ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)
الحوار المتمدن-العدد: 6807 - 2021 / 2 / 6 - 09:51
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الحلقة الرابعة : الأنفال 29 - 37
(29) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
1- المعنى : الله يَعِد المؤمنين بالنصر والعفو عن سيئاتهم وغفران ذنوبهم بشرط أن يطيعوه ، كما يعد بهزيمة فريق الباطل
الجواهر الحسان في تفسير القرآن .. الثعالبي
2- السؤال : إن تتقوا .. ألا يعلم الله إن كان الذين آمنوا سيتقوا من عدمه ؟
3- التنويه :
A- الحديث إلى المؤمنين بضمير المخاطب .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا / تَتَّقُوا / لَكُمْ / عَنْكُمْ / سَيِّئَاتِكُمْ / لَكُمْ
B- الحديث عن الله بضمير الغائب .. تَتَّقُوا اللَّهَ / يَجْعَلْ / وَيُكَفِّرْ/ وَيَغْفِرْ / وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
(30) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
1- الله يقول للنبي أن مشركي العرب .. عتبة ، شيبة ، النضر بن الحارث ، عمرو بن هشام ، أبو البختري بن هشام ، زمعة بن الأسود ، حكيم بن حزام ، أمية بن خلف .. وغيرهم ، يدبّرون لك ليقيّدوك ، يسجنوك ، يقتلوك ، يخرجوك من مكة ، وبينما هم يدبرون ضدك فإن الله يدبر لصالحك وسوف يعاقبهم على مكرهم
مجمع البيان في تفسير القرآن .. الطبرسي
2- الأسئلة :
A- وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ .. هل الله في مستوي البشر ليدخل معهم في صراع و تحدي تدبيرا ومكرا ، وما الفرق بين المكر الإلهي والبشري ؟
B - ما الحكمة من تكرار لفظ الله مرتين ؟
3- التنويه :
الخطاب عن الله بضمير الغائب .. وَيَمْكُرُ اللَّهُ / وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
الخطاب الي النبي بضمير المخاطب .. بِكَ / لِيُثْبِتُوكَ / يَقْتُلُوكَ / يُخْرِجُوكَ
تزامن المكر البشري والإلهي .. يربط الله بالزمان والمكان والحدث .. وهو ما ينفي عنه الازلية والقدم
(31) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
1- سبب النزول والمعنى : أن النضر بن الحرث اعتاد المرور باليهود والنصارى وكان يسمعهم وهم يقرأون التوراة والإنجيل ويشاهدهم وهم يركعون ويسجدون ويبكون ، فلما جاء إلى مكة ، شاهد النبي يركع ويسجد ويبكي مثلهم
فقال .. قد سمعنا مثل هذا الذي جاء به محمد ، لو نشاء لقلنا مثله .. فنزلت
لباب التأويل في معاني التنزيل .. الخازن
2- التنويه : الله ينقل عن النضر بن الحرث كلامه ويرد عليه .. وهنا ربط الله بالزمان والمكان والحدث وهو ما ينفي عنه الازلية والقدم
(32) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
1- سبب النزول : النضر بن الحرث .. أنكر أن يكون القرآن من عند الله ، وقال اللهم إن كانت كتب التوراة والإنجيل والقرآن منزلة من عندك .. فأسقط علينا حجارة من السماء تهلكنا أو عذابا يقضي علينا ، وعاقبنا على إنكارها الكفر بها
الوسيط في تفسير القرآن الكريم .. محمد سيد طنطاوي
2- التنويه : الله ينقل عن النضر بن الحارث كلامه و يرد عليه .. و هنا ربط لله بالزمان والمكان والحدث وهو ما ينفي عنه الازلية والقدم
(33) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
1- سبب النزول : لما أنكر النضر بن الحرث أن القرآن من عند الله وقال ..ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ في الاية السابقة / الانفال 32 .. أنزل الله الاية اللاحقة / الانفال 33
2- المعنى : أن الله لم يعذب أهل القري حتى يخرج منها النبيّ والمؤمنين ، فلما خرجوا عذبهم يوم بدر ( وقيل ) وما كان الله ليعذبهم طالما بقي فيهم من يستغفر من المسلمين
الجامع لأحكام القرآن .. القرطبي
2- التنويه : تكرار .. وما كان الله ليعذبهم مرتين
(34) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
1- المعنى : وما المانع من أن يعذبهم الله بعد خروجك من بينهم لأنهم يمنعون المؤمنين من الطواف بالبيت ، ويقولون نحن أولياء المسجد الحرام .. فردّ الله عليهم ( وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ) إلا المؤمنين
رأي: الاية نسخت ما قبلها وطرحت إمكانية تعذيبهم .. وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ بعد (34) قوله وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33)
معالم التنزيل .. البغوي
2- السؤال :
A- الله يؤكد بالاية 33 أنه لن يعذب المشركين والنبي بينهم ، ثم يتراجع ليؤكد امكانية تعذيبهم بالاية 34 ؟
B - وَمَا لَهُمْ ( أم ) وما له ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ
(35) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ
1- المعنى : أن المشركين كانوا يصفرون ويصفقون عند مكان الصلاة قاصدين أن يشغلوا المسلمين عنها ، فهددهم الله بعذاب الدنيا كيوم بدر وعذاب الآخرة بما كانوا يفعلون
فتح القدير .. الشوكاني
2- السؤال :
A- وما كان صلاتهم ( أم ) وما كانت صلاتهم ؟ / و الدليل .. إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ / العنكبوت 45
B - هل الصفير والتصفيق عند مكان الصلاة .. كفر؟
C - فَذُوقُوا الْعَذَابَ .. الفاء توحي بأن العذاب وقع عند مكان الصلاة .. فهل عذبهم الله في الدنيا ؟
(36) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ
يُحْشَرُونَ
1- سبب النزول :أبو سفيان بن حرب استأجر 2000 من بني كنانة فقاتل بهم النبي يوم أُحد .. فنزلت
2- المعنى : إن الذين كفروا بالله ورسوله ينفقون أموالهم ليقاتلوا النبي ، ويصدّوا المؤمنين عن الإيمان وسوف يندمون لضياعها دون أن يحققوا أهدافهم ، وسوف يحشرهم الله في جهنم يوم القيامة
جامع البيان في تفسير القرآن .. الطبري
2- سؤال للمصدر : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا .. من المقصود بالذين كفروا .. مشركي قريش بأحد ، أم المنافقين ببدر، أم الاثنين معا ؟
3- التنويه : تكرار الذين كفروا مرتين
(37) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
1- المعنى : ليميز الله ويفرق بين عمل الكفار الخبيث فيعاقبهم بالنار ، وبين عمل المؤمنين الطيب ، فيجازيهم بالجنة
(وقيل) ليفرق الله بين إنفاق الكفار في سبيل الشيطان ، فَيُرَاكِم ( يجمّع ) الله أعمالهم ويعذبهم في الآخرة وبين إنفاق المؤمنين في سبيله
لباب التأويل في معاني التنزيل .. الخازن
2- السؤال : لِيَمِيزَ اللَّهُ .. هل الله في حاجة للنص على قدرته على التمييز بين الخبيث والطيب سواء كان عمل أو إنفاق ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. ليميز / و يجعل / فيركمه / فيجعله
الخلاصة : أن الله مشارك في الأحداث زمانا ومكانا :
الله يمكر كالبشر ، ينقل عن المشركين (قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا / وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) / الله لا يعذب أهل القري والنبي بينهم / ثم يعود ليعذبهم لأنهم يصدون عن المسجد الحرام / يصف صفير وتصفيق المشركين أثناء صلاة المسلمين و يعدهم بالعذاب / يهدد الذين ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله / يفرق بين عمل الكفار و يراكمه فوق بعضه وبين عمل المؤمنين
المفترض أن الله أزلي قديم مطلق سرمدي لانهائي ، يخلق ، يحي ، ويميت ، يبعت ، يوحي .. لكنه لا يدخل في تفاصيل الأحداث البشرية الزمكانية على الأرض .. الأمر الذي ينفي عنه القدسية بل الالوهية إن شئنا الدقة
للمزيد : شاهد الفيديو التالي
https://www.youtube.com/watch?v=uCVReOkH3_A
#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)
Ibrahim_Elgendy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟