أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - كما رواه شاهد عيان: تقديم














المزيد.....

كما رواه شاهد عيان: تقديم


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


في نحو العام، المختتم به العقد الثاني من نهاية الألفية المنصرمة، اقتنيتُ كتاباً بعنوان " عشرة أعوام في المشرق "، لرحالة فرنسيّ يُدعى الماركيز إلياس ديبوربون، قام بترجمته أستاذٌ في الجامعة الأمريكية ببيروت من أصل دمشقيّ. في ذلك الوقت، كنتُ مهووساً ليسَ بقراءة كتب تاريخية عن الشام، حَسْب، بل وأيضاً بنقل معلوماتٍ مكثفة منها إلى دفترٍ ما لبثَ أن امتلأ؛ لأفتح من ثمّ دفتراً آخر. الدفتران كلاهما، حملتهما معي في حقيبة صغيرة ضمّت كتباً أثيرة على قلبي، وذلك عندما سافرتُ إلى السويد في نفس الفترة الزمنية، المذكورة آنفاً، مروراً بأثينا وأمستردام.
ولكن، ماذا كان وراء اهتمامي بالمصادر، المتعلقة بمدينتي ومسقط رأسي؟ هل كان في نيّتي الاعتماد عليها، لتأليف كتابٍ ما؛ تاريخيّ أو أدبيّ؟ في حقيقة الحال، أنني نفسي لم أكن وقتئذٍ على دراية محددة بهدف جمع تلك الأبحاث، أو كنتُ مشوشاً وحائراً في طريقةٍ أستخدمها بها. إلى أن وقعت عيني في جامعة مدينة أوبسالا السويدية ( أينَ استقر بي المقام )، على مخطوطٍ حملَ عنوان " حاشيَة العامّية "، يعود لأواسط القرن التاسع عشر ومن تأليف مدوّن دمشقيّ. بلغ فيّ الافتتان بالمخطوط، أنني صورته بدلاً عن نقل معلومات منه ـ كما كان دأبي في السابق. عقبَ قيامي بتحقيق الكتاب وتهذيب لغته، توصلتُ إلى نشره، وكنا قد أضحينا في الألفية الجديدة. مصادفة سعيدة، أوصلتني فيما بعد لاقتناء مخطوط جديد، لاحَ كأنما أحداثه كانت مقدّمة لأحداث المخطوط الأول، وبالطبع من تأليف مدوّن آخر. هذا الكتاب الأخير، وصل أيضاً ليد القارئ بعدما قمتُ بتحقيقه ونشره تحت عنوان " مدخل إلى عصر الرعب ".
كتاب " عشرة أعوام في المشرق "، كان في جملة تلك الكتب، التي حملتها معي من دمشق عندما كنتُ في طريق الهجرة إلى السويد، وذلك في ربيع عام 1988. مؤخراً، عدتُ لقراءة الكتاب، مدفوعاً هذه المرة بمواصلة مشروعي في نشر المخطوطات، المتعلقة بتاريخ الشام. عندئذٍ، انتبهتُ إلى أنّ ذلك الكتاب الذي يتحدث عن فترة زمنية معيّنة، يتضمّنُ إشارةً من المحقق عن إحتمال وجود مخطوط آخر للمؤلف، آثرَ كتابته باللغة العربية؛ وكان يُجيدها قبل حضوره إلى الولاية السورية في العقد الأخير من القرن الثامن عشر. كون مكتبة جامعة أوبسالا، تحتوي على كنز كبير من المخطوطات العربية، لم يكن مني إلا التدقيق من جديد في أرشيفها علّني أوفق بالاهتداء إلى المدوّنة المذكورة. عقبَ بحثٍ وتدقيق، تيقنتُ من أن المخطوطة غير موجودة. بنصيحة من أستاذ جامعيّ سوريّ، ربطتني به صداقة، عمدتُ إلى وضع اسم المخطوط المطلوب في كمبيوتر المكتبة، لكي يكشف ما لو كان مقتنىً في مكتبة ما حول العالم. وليتصوّر القارئ مدى خيبتي، وفرحتي في آنٍ معاً، لما حصلتُ على معلومةٍ تفيد بوجود المخطوط في مكتبة الأرشيف العثماني بأسطنبول، وكان تحت عنوان " شاهد عيان على أحداث دمشق ولبنان ". كون كلا الجامعتين، السويدية والتركية، على صلة وثيقة، فلم أعدم وسيلةً لحصولي على نسخة ميكروفيلم من المخطوط دونَ أن أتجشّم عناءَ السفر إلى عاصمة سلاطين بني عثمان.
مثلما كان المأمولُ، فإنّ مخطوط الماركيز إلياس ديبوربون يُغطّي فترة إقامته في دمشق، وذلك في العقد الأخير من القرن الثامن عشر ـ كما سبقت إليه الإشارة. لكنه سجلٌّ دُوّنَ بشكل تفصيليّ لم يفعله الرجلُ في كتابه الآخر، الذي كان بمثابة مؤلَّفٍ في أدب الرحلات أكثر منه مؤلَّفاً تاريخياً. لحُسن الحظ، فوق ذلك، أن المخطوطَ كُتبَ بخط كبير وواضح دونَ أن يتأثّر بملاحظات وحواشٍ، مسجّلة باليد من قبل دارسٍ ما في زمنٍ أحدث ولا شك. كون المؤلّف أجنبياً، لم يخلُ عمله من أخطاء إملائية ونحوية، عمدتُ إلى تصحيحها علاوة على إسباغ أسلوبي على لغة الكتاب بشكل عام. كذلك أعطيتُ لنفسي الحق في تغيير اسم الكتاب؛ وكما يُلاحظ، كان الاسم الأصليّ على طريقة كتابة العناوين بطريقة السَّجع، المألوفة حتى مستهل القرن العشرين.
أخيراً، أضعُ مخطوطَ الماركيز الفرنسيّ بين أيدي قراء لغة الضاد، والتي شغفَ بها الرجلُ حدّ تفضيلها عندما أراد كتابة ما شهده من أحداث في نهاية القرن الثامن عشر. إلى ذلك، عرّفَ المدوّنُ بنفسه القارئَ على سيرته الشخصية صمن مخطوطه؛ هوَ من توفيَ في منفاه بالبندقية في إيطاليا، عام 1824، وكان قد أضحى شيخاً مسنّاً.

* الكتاب الثالث من العمل الروائيّ، " الأولى والآخرة ".



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل إلى عصر الرعب: الخاتمة
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الثاني عشر
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الحادي عشر
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج العاشر
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج التاسع
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الثامن
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج السابع
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج السادس
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الخامس
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الرابع
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الثالث
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الثاني
- مدخل إلى عصر الرعب: البرج الأول
- مدخل إلى عصر الرعب: توطئة
- مدخل إلى عصر الرعب: تنويه من المحقق
- زمن موناليزا الحزينة: الخاتمة
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون/ 5
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون/ 4
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون/ 3
- زمن موناليزا الحزينة: الفصل العشرون/ 2


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - كما رواه شاهد عيان: تقديم