صباح كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 11:03
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
في السادس من نيسان، جاءنا السّجانون، وقالوا لنا، الحزب القائد سيقدمُ لكم هدية بمناسبة (7) نيسان واخرجوا جميع الشيوعيين من الزنزانات، وأودعوهم داخل الممر الذي لم يكن عرضه أكثر من مترين ونصف، تربطه بالغرف الأنفرادية بوابة صغيرة.. وتجمع أفراد الأمن بأعداد ٍ كبيرة حول الممر..
بدأت ( الهدية ) توزع على الجميع بلا استثناء، حين هجموا علينا واخذوا يضربون بشكل عشوائي، واختلط السّجانون بالمعتقلين في طقس ٍ لا انساني لا يمكن وصفه ..
شاهدتهم يضربون أبو ايفان على بطنه، وكان مصابا ً بالقرحة ِ.. فتقيأ دما ً على الكاشي( البلاط)، ومن ثم علقوا أبا عبيرومعتقلا ًآخر اسمه مثال من أيديهم..
كنت اراقب المشهد، تحت الضرب، قبل أن تفاجئني ضربة قوية من الخلف، على الرأس، تسببت في نزفي لدماءٍ غزيرةٍ،اُضيفت إلى دماء أبي ايفان وغيره من النازفين.. على البلاط الأبيض وفقدتُ إثرها الوعي..
قال لي السجناء فيما بعد:
إستمر الوحوش في ضربك وأنت فاقد الوعي، وحاولوا إيقافك على رجليك وفشلوا ثم سحلوك على الدماء النازفة فانتشر الدمُ في مساحاتٍ واسعةٍ على البلاطِ وأصبح المنظر مخيفا ً حتى للسجانين أنفسهم.. حينها أمر الضابط المشرف على تقديم ( الهدية) بإيقاف الضرب كي لا تموت أنت أو غيرك ، كانت تلك هدية الحزب ( القائد )، للشيوعيين داخل السجن..
وبألم ٍ أضافَ أبو سلوان .. كان ذلك يوم تحرير الفاو..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقتطف من كتاب اعده الكاتب عام 1995 بعنوان( دهاليز الموت.. جولة في أروقة المعتقلات العراقية ) الذي تمت مصادرته من قبل مخابرات دولة عربية أثناء مداهمتها للمطبعة.
#صباح_كنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟