أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - شكري بلعيد يعود














المزيد.....

شكري بلعيد يعود


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 13:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في قصيدة كتبها الشهيد التونسي شكري بلعيد يقول: «لا تطردوني، أنا الوقت في وقتكم مذبحة/ أنا وجع أو نشيد قديم/ أنا لعنة قادمة/ سوف أحمي تفاصيلكم/ واحداً واحداً/ من الريح والغثيان/ ولكن إلى جهة هائمة».
وأغلبيتنا نعرف شكري بلعيد، المناضل السياسي، الذي اغتالته القوى الظلامية، كما اغتالت سواه من ذوي العقول المضيئة في مختلف أرجاء خريطتنا العربية، ولكن ليس كلنا يعرف «بروفايل» شكري الشاعر، ربما لأنه كتب الشعر بصمت، وربما لنفسه فقط، ولأن الهمّ الوطني لبلاده استغرقه على مدار عقود من حياته التي أنهاها الظلاميون بوحشية، فإنه لم يُعط موهبته الشعرية الاهتمام الذي كان يمكن أن يلفت الأنظار إليها.
الشعر الذي كتبه شكري، بصمت، وربما لنفسه، وصل إلى القراء، حين أصدر الاتحاد العام التونسي للشغل مجموعة من قصائده في ديوان بعنوان: «أشعار نقشتها الريح على أبواب تونس السبعة»، في عام 2015؛ أي بعد عامين من اغتيال كاتبها، وقدّم لها الأديب والأكاديمي المعروف شكري مبخوت، والأبيات في مطلع المقال مأخوذة من هذا الديوان.
الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أصدر الديوان، دعا أمس الأول، في ذكرى اغتيال شكري، إلى مسيرة في وسط العاصمة وُصفت بأنها «أضخم تظاهرة تشهدها البلاد منذ سنوات»، رفعت فيها شعارات تتهم حركة النهضة بالتورط في جريمة الاغتيال، وبالتستر على المنفذين، وإعاقة التحقيقات فيها وفي جريمة اغتيال الناشط التونسي الآخر محمد البراهمي.
ومع أن الزخم الكبير الذي كانت عليه المسيرة يعود في جانب منه إلى الأوضاع المعيشية المتردية في البلاد، وفشل النخبة السياسية المتنفذة في إدارة شؤون الدولة، إلا أن طيف بلعيد، الحاضر حتى في غيابه، كان الملهم الأكبر، فهو الذي عرف بجرأته في مقارعة الاستبداد من جهة، وتغوّل «الإسلام السياسي» على المجتمع من جهة أخرى، وهو القائل: «لسنا بحاجة لكم لكي تعلمونا الإسلام، فنحن نعرف مقاصده النبيلة أفضل منكم».
العبرة في الحكم على مصداقية أي قوة سياسية أو مجتمعية، هي مدى انحيازها لمصالح الناس المعيشية وحقهم في الحياة الحرة الكريمة، ووفائها لفكرة الدولة المدنية التي تفصل بين الدين والسياسة، مُعطية الأول ما هو أهل له من قدسية ونبل، وجاعلة من الثانية ساحة منازلة بين البرامج الموجّهة نحو مصلحة العباد والبلاد، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
أكان بلعيد يخاطب قاتليه، فيما يشبه النبوءة، حين قال: «لا تطردوني»، كأنه يقول: لن تُفلحوا، فأنا باقٍ حتى لو قتلتموني، مثل «لعنة قادمة» ستظل تلاحقكم.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة في الرواية
- سايكولوجيا الجماهير .. سايكولوجيا السلطة
- رسائل غرامشي إلى أمه
- البعد الاجتماعي الناقص
- أللوراء نسير؟
- حين تعطس الصين
- جئنا من الباب ذاته
- الغرب يريدها ملوّنة في موسكو
- (بروفيلات) لعبدالرحمن منيف
- التاريخ المنسي
- لا لقاح للفقراء
- ترميم ما لا يُرمم
- عن عبدالناصر
- قيود مخملية
- الإغارة على ثقافات الشعوب
- الدولة العميقة .. المجتمع العميق
- فئات أربع من المثقفين
- نساء ضد النساء
- غسان كنفاني: رائحة رغيف طازج
- ثقافات لا ثقافة واحدة


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدن - شكري بلعيد يعود