سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6805 - 2021 / 2 / 3 - 08:53
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تذكرت شوبنهاور قبل بضعة ايام و انا غارق فى التامل حول العالم و كيف تسير الامور فيه من تغيرات مناخية خطيرة الى انتشار فيروسات لا نعلم ان كانت( طبيعيه) ام بفعل فاعل الى ما حصل من تراجع خطير للفكر الاشتراكى التعاونى
ربما يكون شوبهاور اهم فيلسوف غربى ينتمى الى المدرسة التشاومية حيث يرى انه لا فائدة من اية جهود نقوم بها لان الشر ينتصر فى النهايه .
و القواعد الخمس التى وضعها تذكرنى بالفلسفة البوذية و اقول الفلسفه لانه دار نقاش علمى كثير ان كانت البوذية دينا بالمعنى الكلاسيكى او فلسفة.
و التى ترى الحياة بصورة عامة عبارة عن الم متواصل و كلما يسعى الانسان للخلاص من الالم يزداد المه .
بالنسبة للبوذية فان دورة الالم فى الحياة لا تتوقف الا عندما يصل الانسان الى حالة النيرفانا .و هى حالة من الصعب وصفها خاصة للذين تربوا فى ظل مفاهيم الديانات الابراهيميه التى تفصل بين العالم الان و العالم الاخر, و لديها تصورات معينة عن العالم الاخر .و لعل النيرفانا كما قرات مرة تمثل حالة الكمال فى الصفاء الروحى .و لا اعرف بالطبع الى اى مدى عبر هذا الوصف لكن فكرة الصفاء الروحى تروق لى .
اعجبنى رد نيتشه و هو فيلسوف المانى اخر حيث اعتبر ان شوبنهاور يعبر اكثر عن مشاعره اكثر من تعبيره عن حقيقة الحياة .
نحن نعرف فى الفلسفه الاخلاقيه ان الاخلاق تاتى عموما من مصدرين اساسيين, الاول من الدين او من الافكار الماورائية ,و المصدر الثانى من الانسان اى صناعة بشرية خالصة .و بغض النظر عن اي من المصدرين نجد فكرة الامل بوضوح
نيتشة لم ينكر قسوة الحياة التى قد تكون احيانا قاسية جدا للبعض .لكنه مع ذلك كان من راى نعم للحياة و هذا بحد ذاته اختيار انسانى و خيار مواجهة الصعوبات و الظلم هو خيار المقاومة .
او الفلسفة القدرية التى تعطى القدر الاكبر للقدر المتحكم فى سير الاحداث و بذا يكون للمرء قدرة محدودة على تغيير مسار الاحداث و هى بهذا المعنى تصب فى المنحى التشاؤمى الى هذا الحد او ذاك.
و اذ نحن نعيش فى زمن تتراجع فيه القيم الانسانيه التى تدعو الى التضامن و الوقوف الى جانب الضعفاء فى ظل هيمنة للثقافة النيو ليبرالية بشقها السياسى و الاخلاقى و الاقتصادى نجد من الضرورى مقاومتها و التصدى لهذا الثقافة التى بدات تنتشر و تقوى فى اجواء العولمة.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟