|
الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة ، جديرة بالاهتمام والتفكير
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 4 - 20:57
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة ، وجديرة بالاهتمام والتفكير ؟!
كيف ينتقل الانسان من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل ؟! محاولة الإجابة على هذا السؤال بشكل علمي ، منطقي وتجريبي ، سوف تكون محور هذا النص مع حلقاته القادمة . والسؤال نفسه يتصل بالواقع الموضوعي : طبيعته وماهيته .
1 الواقع الموضوعي حول الكرة الأرضية ، بلا استثناء ، ثلاثي البعد مكان وزمن وحياة . المكان ( الإحداثية ) يمثل عنصر الثبات في الواقع ( هذه الفكرة جديدة في طور البناء ) . بينما الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، ما تزال في مجال غير المفكر فيه . الحياة تبدأ من الماضي في المرحلة الأولى ، إلى الحضور ( أو الحاضر ) في المرحلة الثانية الحالية ، والمستقبل يمثل المرحلة الثالثة والأخيرة في الحياة . ( هذه ظاهرة مباشرة للحواس ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) . أما بالنسبة للزمن ، فهو على العكس : الوقت أو الزمن ، يبدأ من المستقبل في المرحلة الأولى ( كاحتمال ووجود بالقوة ، وهو مجال مجهول بطبيعته ) ، ثم الحاضر ( أو الحضور ) في المرحلة الثانية للزمن والحياة بالتزامن ، وما نزال لا نعرف كيف يحدث ذلك ولماذا ، والماضي أخيرا وهو يمثل المرحلة الثالثة في الزمن أو الوقت _ على عكس الحياة تماما . ( هذه ظاهرة يمكن ملاحظتها ، بشكل غير مباشر ، وهي تقبل الاخبار والتعميم بلا استثناء ) مثلا هذه السنة ، صار الشهر الأول فيها من الماضي مع الأيام الثلاثة الأولى من شباط ، بينما اليوم الجديد ( كل يوم ، أو فترة زمنية مهما طالت أو قصرت ، يمر بالأطوار الثلاثة بالترتيب : 1 _ الغد 2 _ اليوم الحالي 3 _ الأمس ) . .... نحن نجهل الحياة في المرحلة الأولى ، قبل وصولها إلى الحاضر ( أو المرحلة الحالية ) ، ونجهلها في المرحلة الثالثة . والأمر نفسه ينطبق على الزمن بشكل معاكس . وهذه المشكلة يتجاهلها العلم حتى اليوم ، وتجاهلتها الفلسفة قبل ذلك . .... حاليا ، لا توجد طريقة لمعرفة كيف يحدث ذلك : التقاء الحياة والزمن والمكان !!! سوى عبر الملاحظة والاستنتاج . والعالم كله ما يزال في الخطوة الأولى ، على طريق معرفة الواقع الموضوعي والمشترك . بعبارة ثانية ، كل معرفتنا وخبرتنا تقوم على اتجاه الحياة فقط : الماضي هو البداية ، بينما الحاضر حاليا هو المرحلة الثانية أو الطور الثاني للحياة ، والمستقبل هو النهاية والمرحلة الأخيرة . لهذا السبب كما أعتقد ، تستمر المقاومة الشديدة لهذه الأفكار البسيطة ( التجريبية ) حول حركة مرور الزمن ( أو الوقت ) خاصة . حيث يفهمها الأطفال والشباب من الجنسين بين العاشرة والعشرين بسهولة ، وبدون ملل _ بل بشغف واهتمام ، وخلال أقل من ساعة . بينما يفشل الكبار بغالبيتهم في فهم ذلك ، أو حتى في الرغبة بفهمه . بالطبع توجد نسبة لكنها قليلة ، من زملائي ومعارفي وبعضهم يتقدمني في السن ، تفهموا الفكرة بسرعة واستوعبوها بشكل صحيح . 2 المشكلة اللغوية متعددة المستويات ، واعتقد اننا بحاجة إلى ثورة لغوية على مستوى العالم . ولا يمكن أن يقتصر الأمر على لغة بمفردها ، أو ثقافة أو مجتمع . مثلا متلازمة الحاضر والحضور والمحضر ( زمن ، حياة ، إحداثية ) . كل كلمة أو مصطلح بينهما ، يدل ويستخدم على الاثنين االباقيين . كلمة الحاضر لا يقتصر استخدامها على الزمن ، بل على الحياة والمكان أيضا . ونفس الأمر بالنسبة للحضور ، مع انه يقتصر عادة على الزمن والحياة . بينما المحضر يستخدم للدلالة على الحياة والزمن ، مثل استخدامه للمكان . .... مشكلة الفكرة الجديدة لغوية بالدرجة الأولى ، وأعتقد أن كل جديد _ة يصطدم بالمشكلة اللغوية أولا . ثم تأتي المشكلة الاجتماعية حيث الرفض الأولي ، أو المقاومة اللاشعورية ، وهي تمتزج بالعنف غالبا . والمشكلة الثقافية ، حيث تتعرض الفكرة للنقد المتكامل ، وخلال الاختبار الطويل ، مع الزمن تلفظ مثل بقية الأموات والأخطاء ، أو تتشربها الثقافة المحلية ، وربما العالمية أيضا ، وقد يعترف بها في المستقبل . .... كتابتي الفكرية ( جديدة ) بغالبيتها ، وهذا يضعها في حالة غريبة بالمعنى السلبي لا الإيجابي . ربما في المستقبل تصير غرابتها مصدر جاذبية للقراءة والتلقي ، وهذا السياق الطبيعي لكل جديد يحقق المصداقية وينال الاعتراف . لكن مشكلتي ككاتب ، لها وضع يستحق أن اكتب عنه أيضا ، وسأفعل بعد قليل . هذه الأفكار اكتشافات وليست ابداعات ، أقصد الجديدة منها بالطبع ، وفي مقدمتها الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، أيضا التصور الجديد للواقع الموضوعي بدلالة النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة . 3 التركيز والالتزام مشكلة الانسان المزمنة . .... المشترك بين مختلف الأمراض النفسية والعقلية ، عدم المقدرة على التركيز أو ضعفها . والعكس أكثر وضوحا ، حيث أن التركيز مهارة فردية ومكتسبة بطبيعتها ، لا يمكن تعليمها بشكل مدرسي أو اجتماعي ، مع أنها مرغوبة دوما وبلا شروط أو استثناء . المفارقة في موضوع التركيز ، أننا جميعا نعرف التركز السلبي ونرتعب منه . نموذج التركيز السلبي يتمثل بالفكرة الثابتة ، أو الثرثار الداخلي . والنموذج المقابل أو التركيز الإيجابي يتمثل بالإبداع ، بمختلف أنواعه وأشكاله . يمكن القول أن التركيز ، ومعه الالتزام والصبر ، مصدر كل إبداع وسببه الأول . .... التصور الجديد للواقع ، ينتقل بالتفكير إلى مستوى جديد ومجهول بالكامل . كيف يكون المستقبل بداية ؟! أعتقد أن الأمر يشبه اليمين واليسار ، كاتجاهين أساسيين . تعلمنا أن الماضي بداية ، وقديم ومصدر وسبب ( والعكس غير ممكن ) . وهذا يتوافق مع منطق اللغة والثقافة ، ومع الموقف الاجتماعي أيضا . بالتزامن ، تعلمنا ان المستقبل نهاية ، وجديد وخلاصة ونتيجة . ( ولا يمكن ان تكون البداية من المستقبل ) . هذا الوصع عالمي ، ولا يوجد استثناء واحد على حد معرفتي . ويصير السؤال غريبا ، وشاذا : كيف يكون الماضي نتيجة ونهاية أيضا ، بينما المستقبل هو البداية والمصدر ؟! ( هذه هي الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، وهي ظاهرة شاملة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) . لكن مع طرق التفكير التقليدية ، يتعذر تقبل هذه الملاحظات ، ويتفاقم الوضع بوجود المشكلة اللغوية ، بالإضافة إلى العادات الموروثة _ الانفعالية بغالبيتها . .... الجسم والعقل من طبيعتين اقرب إلى الاختلاف والتناقض ، من الانسجام والتكامل . تتمحور الدوافع الجسدية حول اللذة ، وتجنب الألم ، مع التمسك بالحياة حتى الرمق الأخير بصرف النظر عن كل اعتبار . وعلى خلاف ذلك يتمحور الدافع العقلي نحو المجهول ، وعلى حساب الحاضر والأمان والعادة . اتجاه الحياة والتمسك بها كغاية وحيدة ، يختلف عن موقف طلب المعرفة الدائم ، ويتعذر تحقيق الانسجام بين الهدفين المختلفين كميا ونوعيا . 4 " الماهية تسبق الوجود " العبارة الجوهرية في الفلسفة الوجودية ، تشبه اللاشعور في التحليل النفسي ، أو التعزيز في السلوكية ، أو البروليتاريا في اليسار ، أو البرهان في المنطق والدليل في العلم . توجد فكرة وجودية اكثر أهمية بالنسبة للتصور الجديد للواقع ، وهي تعني ، أن الواقع ليس معطى بشكل نهائي وثابت ، أو بديهي ومباشر ، بل هو قيد التشكل من جديد وبشكل دائم ومتجدد . وتدل على ذلك عبارات سائدة ومشتركة ، بعضها قديم منذ عشرات القرون ، مثل أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين ، أو كل لحظة يتغير العالم ، أو دوام الحال من المحال ، او أثر الفراشة وغيرها . .... الواقع بدلالة الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يمثل البداية والنهاية بالتزامن . ( وهنا تبرز المشكلة اللغوية بوضوح كبير ) . بكلمات أخرى ، الواقع يشبه الخزان أو المحيط ( الشكل والمكان ) ، بينما محتواه ومضمونه ( الزمن والحياة ) ، وهو يبدأ وينتهي بالتزامن ، من خلال حركة الجدلية العكسية بين الزمن والحياة . .... وضعنا الآن ، القارئ _ة والكاتب ، يشبه وضع كولومبوس بعد نزوله إلى الأرض الجديدة . .... ماهية الواقع : متلازمة المكان والحياة والزمن . نحن نشعر ونعتقد ، أننا نعرف الحياة والمكان . وبدأنا ندرك جهلنا بالزمن وبالواقع الموضوعي عامة ، كما هو عليه وليس كما تحرفه وتشوهه أيضا رغباتنا ومخاوفنا اللاشعورية بغالبيتها . .... ملحق التفكير العلمي ( المنطقي والتجريبي ) عتبة الصحة العقلية ، لا سقفها أو ذروتها . التفكير العلمي بطبيعته عتبة ، وأداة معرفية ، للعالمين الداخلي والخارجي بالتزامن . هذا الموقف أكثر من رأي شخصي ، وأقل من معلومة . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سنة 2020 مرت من هنا _ النص الكامل
-
اعتذار وتوضيح
-
الفلسفة والصحة العقلية3 _ القسم 6 ( 3 _ 3 )
-
الفلسفة والصحة العقلية2 _ القسم 6 ( 2 _ 3 )
-
الفلسفة والصحة العقلية _ القسم 6 ( 1 _ 3 )
-
الفلسفة والصحة العقلية 2_ القسم 6
-
الفلسفة والصحة العقلية _ القسم 6
-
سنة 2020 مرت من هنا القسم 1 و 2 و3 و4 و 5
-
فلسفة الزمن _ القسم 5 مع فصوله
-
فلسفة الزمن 5 _ القسم 5
-
فلسفة الزمن 4 _ القسم 5
-
فلسفة الزمن 3 _ القسم 5
-
فلسفة الزمن 2 _ القسم 5
-
فلسفة الزمن _ القسم 5
-
زمن الفلسفة _ القسم 4
-
سنة 2020 مرت من هنا 4 _ القسم الرابع
-
سنة 2020 مرت من هنا القسم 1 و 2 و3
-
زمن الفلسفة 3
-
زمن الفلسفة2
-
زمن الفلسفة
المزيد.....
-
تطورات الحادث الجوي في واشنطن.. طائرة ركاب اصطدمت بمروحية عس
...
-
مصادر لـCNN: اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب بالقرب من واشن
...
-
فيديو استقبال محمد بن سلمان وأداء صلاة الميت على الأمير محمد
...
-
كيف تتم عملية تبادل الرهائن في غزة؟
-
اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب تحمل 60 شخصا بالقرب
...
-
يكثر استهلاكه في المنطقة العربية.. الحليب الحيواني الأكثر فا
...
-
إسرائيل: 11 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم هذا الأسب
...
-
تصادم طائرة ركاب مع مروحية عسكرية قرب مطار ريغان بالعاصمة ال
...
-
عاجل | رويترز: طائرة ركاب تابعة لخطوط جوية أميركية اصطدمت بط
...
-
ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين مع حماس
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|