أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - عبثية الهدم المستمرة بمسميات جديدة














المزيد.....

عبثية الهدم المستمرة بمسميات جديدة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6814 - 2021 / 2 / 14 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بكل مرارة وألم نشاهد إن عبث الأحزاب السياسية اليوم يلغي كل شيء وكل مقومات الوطن لحساب أجنداتها المشبعة بالمشاحنات والمكايدات والتهميش والإقصاء وإلغاء الآخر والانتقام من الخصوم كيفما كانت النتائج المأساوية ، إلى متى يظل المواطن غريباً في وطنه يرتجي لحظة نجاة؟؟ ومتى يتحلل من موت يتربص اماله وأحلامه الذابلة؟ وإلى متى سيظل الحقد يغتال فيه كل بارق لأمنياته البائسة؟ والتحدي الفارغ بين قواه السياسية المختلفة في الساحة تعوزها الثقافة وفي حدها الأدنى للوعي والتربية وعدم الاحساس بالانتماء والمواطنة الحقة والى النقص الشديد في التربية الوطنية وحب الوطن ولم يظهر على السطح أي مشروع وطني حقيقي يحافظ على هيبة الدولة المفقودة والاتفاق على مفهوم السيادة وجعل المصلحة الوطنية العليا هي الأساس ويلم شروخ النفوس التي قتلتها الأحقاد السياسية بشراسة، كل هذا بالتأكيد لا ولن يبني وطن بقدر ما يهدمه لسنوات ولعقود قحط قادمة، اسمعوا صرخات قلوب مؤمنة،، تحرص على تجنيب البلاد مزالق المخاطر والمؤامرات الداخلية والخارجية التي تدفع المليارات من أوساخ الدنيا الفانية لتشتري الذمم وتبيع كل مافيه بثمن بخس .. لهدم مداميك البلاد وأوتادها، وتهيئة الساحات للمزيد من الانحلال والتفسخ والقضاء على الوطن الغالي ، ولن تنطلي المظاهر والقشور التي يتلبس بها شياطين السياسة ن.
ان البلاد تمر بفترة صداع مؤلمة، والجام القوى السياسية والحزبية المنفلتة والمؤزمة والمتأزمة تعيش في وادي غير وادي ابنائه ولم يظهر إلا موت للقيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية وامتهان لكرامة ودم الإنسان فيه من أقصى الى اقصاه وتمزيق لعرى الألفة والمودة وبروز شريعة الغاب التي ضاع فيها الكادح والمواطن الذي لا يحلم سوى برغيف خبز طازج استكثره عليه اللاعبون بجمر الأحقاد ولونوه بكل بشاعة ، والى متى يبقى هذا الشعب يحلق في أجواء تتلبد بالسذاجة المفرطة اذا تصور ان مشاكل حياته ستحل في القادم من الأيام ، في اصدار أمر بالانتخابات التي لا يعرف تاريخها ويعيش زمن العبث السياسي فكيف سيتخيل مؤسسة تشريعية حقيقية بوجوه انتخابية غير مزيفة وهل يسترجع المواطن الثقة في العمل السياسي ويشارك بكثافة في الإستحقاقات الإنتخابية ،ويكون مطمئن أن الأحزاب والكتل السياسية ستحترم إختيارته ولا تتحالف مع من لم يظفر بثقة المواطنين وتحترم توجهاته وإيديولوجياته ويرتقي بخطابه السياسي العبثي الى خطاب حقيقي وواقعي بممارسة سياسية سليمة في ظل مشهد سياسي مناسب .
المشاكل معقدة وكثيرة ومتشابكة ترتد في جذورها الى أسباب اللعبة السياسية الهزيلة وشد الحبل بين الكتل الذين يسيطرون عليه بالفساد والحكومة المرتعبة التي تخاف وتضع الف حساب لهؤلاء ومطالباتهم بكسر القانون والتعدي على السلطات، ان حالة (العبث السياسي) لا يدركه الذين يسيرون بالبلاد الى أودية الضياع بغلوهم ومسمياتهم الجديدة البطة والاوبل والكاتيوشة والمصيادة لتكون احياء لموتتهم .
المشهد السياسي العراقي يمر بمخاض سياسي عسير عبثي والذي يعني " سلوك سياسي تغيب فيه العقلانية من جهة ونوع من العدوانية الثأرية من جهة ثانية وهذا السلوك من شأنه أن يدمر كل ما حولنه. لأن اي سلوك عدواني تدميري بالدرجة الأولى سوف يلقي بظله عَلى حياة المجتمع ومستقبل الناس ومصيرهم وهنا تكمن الخطورة من غضب المجتمع في لحظة ما وهذا العبث السياسي لن يمرّ على الشعب الواعي والمتيقض ولكل ما يحاك عليه و بات المشهد مملّاً بالفعل، لا بل إنه يبعث على الاستفزاز والتَّقَزُّزِ لان العبث السياسي يظهر في أبشع ملامحه يوماً بعد يوم."
إن المتأمل للمشهد وما فيه من توتر واحتقان لا يحتمل الدخول نحو الخير بل الى متاهات قد تدفع بالبلاد إلى مالا يحمد عقباه و المطلوب و بأسرع وقت ممكن للاتفاف حول الوطن والتكاتف بين الجميع وترك السيناريوهات والمناكفات جانبا لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها وما يزال يمر بتعقيدات وصعوبات وهو في أحوج الظروف من أي وقت مضى إلى العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي الواعي من أجل الخروج إلى بر الأمان بأخف الأضرار ، وكل المؤشرات تعطينا الهواجس بأن هناك مستقبل مجهول ، ينبغي إلتفاف حول رجال الوطن الحقيقيين والمجتمع الصالح وتوسيع رقعة التصالح وإصلاح المشهد السياسي الحالي البالي الذي يطلب من الجميع الادراك بخطورته ورسم ملامح جديدة وتحديد خطوطه وحدوده و بالتالي يعتبر المخرج الأوحد للجميع وبدونه لا مجال لأن ينفرد أي طرف بمفاتيح العملية السياسية كما نشاهده فالمرحلة لا تقبل الغش والضحط على الذقون بغير المسار الوطني الخدوم بين كل القوى بمختلف أطيافها وأي محاولة للانفراد أو تهميش او التعالي على الشعب وارادته واستبعاد مصالحه لن تكون إلا هدما لسقف الوطن على رؤوس الجميع.
حذار و حذار ايها السياسيون لأن الشعب سئم الوعود و نقض العهود و الوضع دقيق ولم يعد يحتمل، و الشعب العراقي سيكون بالمرصاد لكل من تخول له نفسه الإنحراف بمسار البلاد و امنه واللعب على جروحه و استقراره وهو قادر على أن يفرق بين الحقيقي والمزيف دون وصاية من أحد وسيبقى هذا الشعب الضامن الوحيد لحياة سياسية تتمتع بديمقراطية حقيقية وبالتالي هذا الشعب صحيح أنه مهمش و لكن ليس غبي ليرضى بالعبث السياسي و لن يقبل به، فحكموا عقولكم قبل فوات الأوان و البلاد غير قادرة على تحمل المزيد من العبث و المناورات، الشعب يريد سياسيون يحترمون انفسهم و يحترمون هذا الوطن و شعبه ، لا مجال للخطأ و هو داخل وضع متأزم على جميع الأصعدة .
عبد الخالق الفلاح- باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتاج الفكري ...العوامل والمعطيات
- تحقيق العدالة الاجتماعية لتلبية الاحتياجات
- هل هذه هي العدالة الاجتماعية ...؟
- الهدايا الغثة بدل المصالح الوطنية
- العراق...الازمات والمعالجات وغياب رجال السلطة
- العراق في الهشاشة القصوى
- مفهوم التنمية الثقافية في تجسيد الحياة
- حكومة السلطة و حكومة الخدمة
- فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى‌ *
- المدح والذم الكاذب... يسوقان المجتمع الى الكوارث
- نامي جياع الشعب نامي*
- حب الشهرة اسقطت ترامب ومهابة امريكا
- المحللون ... و ستارالسياسة
- التملق وسيلة لانهدام المجتمعات
- الشهادة لمن يستحقها وسام وهوية
- المداهنة والتواطئ من علامات النفاق السياسي
- 15 عام للمراة الحديدية.. انجيلا ميركل*
- تهنئة.. وتفائل في العام الجديد
- بايدن..هل ينهي الرقص على جراح الشعوب...؟
- حرية التعبير..بين حق المطالبة والامن القومي


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - عبثية الهدم المستمرة بمسميات جديدة