أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - أليس الوضع الحالي ل-لاسامير- امتحانا للحكومة في وطنيتها وفي توجهاتها الاقتصادية والاجتماعية؟














المزيد.....


أليس الوضع الحالي ل-لاسامير- امتحانا للحكومة في وطنيتها وفي توجهاتها الاقتصادية والاجتماعية؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 16 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوحى لي بهذا الموضوع عنوان عمود الأخ عبد الحميد جماهري (مدير النشر والتحرير بجريدة "الاتحاد الاشتراكي") ليوم الثلاثاء 9 فبراير، "صمت الحكومة: لا سامير... لا مجي بكري" الذي يلخص بامتياز وتميز الموقف السلبي للحكومة من قضية ذات أبعاد وطنية وسياسية واقتصادية واجتماعية.
فما هي هذه القضية؟ إنها، ببساطة وباختصار شديد، قضية مصير "معلمة صناعية مغربية دشنها المغفور له الملك محمد الخامس سنة 1960 (...) في إطار حكومة كان يقودها علمان من أعلام الحركة السياسية والوطنية المغربية المشمولان بعفو الله عبد الله إبراهيم وعبد الرحيم بوعبيد" (مصطفى الإدريسي، "الجبهة الوطنية لإنقاذ سامير: 10 تهم في حق الحكومة تدين التصفية القضائية للشركة"، جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، السبت/الأحد، 13/14 فبراير 2021)، وتم تعطيل هذه المعلمة في عهد حكومة بنكيران. فالأمر يتعلق، إذن، بالإصرار على إعدام مُنشأة اقتصادية وطنية كبيرة؛ إنها المصفاة الوطنية الموجودة بمدينة المحمدية والمعروفة اختصارا بـ"سامير" (الشركة المغربية للصناعة والتكرير).
إن موقف الحكومة من هذا الصرح الوطني مريب للغاية وعلى أكثر من مستوى، خاصة وأن الجميع يعلم أن للمحروقات آثارا واضحة على ميزانية الدولة وعلى الأوضاع الاجتماعية. فهل نحن أمام مؤامرة ضد الاقتصاد الوطني؟ أم أمام توجه سياسي واقتصادي واجتماعي يقوم على ضرب المكتسبات الوطنية الموروثة؟ أم أمام نموذج من سوء التدبير؟ أم...؟ أم...؟
فأن تتوقف "لاسامير" في شهر غشت 2015، ويتم تحرير قطاع المحروقات في شهر دجنبر من نفس السنة بدون اتخاذ أية ترتيبات تنظيمية أو قانونية تحمي المستهلك وتحافظ على القدرة الشرائية للمواطنين، أمر لا يمكن أن يُنظر إليه إلا بريبة وتوجس، إلى درجة الشك في وطنية البعض، وفي طوية البعض الآخر...إذ مثل هذا الخطأ السياسي والاقتصادي الفادح المرتكب من طرف حكومة بنكران، وعجز الحكومة الحالية، التي يقودها نفس الحزب، عن تصحيح هذا الخطأ، أمر مريب حقا.
فهل نحن أمام تغلغل الليبرالية المتوحشة والسيطرة المطلقة للوبيات المحروقات التي تراكم الأرباح الفاحشة على حساب الدولة وعلى حساب المستهلك؟ أم أمام جهاز تنفيذي عاجز عن ابتكار الحلول، لكن "حاذق" في رفض المقترحات الإيجابية الهادفة إلى تحصين المصالح الوطنية؟ وهل بمثل هذه الحكومة يمكن أن نأمل أن ينجح المغرب في إنجاز الثورة الاجتماعية التي أعطى ملك البلاد انطلاقتها في المجلس الوزاري الأخير؟ وغير ذلك من التساؤلات التي تفرض نفسها على كل من يحاول أن يفهم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي بالبلاد.
وبالرجوع إلى الأرقام التي أوردها عبد الحميد جماهري في عموده، نكتشف حقيقة صادمة. فالخسارة التي تتكبدها الدولة بسبب تعطيل الإنتاج بشركة "سامير"، كبيرة وأرقامها مهولة (عشرات المليارات، وحوالي 4500 منصب شغل، منها أزيد من 1000 مباشرة)؛ ومع ذلك، فالحكومة تصم آذانها وتغمض أعينها عن هذه الحقيقة المرة؛ بل وترفض كل المبادرات الهادفة إلى إنقاذ هذه المعلمة الوطنية، سواء منها المبادرات التشريعية (مقترح قانون تقدم به الاتحاد الاشتراكي، تلاه مقترح الفريق الكونفدرالي والاتحاد المغربي للشغل، وساندته قوى سياسية تمثل، يقول جماهري، "العصب المركزي لكتلة العمل الوطني الديمقراطي في أوساط الشعب المغربي") أو المبادرات النضالية والاجتماعية والحقوقية (الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول) التي ترافع عن مصلحة البلاد من خلال مرافعتها عن "لاسامير".
أليس هذا فشلا في امتحان الوطنية بالنسبة للحكومة التي راهنت على توجهات اقتصادية واجتماعية لا تخدم المصلحة الوطنية في شيء، وإنما تخدم مصالح المستوردين الموزعين منذ تحرير القطاع الذي تم بدون اتخاذ أية ترتيبات تنظيمية أو قانونية تحمي المستهلك وتحافظ على القدرة الشرائية للمواطنين، كما أسلفنا.
وبما أن هذه الحكومة ترفض كل المبادرات الهادفة إلى إنقاذ منشأة اقتصادية وطنية تاريخية قادرة على ضمان التوان داخل قطاع المحروقات، فمن حقنا أن نشك في وطنيتها؛ ومن حقنا، بل من واجبنا أن ندافع عن المستهلك مع كل الأطراف السياسية والاجتماعية والحقوقية والإعلامية التي ترافع عن هذه المعلمة حتى لا يبقى هذا المستهلك لقمة سائغة لجشع المتحكمين في القطاع بعد التحرير العشوائي الذي قامت به حكومة بنكيران، وتبنته حكومة العثماني، اختيارا أو استسلاما لضغوطات المستفيدين منه (من التحرير).
مكناس في 15 فبراير 2021



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديبلوماسية الملكية والتوفيق بين المصالح الوطنية والقضايا ا ...
- في محاربة الرشوة الانتخابية، القوانين وحدها لا تكفي
- سؤال آخر إلى حكام الجزائر: ما ذا يحجُب عنكم الرؤية إلى هذا ا ...
- ما ذا بقي لكم من عزة نفس وأنفة أهل الصحراء بعد هذه الإهانة ا ...
- رسالة محبة وإخاء موجهة للشعب الجزائري الشقيق من المواطن المغ ...
- أحمد الريسوني والحلم بالخلافة الرشيدة بقيادة تركية
- رسالة مفتوحة من المواطن المغربي محمد إنفي إلى حكام الجمهورية ...
- تنبؤات القرآن والسنة: إعجاز أم عجز؟
- وأد النزاهة الفكرية والشجاعة الأدبية في بلاغ الأمانة العامة ...
- عبد الرحمان اليوسفي والإصلاح السياسي بالمغرب
- الغثيان الإليكتروني
- قراءة في مقترحات الاتحاد الاشتراكي بخصوص قانون المالية التعد ...
- ما هذه الصفاقة وهذه الوقاحة يا حامي الدين؟
- رسالة إلى السيد رئيس الحكومة المغربية في شأن مشروع قانون22.2 ...
- لماذا الإصرار على توجيه النقاش في اتجاه واحد في مسألة مشروع ...
- دفاعا عن حرمة المؤسسات: رسالة إلى أولي الأمر وإلى أهل الاختص ...
- لمصلحة من الضجة الإعلامية المفتعلة في زمن تلاحمنا الوطني ضد ...
- انتعاش الدَّجَل من الخلط بين العلم والإيديولوجيا في زمن كورو ...
- ما مدى علمية وواقعية تصنيف د. محمد الفايد للدول حسب وضع كورو ...
- لقد أكثر العثماني في زمن كورونا!!!


المزيد.....




- فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح ...
- روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
- رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو ...
- وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - أليس الوضع الحالي ل-لاسامير- امتحانا للحكومة في وطنيتها وفي توجهاتها الاقتصادية والاجتماعية؟