أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - شخصياتنا تحدد أسلوب تفكيرنا














المزيد.....


شخصياتنا تحدد أسلوب تفكيرنا


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 15 - 02:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعرف علماء النفس الشخصية بأنها التنظيم الدينامي داخل الفرد للأجهزة النفسية الفسيولوجية التي تضمن توافقه الخاص مع بيئته، وهو تعريف "البورت" ونعرفه "أي كاتب المقال" الشخصية بأنها جماع بعض جوانب الذات كما يرصدها الآخرون متمثلا في التوافق الإجتماعي مع القدرة على التأثير في الآخرين تأثيرًا محببا ومرغوبًا. أما التفكير كما تعرفه موسوعة علم النفس والتحليل النفسي بأنه نظام معرفي يقوم على استخدام الرموز التي تعكس العمليات العقلية الداخلية، أما بالتعبير المباشر عنها، أو بالتعبير الرمزي.
أن ما يشدنا لمعرفة العلاقة بين أنماط الشخصية واسلوب تفكيرنا هو السلوك الذي يصدر عنا بشكل عفوي، أو بأسلوب متعمد لأن نمط الشخصية هي التي تفرض على صاحبها أن يسلك هذا السلوك حتى وإن تَجَملَ في تحسين هذا السلوك، ويعلم من درس التخصص في علم النفس أن وراء كل سلوك دافع، ولا يوجد سلوك بدون دافع أي لا معنى له. ومن أوليات التحليل التحليل النفسي لمن تعمق به أن كل سلوك له معنى وإن غاب عن التفسير في الوقت الحاضر، فلكل سلوك دلالة ومعنى. حينما نقول أن تفكيرنا يميل للعزلة ، ويؤكد سلوكنا ذلك من خلال ما نقوم به، لأن التفكير تكوين فرضي نستدل عليه من خلال السلوك وما نقوم به ويصدر عنا، فهو عندئذ يدلنا على نمط شخصيتنا.
أن الشخصية العصابية النمط "العصابي – النفسي" وكذلك النمط الذهاني له مؤشرات يفهمها من درس علم النفس المرضي، أو الكلينيكي، أو سيكولوجية الشخصية، أو تعمق في الاضطرابات العصابية والذهانية وانحرافات الشخصية فيستدل على العلاقة بين نمط الشخصية وأسلوب التفكير والسلوك الذي يعبر عنهما. فلا نغالي إذا ما قلنا أن منطق الاعراض المرضية النفسية والعقلية ، أي المعاني التي تنطوي عليها أعراض الأضطرابات النفسية والعقلية هي التي تدلنا على طريقة التفكير لكل شخصية، وذهب البعض من علماء النفس التحليلي ومنهم "صلاح مخيمر" إننا نستدل على نمط الشخصية من آليات الدفاع التي يستخدمها مثل الكبت، أو الاسقاط، أو النقل، أو التبرير وغيرها من الآليات الدفاعية وطرح "مخيمر" بقوله أن فكرة العلاج النفسي التحليلي تبدأ بمعرفة إستخدام الفرد لنوعية الاساليب التي يلجأ إليها ويستخدمها في تعامله اليومي، وهي مؤشر يدلنا على الكثير من الدلالات الرمزية عن الشخصية وعن علاج الاضطرابات العصابية.
يقول عالم التحليل النفسي العربي البروفيسور "مصطفى زيور" إذا كانت الأعراض الهستيرية أشبه شيء بتعبير رمزي لحالات إنفعالية بعينها، فما الرأي في أعراض الأضطرابات العقلية كالهذيان والهلوسة وما إليها، ونستطيع القول بأن تفكير الشخصيات العصابية مثل الشخصية القلقة، والشخصية الوسواسية، والشخصية الاكتئابية العصابية" وهي تختلف في اعراضها عن الشخصية الاكتئابية الذهانية في الكثير من الأعراض، والشخصية السيكوسوماتية وغيرها من الشخصيات لها طريقة معينة في التفكير حتى ادت هذه الطريقة إلى تشخيصها بهذا الاضطراب وأبتعدت عن السوية "السواء" بدرجات قد تكون بعيدة أو قريبة من خط السواء" Border Line "
أن الأسوياء لا يبرأون عما نتحدث عنه في هذه السطور لأن الإنسان يتحدث بلغة رغبته كما يقول "سيجموند فرويد" ورغبته تقوده لأن يسلك في تعامله ويبدو ذلك ظاهرا وجليا، ويضيف لنا أكثر "دانيل لاجاش" قوله تنحصر صياغة السلوك في الشعور بحاجات الشخصية وفي اكتشاف الأهداف والموضوعات والوسائل المناسبة للإشباع. فالشخصية التي يبدو عليها الاحباط تتميز بأنها تلجأ إلى الميكانيزم الدفاعي المعروف وهو" النكوص" وقول " هيلين دويتش" نستطيع أن نقارن الاحباط بحائط ترتطم به قوة نفسية تتحرك إلى الامام بحيث تضطر إلى العودة القهقرى، أن عملية العودة القهقرى هذه هي النكوص، وتضيف "دويتش" أن كل إنسان يكون في حقيقة الأمر في حالة مستمرة من الصراع الكامن، مع العلم الواقعي من جانب ومع قواه الذاتية الداخلية من جانب آخر، طالما كان عليه أن يواجه دوما الاحباط ويتحمله والكف ويغالبه. ان الحل المنسجم لهذه الصراعات الداخلية والخارجية أمر يتعلق بشخصيته ولكل فرد أسلوبه الشخصي المميز في مواجهة الاحباط السوي وطريقة تفكيره.
نقول دائما أن ابدع الدراسات والابحاث وأكثرها إثارة للمعرفة هي دراسة الشخصية والغور في عقل الإنسان في أوج نموه وعبقريته وقدرته الفائقة، وكذلك في هفواته وزلاته وغياهب تفككه واختلاطه ورصد ما يصدر عنه من سلوك بشكل واع، أم غير واعي، ومثال ذلك الشخصية المتصلبه التي تبتعد عن التكيف مع المواقف الاجتماعية الجديدة ونستدل على ذلك من سلوكه، وهو خلاصة تفكيره، وأسلوب التفكير أذن مفتاح مهم لفهم الشخصية، ولتفسير مستوى التوافق النفسي والإجتماعي ، أو مستوى الاضطراب ومدياته، وكذلك لفهم كثير من ظواهر السلوك الفردي والسلوك الجمعي، والسلوك الإجتماعي.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البناء النفسي والفكري للإنسان كيف يتكون؟
- التفكر والتحسب في الشخصية
- فن مواجهة أزمات الحياة .. فن العيش
- أزمة المثقف في العالم الثالث أزمة وجود
- شخصياتنا في مواجهة الأزمات
- الحياة والموت رؤية نفسية إجتماعية فلسفية
- العالم بين العُصاب والإغتراب
- محنة -فايروس الكورونا-ِ بين تأثير إيحاءالإعلام ووساوس الناس
- كورونا حالة ذعر جمعي عالمي مبحث نفسي – إجتماعي
- اتجاهاتنا ..وإنفعالاتنا وسلوكنا!!
- الصراع وقبول الآخر..مبادرة السيد عمار الحكيم
- للمواطن حقوق
- شخصية الإنسان .. والارادة
- سلوك الإنسان..بين الربيع والخريف!!
- دولة المواطن..متى تبدأ؟
- نحنُ والمواطن..إلى أين؟
- من أجل المواطن..إشكالات وطنية!!
- عمل وأداء ومناسبة عظيمة في كلية الفنون الجميلة بجامعة واسط
- الرضا النفسي ..حجر الزاوية في الصحة والإضطراب النفسي
- التكيف النفسي ..الشعور بالقدرة!!


المزيد.....




- 5 قتلى و200 جريح.. أحدث حصيلة لضحايا هجوم الدهس بألمانيا
- من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا؟ إليكم التفا ...
- مراسل CNN في مكان سقوط الصاروخ الحوثي في تل أبيب.. ويُظهر ما ...
- المغنية إليانا: عن هويتها الفلسطينية، تعاونها مع كولدبلاي، و ...
- هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار ...
- ناقد للإسلام ومتعاطف مع -البديل-.. منفذ هجوم ماغديبورغ بألما ...
- القيادة العامة في سوريا تكلف أسعد حسن الشيباني بحقيبة الخارج ...
- الجيش اللبناني يتسلم مواقع فصائل فلسطينية في البقاع الغربي
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي بلغت 45.227 شخصا منذ بد ...
- إدانات عربية ودولية لحادثة الدهس بألمانيا


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - شخصياتنا تحدد أسلوب تفكيرنا