أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - ارهاب الاسلام ام ارهاب المسلمين؟













المزيد.....

ارهاب الاسلام ام ارهاب المسلمين؟


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 16 - 23:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ماتوجه اصابع الاتهام الى بعض نصوص القرآن والاحاديث النبوية على انها السبب في ظهور الجماعات والتنظيمات الاسلامية الارهابية كتنظيم القاعدة وحركة طالبان وتنظيم داعش وبوكو حرام وغيرها من الجماعات والتنظيمات الاسلامية الجهادية التكفيرية .

وفي الحقيقة فإن هذا الاتهام بستند على مايبرره ، فالعديد من ايات القرآن والاحادبث النبوية تحض على الارهاب كوسيلة من وسائل نشر الاسلام في العالم ، ويمكن القول ان هذه النصوص لعبت دورا كبيرا في ارساء دعائم الدعوة الاسلامية عند نشأتها ، فالغزوات التي قادها نبي الاسلام ضد معارضي دعوته ماهي الا شكل من اشكال الارهاب الذي اجبر الكثير من القبائل العربية لاعتناق الاسلام ، ولكن اذا ماقرأنا سيرة الانبياء الآخرين سنجد ان  العديد منهم قد مارسوا هذا الارهاب لترسيخ دعوتهم او فرضها ، وسيرة العديد من انبياء بني اسرائيل لاتخلو من العنف والارهاب .

يسوع المسيح هو النبي الوحيد الذي لم يمارس الارهاب لفرض دعوته ، بل اصبح هو ضحية لارهاب الدولة الرومانية التي قامت بصلبه. لكن الارهاب المسيحي ظهر من خلال الكنيسة في العصور الوسطى وتمثل هذا الارهاب في محاكم التفتيش وفي الحروب الصليبية ...

فالاديان اذن ان لم تكن كلها فأغلبها مارست العنف في فترة ما من تاريخها ، واقصد بالاديان : الاديان التي تسمى بالابراهيمية وهي : اليهودية والمسيحية والاسلام .

لكن ماحدث لاحقا ان اليهود في بلدان اوروبا تمكنوا من الاندماج مع الحضارة الاوروبية التي تشكلت في عصر النهضة، حيث قاموا بالاصلاح الديني الذي مكنهم من الاستفادة من الثقافة والقيم الاوروبية الحديثة التي القت بظلالها في كل مجالات الحياة، ويمكن القول ان اليهود الحاليين يختلفون الى حد كبير مع اسلافهم المؤسسين للديانة اليهودية .

وبالنسبة للكنيسة فقد قامت هي ايضا باصلاح نفسها ، ومن خلال هذا الاصلاح تخلت الكنيسة عن السياسة التي اعتبرتها من شأن الاحزاب السياسية، وحصرت رسالتها في المجال الروحي .المسلمون وحدهم بقوا خارج دائرة الاصلاح الديني ، فلا زالت الكتب الدينية الاسلامية ترفع من مكانة الجهاد وتفرق البشر الى مسلمين والى كفار وتدعو الى محاربة اوقتال الكفاربشكل ظاهر تارة وبشكل مبطن تارة اخرى . ورجال الدين المسلمين بدورهم لايملون من الاشادة بالجهاد ضد الكفار في القنوات الفضائية الدينية وغير الدينية ويكفي ان اذكر مثالا لهم وهو الداعية ابو اسحق الحويني الذي  طالب بغزو البلدان غير المسلمة للحصول على الغنائم والسبايا ، وقد رأى الداعية المذكور ان الغزو سيكون مصدرا للأموال التي ستقضي على مشكلة الفقر المتفشية بين الشعوب الاسلامية . كما ان الكتب التي تدرسها طلاب العلوم الشرعية في جامعة الازهر  وكذلك الكتب التي تدرس في كليات الشريعة وحتى التي تدرس في المدارس النظامية تحض على الجهاد ، مما يعني ان الشعوب الاسلامية لازالت غير قادرة على فهم العالم المعاصر وقراءة الاسس التي يقوم عليها هذا العالم . واعتقد ان هذه المشكلة ليست مشكلة النصوص بل هي مشكلة العقل الذي يتعامل مع هذه النصوص ، فطالما بقي العقل متحجرا ومعتمدا على دعاة لايستوعبون التطور الحاصل في السياسة والقانون والاقتصاد والثقافة والفلسفة والعلاقات الدولية ، سيبقى  منتجا للعنف والارهاب الذي سيضر بصاحبه قبل ان يضر بغيره .

على رجال الدين المسلمين ان يعرفوا قبل ان يتكلموا عن الجهاد وعن تفعيل الجهاد  ان العالم لن يسمح للمسلمين بالجهاد، وسيقضي عليهم فيما اذا قاموا بممارسته ، وهذا ما بدا واضحا في رد فعل المجتمع الدولي تجاه ارهاب التنظيمات والجماعات الاسلامية كالقاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الاسلامية الارهابية التي اصبحت هدفا لحرب شرسة شنتها عليها الدول الكبرى وابادتهم في المهد .



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة السورية وافاق الحل
- كأنه كان ربيعا
- الزلزال السوري بعد عقد من الزمن
- الهوس بالعنف
- القوة العظمى الرائدة
- هل هناك مايسمى بالطب النبوي؟
- هل يستطيع الكاظمي وضع حد للميليشيات في العراق
- بعض الدروس المستخلصة من ثورات الربيع العربي
- مااسباب عدم سقوط النظام حتى الان ؟
- هل سيرحل نظام الاسد قريبا ؟
- عودة الى مصطلح النظام العالمي الجديد
- الحنين الى عصور الخلافة
- احلام
- الاديان وحروبها البينية والداخلية
- الاديان وحروبها البينية والداخلية
- تمجيد سلطة الاستبداد
- وباء كورونا والسياسة الدولية المستقبلية .
- مذا وراء الاتهام الموجه الى النظام السوري باستخدامه الاسلحة ...
- زيارة
- بمناسبة يوم المرأة العالمي


المزيد.....




- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - ارهاب الاسلام ام ارهاب المسلمين؟