|
الواقع الموضوعي _ القسم 3 ف 1
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6814 - 2021 / 2 / 14 - 00:08
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الواقع الموضوعي بدلالة الزمن _ القسم 3 ف 1
محاولة تحديد العلاقة بين الماضي والمستقبل ، بشكل موضوعي ( تجريبي أو منطقي ) ؟!
توجد مفارقة ، وربما مغالطة عند الكثيرين _ات ، بعدم الرغبة في التمييز بين المستقبل والماضي . أو الخلط المستمر بينهما ، سواء عن قصد أو عدم انتباه . كنت في هذا الموقف ( لا معرفة في اللاوعي ) ، وحدثت مصادفات جعلتني أنتبه إلى الزمن وخاصة الماضي والمستقبل والعلاقة غير الواضحة بينهما . سوف أعرض الفكرة / الخبرة ، عبر ملحق في آخر النص : تسلسل اكتساب المعرفة الموضوعية ، أو تعلم وإجادة مهارة معينة خلال أربع خطوات . .... سنة 1998 قرأت الإعلان التالي ( حرفيا ) ، في جريدة النداء اللبنانية ، عن مسابقة أدبية في ألمانيا تقيمها مؤسسة ثقافية يسارية : " تحرير الماضي من المستقبل تحرير المستقبل من الماضي " شاركت في المسابقة بمقالة حوالي الخمسين صفحة ، وذلك بمساعدة صديقي مصعب . وكانت أول مرة أفكر بالزمن كمشكلة فكرية ، وتتطلب الحل . ورغم مشاركتي بالمسابقة ، بقيت أحمل نفس الأفكار التقليدية السائدة والمشتركة ، حتى سنة 2018 حين فهمت لأول مرة الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، بشكل منطقي وتجريبي لاحقا ، خاصة بدلالة العمر وازدواجه الغريب بين الحياة والزمن . 1 قبل العاشرة يميز الطفل _ة المتوسط في درجة الذكاء او الحساسية بين الغد والأمس ، بوضوح وبشكل دقيق ، من خلال العلاقات الاجتماعية خاصة وبقية الأنشطة . بعبارة ثانية ، يعرف غالبية الأطفال العلاقة بين الماضي والمستقبل بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) أكثر من الكبار ، ويتجلى ذلك في الألعاب والكلام والأنشطة العملية ، والمتنوعة . بالنسبة للحاضر : الماضي والمستقبل متناقضان بالكامل : الماضي ( بدلالة الأمس خلال 24 ساعة السابقة ) يبتعد عن الحاضر بسرعة ثابتة ، هي التي تقيسها الساعة . بينما المستقبل على العكس تماما ، يقترب من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . والمشكلة تتمثل وتتجسد في : ماذا يحدث بالضبط ؟! هنا تتكشف المشكلة اللغوية ، وتناقضها الذاتي بشكل واضح . ( الحاضر أحد مكونات الحاضر ) . .... الحاضر الزمني يقابل المستقبل الزمني ، والماضي الزمني بالطبع . الحاضر الحي ( الحضور ) ليس له مقابل لغوي لا في الماضي ولا في المستقبل . كلمة غياب غير دقيقة . الحاضر المكاني ( المحضر ) ليس له مقابل لغوي أيضا في الماضي والمستقبل . .... الحاضر الموضوعي ثلاثي البعد ، الحاضر الزمني أحدها فقط . بينما يشكل الحضور البعد الحي ، والمحضر البعد المكاني . 2 العلاقة بين هنا وهناك ؟! الحاضر بالتلازم مع الحضور والمحضر ، صلة الوصل المشتركة بين الماضي والمستقبل . ولأننا نجهل طبيعة الحاضر وماهيته وحدوده ، بالإضافة إلى صفة النسبية الغالبة على مكوناته ، يتعذر معرفة الحاضر وتحديده بشكل دقيق ، وموضوعي وفق معطيات العلم الحالي . وهنا يترجح موقف نيوتن على اينشتاين من الحاضر ، بوضوح عملي وبحكم الأمر الواقع . أعتقد أننا محكومون بالعيش مع جهلنا بالزمن ، والحاضر خاصة لوقت طويل ، وربما يستمر طوال هذا القرن ! .... هذا اليوم ( السبت 13 / 2 / 2021 خلال 24 ساعة المحددة بدقة ) كمثال مكرر : يمثل الماضي ( ويجسده بالكامل ) لجميع المواليد الجدد بعدما تدق عقارب الساعة 12 ليلا . وبالتزامن يمثل المستقبل ، ويجسده ، لجميع من ماتوا قبل أن تدق عقارب الساعة 12 ليلا . وبنفس الوقت يمثل الحاضر لبقية الأحياء ( أنت وأنا ، ولكل من يتنفس ) . إنه لغز هائل لن أستطيع حله بمفردي ، وبالكاد يمكنني فهمه وتقبله . .... ملحق 1 توجد مغالطة في الموقف السائد ، والمشترك من الزمن والحياة ، وعلاقتهما الغامضة وشبه المجهولة بالكامل إلى يومنا . بالإضافة إلى المغالطة الخاصة باللغة العربية ، وتتمثل باعتبار المترادفات الثلاثة ( الزمن ، والوقت ، والزمان ) مصطلحات منفصلة ومختلفة . أولا الزمن والوقت والزمان مترادفات لنفس الكلمة ، أو يمكن القول أنها تسمية لفكرة وخبرة ، وحدتها الأساسية اليوم أو الساعة مع مضاعفاتهما او أجزائهما ، بصرف النظر عن تسميتها : وقت أو زمن أو زمان . ثانيا ، يوجد خلط سائد ومشترك بين الحياة والزمن ، حيث يعتبران في اتجاه واحد من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا . وهذا هو اتجاه حركة الحياة وتطورها الفعلي ، والفضل الأكبر مشترك بين نيوتن وداروين في اكتشاف هذه ( الحقيقة ) ، أو الظاهرة العالمية التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بدون استثناء . لكن اتجاه حركة الزمن بالعكس تماما ، من المستقبل إلى الماضي ، ومرورا بالحاضر . ملحق 2 يمكن التمييز بين أربع مستويات للمعرفة العلمية ( التجريبية والموضوعية ) ، وهي نفس المراحل ، التي يحتاجها الانسان ، حتى يتم اكتساب مهارة جديدة بالفعل وبشكل متقن : 1 _ المرحلة الأولى : لا مهارة في اللاوعي ، أو لا معرفة في اللاوعي . 2 _ المرحلة الثانية : لا مهارة في الوعي ، أو لا معرفة في الوعي . 3 _ المرحلة الثالثة : مهارة في الوعي ، أو معرفة في الوعي . 4 _ المرحلة الرابعة والأخيرة : مهارة في اللاوعي ، أو معرفة في اللاوعي . وقد ناقشت هذه الفكرة بشكل تفصيلي ، عبر نصوص سابقة ومنشورة ، واكتفي هنا بهذا التلخيص المختزل ، فهو يكفي للإشارة إلى موقفي من الزمن ( او الوقت ) قبل سنة 1998 الثقافي والعقلي . أعتقد أن المرحلة الرابعة والنهائية في اكتساب المعرفة الموضوعية ، أو تعلم مهارة محددة بجودة وإتقان تتصل بخبرة التواضع كقيمة عليا ، ومشتركة في مختلف الثقافات والمجتمعات . والمفارقة المحزنة في الموقف الأولي والأدنى معرفيا ( مرحلة لا معرفة في اللاوعي ) ، حيث يعتقد الفرد الجاهل ، والنرجسي غالبا ، أن العالم والعلم ( والوجود بأسره ) ينحصر في مشاعره ومعتقداته وخبرته الذاتية ، ويتعذر عليه التمييز بين الفكرة والشخصية ، أو بين الكلمات والأشياء . وأعتقد إلى درجة تقارب اليقين ، أن مصدر التعصب واحد ، ويتمثل بالجهل والنرجسية . .....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الواقع الموضوعي _ القسم 1 و 2
-
الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 1 و2 و3
-
الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 3
-
الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 2
-
الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 1
-
الواقع الموضوعي _ القسم 1
-
الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة ، جديرة بالاهتمام و
...
-
الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة ، جديرة بالاهتمام و
...
-
الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة ، جديرة بالاهتمام و
...
-
سنة 2020 مرت من هنا _ النص الكامل
-
اعتذار وتوضيح
-
الفلسفة والصحة العقلية3 _ القسم 6 ( 3 _ 3 )
-
الفلسفة والصحة العقلية2 _ القسم 6 ( 2 _ 3 )
-
الفلسفة والصحة العقلية _ القسم 6 ( 1 _ 3 )
-
الفلسفة والصحة العقلية 2_ القسم 6
-
الفلسفة والصحة العقلية _ القسم 6
-
سنة 2020 مرت من هنا القسم 1 و 2 و3 و4 و 5
-
فلسفة الزمن _ القسم 5 مع فصوله
-
فلسفة الزمن 5 _ القسم 5
-
فلسفة الزمن 4 _ القسم 5
المزيد.....
-
لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
-
ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
-
10 شهداء في مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ببلدة طمون بال
...
-
إسرائيل تعترف باستهداف فلسطينيين في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق
...
-
تحول تاريخي في سوريا.. تشكيل إدارة جديدة وإنهاء ستة عقود من
...
-
كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش
...
-
الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال
...
-
توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
-
الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|