صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6812 - 2021 / 2 / 12 - 20:02
المحور:
كتابات ساخرة
"الخوارج" فرقة دينية من تاريخ الإسلام، هذه الفرقة رفعت شعار "لا حكم الا لله"، وذلك بسبب احتكار الخلافة "السلطة" وحصرها في عوائل محددة "ال هاشم، ال امية" أي ان الخليفة يجب ان يكون من "بطون" قريش حصرا.
التفكير السياسي الذي يعمل اليوم هو ذاته قبل 1400 سنة، ف"أمير المؤمنين" و "ولي امر المسلمين" و "خليفة رب العالمين" حاضر بقوة، وهو من عوائل محددة، لا يمكن ان يخرج الا منها "ال السيستاني، ال الصدر، ال الحكيم، ال الخوئي"، وإذا لم يخرج منهم فيجب ان يكون بمباركتهم.
أمس، وفي ليلة من ليالي العراق المظلمة، خرجت العشرات من السيارات والدراجات النارية، وبمختلف الأنواع والاشكال، تحمل المئات من المسلحين، تنذر وتحذر وتتوعد وتهدد من يقول بغير "حكم البطة"، فرئيس الوزراء "الخليفة" القادم هو من "ال الصدر" حصرا، دون ذلك فالحرب الاهلية ستكون حاضرة.
هذا هو الحال، ميليشيات تفرض الحاضر والمستقبل، "القوات الأمنية" التي يأمل الكثيرون منها، ما هي الا أداة بيد هذه الميليشيات، انها تنفذ الأوامر بقمع المنتفضين، او تسهل الامر لاستعراض الميليشيات، فهذه "القوى الأمنية" "تبوس يد السيد والشيخ"، وهناك من يعول عليها.
لم يكن-ولن يكون- استعراض جيش المهدي هو الأخير، وليس هم الوحيدون في الساحة، فالبلد فيه وفرة من الميليشيات، بل انها تتكاثر كل عام، فقبل أسابيع نزلت "العصائب" الى الشارع، بعدها "الكتائب" ثم كان ل "ربع الله" صولة؛ هذا هو الواقع، ما يؤلم حقا ليست هذه الميليشيات والاستعراضات، فقد تعودنا عليها بعد سبعة عشر عاما من سلطة الإسلاميين، المؤلم جدا رؤية الأصدقاء من قوى المعارضة، من ابطال تشرين، الذين بدأوا بالزحف للدخول في هذه "المصيبة" العملية السياسية، عبر "الانتخابات"، ظناً منهم انهم سيغيرون الواقع.
"الخوارج" خرجت على احتكار السلطة من طرف واحد وفئة معينة، ورفعت السيف؛ الميليشيات خرجت على تثبيت احتكار السلطة، وحصرها بفئة محددة، وجهزت نفسها للمعركة القادمة، رافعة شعارها الفتاك والحاسم "لا حكم الا للبطة"، أي ان المرحلة القادمة ستكون بوليسية بامتياز، وستنتشر "محاكم التفتيش"، فالحكم سيكون إسلامي خالص، بل قد نتذكر بفرح هذه الأيام، ويقول بعضنا لبعض "ايباه، تذكرون أيام قيس الخزعلي وهادي العامري وأكرم الكعبي، شلون چانت أيام حلوه" مثل ما نتذكر اليوم "أيام صدام".
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟