريدون خيرا لتونس.

وتستحضرني هنا حكاية شعبية من جهة الوسط التونسي.
ولي يقول لللمخلصين له، اشتروا الأحمرة.. ودون نقاش يشترون الأحمرة... لو جاء العام خصبا، يقول لهم، ألم أقل لكم، اشتروا الأحمرة. هذه تصلح لخدمة الزرع وتحويله إلى حبوب(وهي طريقة تقليدية تتم بحوافر الأحمر).. وان جاء العام قحطا، يقول لهم، الأحمرة، تذهبون بها إلى الشمال، لتعملوا في الحصاد، وتحملوا عليها ما تحصلونه من قمح. (الصابة في الشمال داءما شبه مضمونة)



#الصادق_بن_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الج ...
- هجوم إسرائيلي على ميناء طرطوس شمال غربي سوريا
- نتنياهو يشدد: -لا توقف قبل تحقيق أهدافنا كلها-، وتفاصيل تتكش ...
- بعد خطورة حالتها.. والدة الناشط علاء عبدالفتاح تتلقى الغلوكو ...
- حلف الأطلسي.. شبح التلاشي
- تحرك عربي جديد ضد إسرائيل أمام الجنائية الدولية
- عون: نقدر الدور السعودي في دعم لبنان
- لوبان تدعو إلى إجراء مؤتمر حول أوكرانيا بدون الناتو والاتحاد ...
- -مشهد وحشي-.. رئيس الوزراء الفرنسي يهاجم ترامب
- ماسك: زيلينسكي يريد حربا أبدية


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصادق بن خليفة - الغموض، حيلة عند السياسيين، من التراث