عادل صوما
الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 4 - 08:22
المحور:
كتابات ساخرة
تجديد الخطاب الديني مطلب اضطر بعض رؤساء الدول الاسلامية في السنوات الأخيرة إلى الترويج له حفاظا على كراسيهم، لأنهم يعلمون أن المساجد يمكن بسهولة استعمالها لتأليب المسلمين عليهم، خصوصاً بعد طوفان التشدد الذي تعاظم برعايتهم أو رعاية من سبقهم، وسيطر على الشارع وقواعد لعبة الحكم في بلاد الشرق الاوسط.
جوهر تجديد الخطاب الديني المطلوب سياسي بحت، فلم نسمع عن خطاب ديني لتأهيل المسلم لتقبّل الآخر أو التسليم بحقائق العلم أو لإقناعه بأن اختلاف البشر طاقة خلاّقة لتطورهم وأن كُفر الناس أو إيمانهم مسألة شخصية لا تستلزم كراهيتهم، أو قتالهم حتى يؤمنوا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
استراتيجية تجديد الخطاب الديني من أجل تأييد الحاكم من قِبل المؤسسة الدينية، وصلت في مصر إلى توحيد خطاب يوم الجمعة في كل المساجد، لكي لا يخرج أي إمام جامع عن النص المطلوب توصيله من الحاكم لرعاياه.
لو كان المطلوب واقعياً هو تجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع العصر وحقائق العلم ومعطيات الحياة العصرية، لكان الأجدى بالحكام أنفسهم الذين يطالبون بتجديد الخطاب الديني، أن يجددوا خطابهم السياسي أو الاجتماعي ويبعدوه عن سرديات الخطاب الديني.
في افتتاح مشروع الفيروز للإستزراع السمكي بمدينة بورسعيد بمصر، ارتجل الرئيس السيسي فقرة لا علاقة لها بالسمك بأية صلة.
قال الرئيس: "إحنا من الدول أللي كتير من العالم بينظر لينا في موضوع كورونا باندهاش.. مش كده؟
ما تندهشوش.. كلها جنود الله سبحانه وتعالى، وربنا يجعلنا لا يسلط علينا جنوده.. يعني ربنا لا يسلط علينا جنوده.. ألهم آمين".
الفقرة المرتجلة فعلا تدعو للدهشة؛ هل سلّط الله جنوده أيضا على مدنه المقدسة في الأدبيات الإبراهيمية مثل مكة والمدينة والقدس؟
لقد خضعت هذه المدن لإجراءات الحماية من تفشي فيروس كورونا مثلها مثل باقي المدن، بعدما ظهرت فيها بعض الحالات، ومن ثمة كيف نفسر ما رواه أبو هريرة عن الرسول"المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منهما مَلَك لا يدخلهما الدّجال ولا الطاعون".
كورونا 19 مجرد فيروس وليس جنود الله، لأننا لو اعتبرناه جنود الله سنقع في مشكلة ثانية أعظم؛ هل هزمت شركات الأدوية والطواقم الطبية جنود الله؟
#عادل_صوما (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟