محمود الرشيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 09:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الأحد 7 فبراير سنة2021
إلى حدود الساعةالثانية بعد الزوال من يوم الأحد سنة واحد وعشرين وألفين ومند خمسة وسبعين عاما خلت من عمر إنسان لازال يسعى متأرجحا بين رغباته في نعيم الحياة وإراداته في إسعاد حريته فوق بساط حياته المتبقى ، وبين تعاليم تراثه ومعتقداته القريبة أو البعيدة في الزمان والمكان، والتي توصيه وتحفزه ترغيبا وترهيبا للإستعداد للرحيل أوالسفر الطويل للبعث والمحاسبة عن أفعاله وعقله وما ملك. العدالة حقا تقتضي المحاسبة والعقاب على الواجب أوحتى الجزاء عن التضحية والإجتهاد.
لكن الجَلْد المُضْني والبطيء، صداه لا يتوقف في تردداته على مسامع هذا الإنسان منذ خمس وسبعين سنة ومن كل الأرجاء. الكل ينادي ويعِظ، العالِم ومن لا يعلم، المختص والجاهل، المخرج والممثل، إلاّ أن هذا له بضاعة. يُلزِمه قانون السوق مخاتلة المغفل، وحُلْمه تحت قدميه. وذاك سمسار يلين المتنطعين وله ثواب. وهناك أصحاب النيات الحسنة وما بعدهم وما دونهم. هؤلاء وأولائك سواء منهم من يوصي ولا يمارس ومنهم من يتقمص دور القدوة كأرنب السباق فقط، ومنهم من يبرر العذاب والشقاء هنا، وقد شيدوا ابناكا هناك لمن يرغب في توفير نعيمه وسعادته، وبنوا أخرى هنا بمحاذاتهم. تمنع حصر استمراريتهم لأنهم استوعبوا جدوى وجودهم في نسلهم على الأقل.
رفقاً بهذا الإنسان ذو الطاقة العقلية والبدنية المحدودة، انه يخال نفسه في متاهة وكأنه تجاوز الجرعات المسموح بها من مخدر ما، وقد أدمن وضاع مكسبه انفاقا واستهلاكا ،وأرهقه هذا الحمْل الصدِئ ، كما أرهقه الدور في تمثيلية لا تمت لحقيقة كيانه ولا لطبعه الطبيعي، لا السطحي منه ولا العميق أيّة صلة، بل هو من قبيل إعادة تمثيل جريمة لم يرتكبها ويقوم بالدور تحت الترهيب.
الإنسان يسعده كثيرا ان ينهض ويتفوق والنهوض والتفوق لايسكنان على سطح الواقع فقط، بل مرتعهما المبهج والحقيقي هو النماء الفكري والرقي في المنافسة والتنافس وهذا ما يخلق فعليا سعادة ونعيما في جنة هذا الإنسان، وسط جنسه ونوعه الطموح، داخل فقاعة كونه قبل أن أن ينفجر أو ينكمش، ويحزنه أن يسقط أمام الوهم والغرابة التي لايفهمها .
#محمود_الرشيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟