أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس عبد الوهاب امين - انقلاب شباط الاسود نقطة التحول نحو الموت














المزيد.....

انقلاب شباط الاسود نقطة التحول نحو الموت


فارس عبد الوهاب امين

الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغداد 8 شباط 2021

استذكر تلك الايام التي كنت شاهدا صغيرا على تفاصيلها في يوم 8 شباط الاسود العام 1963 وما رافقها من عمليات قتل وبطش واعتداء على المواطنين العزل من قبل الانقلابيين، واليوم وبعد مرور 58 عاماً على ذلك الانقلاب الاسود ما زال العراق يدفع ثمن تلك المغامرة التي أقدم عليها المتآمرون والخونة ،خدمة لمشروع استعماري أقلقه وطنية وعراقية الزعيم وثورة 14 تموز 1958 الخالدة، ومازال بعض من مخلفات تلك الحقبة للاسف الشديد تعتبر هذا العمل الاجرامي عمل بطولي للتخلص من ثورة تموز العظيمة ، وللاسف بعض الشباب ممن لم تسعفهم الظروف ان يقرأوا جيدا وبدقة تلك الحقبة ولماذا تم التامر على الزعيم وثورته؟.
ولا بد ان تتوضح بعض الامور التي تتعلق بهذا الحدث الاجرامي الذي وضع او قوانين الموت والقتل والطائفية في اسفين هذا الوطن، لان توضيح الحقيقة لا ينصف الزعيم ورفاقه الشهداء فحسب انما يمثل درسا مهما لفهم معطيات المستقبل ومعرفة الاهمية الاستراتيجية التي يتمتع بها بلدهم ويجعله دائما وابدا تحت انظار الدول الطامعة والتي تخشى ان يكون قويا وله دور على الصعيدين الاقليمي والدولي.
ان عملية تصفية ثورة تموز وقادتها صورها الاستعمار على انها انقلابا عسكريا قاده الجيش ضد رئيس الحكومة لان هؤلاء الضباط كانوا ذات توجه قومي وعروبي، حالمون في تحقيق حلم الوحدة العربية وترسيخ القومية العربية، لكن بالحقيقة التي اثبتتها المعطيات في نفس بوم الانقلاب وما تلاه من سنين، أن هذا العمل الاجرامي الذي يحمل مما لا يقبل الشك اجندة استعمارية ما هو الا بداية لتحول العراق من طريق العمران والتنمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي الى طريق الموت والقتل والسجون والتصفيات والعودة الى مفاهيم الطائفية والعرقية التي تجذرت في النظام الملكي وسحقتها ثورة تموز.
والسؤالين اللذان قد يدوران في ذهن اي باحث موضوعي هما لماذا اغتيال الثورة وكيف نجح الانقلاب بسهولة؟، بالتأكيد ان هذين التساؤلين هما من ثوابت تاريخ هذه المرحلة وضرورة الاجابة عنهما وفق معطيات حقيقية وموضوعية، فيما يتعلق بلماذا اغتيلت الثورة فالجواب واضح ولا يحتاج الى بحث او تفكير طويل، فالنجاحات التي حققتها الثورة في وقت قياسي في جميع المجالات واصرارها على النهوض بالعراق وشعبه وفق اسس جديدة لا يكون فيها طبقات اجتماعية وتفاوت معيشي، فضلا عن وضع خطط للانطلاق بنهضة عمرانية واسعة وتعزيز الموارد البشرية، اضف الى ذلك ان العراق ليس بلد نفطي فقط انما يمتلك موقعا جغرافيا يضعه في قلب العالم، وهذا الموقع يجعله مطمع لجميع الدول الاستعمارية، لذلك فان تلك الدول بدات بمعادات ثورة 14 تموز في اول يوم حدوثها، لانها جاءت بشكل مفاجئ وبعيدا عن خططهم وتوجهاتهم، كما ان تلك الدول ادركت جيدا ان الزعيم لن يخضع لاي اجندة وان ولائه المطلق للعراق، وأن هذا الرجل قادر على تحويل بلده الى قوة سياسية وعسكرية واقتصادية لا مثيل لها في المنطقة، لذلك هيأت جميع المقومات من اجل الانقضاض على الثورة بالاعتماد على عصابة حزبية تمتهن القتل والاقصاء.
اما الجواب على السؤال، كيف نجح الانقلاب بسهولة، هو أن الدول الاستعمارية ودول عربية واقليمية بدات بتوظيف وسائلها الاعلامية ضد الثورة من يومها الاول واخذت هذه الوسائل تؤلب الراي العام العربي والعراقي وتحول مفهوم (العراقي اولا) الذي رفعه الزعيم الى مفهوم (شعوبي) ضيق، اضف الى الى ذلك فان الطابور الخامس كان له دورا في افتعال الازمات والصراعات الحزبية الضيقة، وجميع ذلك لم يكن غافلا عن حكومة الثورة لكن الزعيم كان يرد على تلك الحملة برفع شعارات التسامح مع الخصوم محاولا تكريس هذا المفهوم في قلب كل عراقي.
الى جانب ذلك ان حزب البعث الذي قاد الانقلاب مع عبد السلام عارف كان يتمتع بنفوذ واسع لدى الضباط ذات التوجه القومي والذين بدورهم تربطهم علاقة قوية بعبد السلام عارف اضافة الى ذلك فان طعنات الغدر بالثورة جاءت من الحكومة نفسها، والمتامرون على الثورة انكشفوا بعد فترة قصيرة من نجاح الانقلاب امثال جاسم العزاوي السكرتير الشخصي للزعيم الذي تولى منصب وزير في حكومة البعث واسماعيل العارف وزير في حكومة الزعيم واصبح مقربا من حكومة البعث وهذا الرجل شارك في العديد من المخططات ضد الثورة ورجالاتها حتى قبل انطلاقها سواء بدوره في وشاية الكاظمية او دوره في تزويد الزعيم بمعلومات خاطئة عن انقلاب الشواف وادعائه ان لديه معلومات من رجل مخابرات اميركي بان المرحوم رفعت الحاج سري احد المخططين لانقلاب الشواف العام 1959 وهو امر غير صحيح وادين على اثر تلك المعلومات الكاذبة العقيد الركن رفعت الحاج سري واعدم بذريعة التخطيط للانقلاب على الثورة، كما ان هذا الشخص لم يتردد في اكثر من مناسبة بعد ان اصبح وزيرا في حكومة الثورة بالكشف عن نواياه بضرورة الاطاحة بالزعيم وهو كاشفه امر الانضباط العسكري في وقتها عبد الكريم الجدة.
واليوم مازال العراقيون يدفعون ثمن هذه المغامرة التي ادت الى بلاد لاربعين عاما من الحروب والخراب والدمار والتسلط والسجون، ويجب ان يكون انقلاب شباط الاسود درسا حتى لا نقع بهذا الفخ ثانية الا وهو فخ الاعلام الماجور وتظليل الرأي العام لان الوطن نزف كثيرا ومازال ينزف وحان الوقت لوقف هذا النزيف.



#فارس_عبد_الوهاب_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل العراق بين ترامب وبايدن
- العراق والاحتلال الأجنبي.. قراءة في الحوار الاستراتيجي مع وا ...
- محكمة الشعب ومحاربة الفساد
- القيادة والتغيير
- ذكرى مؤلمة في شباط الاسود
- منقذ العراق : رجل أعمال وطني
- هل ستنتصر الديقراطية من جديد على اقزام الطاغية المقبور؟
- الفاسد لا يصلح الفساد
- القطاع الخاص ودوره في التنمية و احتواء الموارد البشرية العرا ...
- الصاروخ البالستي والصاروخ الدولاري
- الحكومة القادمة : من دولة مستهلكة الى دولة منتجة
- في ذكرى ثورة 14 تموز 1958 محاولات الكشف التي تعرض لها تنظيم ...
- ثورة 14 تموز دروس وعبر في الذكرى السابعة والخمسون


المزيد.....




- نظرة على -المناطق المحظورة- في بيروت التي أظهر تحليل CNN أنه ...
- -كنت أتوقع أن يشكر السعودية-.. ضاحي خلفان يوجه انتقادا لخالد ...
- ما أهمية نهر الليطاني في الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟
- البيرو تحتفل بـ -رب المعجزات- في موكب حاشد
- لصالح البشر.. طرق مبتكرة لإنقاذ القطب الشمالي
- وزير خارجية إيران: سنرد في الوقت والمكان المناسبين على أي هج ...
- روسيا.. طريقة مبتكرة لحماية أنابيب النفط من التآكل
- المكسيك تعتذر عن مقتل 3 مواطنين مصريين
- رئيسة إندونيسية سابقة تشعر بالقلق بسبب الاستعمار الجديد في ا ...
- صحيفة: القوات الجوية الإسرائيلية تدربت على التحليق لمسافات ط ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس عبد الوهاب امين - انقلاب شباط الاسود نقطة التحول نحو الموت