أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار غالب فليحان - -سلوى النعيمي- ذاتَ بَوْحٍ في -كتاب الأسرار- ...














المزيد.....

-سلوى النعيمي- ذاتَ بَوْحٍ في -كتاب الأسرار- ...


نزار غالب فليحان

الحوار المتمدن-العدد: 6804 - 2021 / 2 / 2 - 15:11
المحور: الادب والفن
    


"هذه هي لغتي تعصمني من العاطفية الهزيلة، من الثرثرة، من الابتذال، من القبح."
هكذا تقدم سلوى النعيمي لمجموعتها القصصية (كتاب الأسرار) تنسج من خلالها شخصيات وأحداث وأفكار حكاياتها على منوال بيئة واضحة المعالم زماناً ومكاناً في قالب قصصي متداخل حدَّ الغرائبية أحياناً ، واضح كزهر اللوز أحياناً أخرى، وصريح شفاف حدَّ المباشرة في أحايين كثيرة.
تكسر الكلمة عند سلوى النعيمي كل قيودها، وتتعرى من كل ما يمنع عنها التنفس ويضيق عليها مساحة الحركة، فضاء كلمتها متسع لكل جموح حاضن لكل دفء محرض لكل جمال.
بدءاً من المقدمة تؤكد الكاتبة موقفها من الكبت الذي يطارد الإبداع ومن الرقيب المنفصم في داخله المنفصل عن الواقع، الرقيب الذي يمنح فرصة لنشر قصة إيروتيكية لكاتب رجل ويمنع نشر قصتها (القيلولة) بحجة أنها على حد زعمه (تعريصٌ)، الرقيب الذي غالباً ما يسكننا ويصبح جزءاً من كياناتنا إلا إذا فعلنا فعل سلوى النعيمي في مقاومته بالبوح بكل ما أوتينا من حرية وانعتاق.
(البطن) حيث تتشكل قصتها الأولى، ثمرة عشق نمت في أحشاء البطلة صارت حكايتها التي ماتت في مجاري المدينة، لكنها ستحيا معها وستموت معها.
في (الملائكة) تطرح سلوى النعيمي تساؤلاً ربما كان حاضراً لدى كل من تزوج: ماذا يبقى بعد سنوات من الزواج؟ وتجيب مباشرةً ودون مواربة: ربما نوم العانس.
ثم تراود فكرةَ إعادة حرارة الدم في عروقها وتراودها الفكرةُ، في مونولوج داخلي تثير الكاتبة على لسان بطلة القصة من خلاله الكثير من الأسئلة وتجيب عليها، وتخلص إلى أن الأزواج ملائكة لا جنس لهم. لكنها تزعم في النهاية أنها خرجت من سطوة الملائكية تلك نحو شمس أكثر إشراقاً.
ثم تميل سلوى النعيمي إلى (القيلولة) ذلك المصطلح الذي يستبد فيه الشبق ويلتهب الجسد، فتمرر كل أفكارها المليئة بعطر الروح وبهاء الشهوة عبر مشهد واحد ترسمه بلغة تكاد تكون بصرية لشدة عمقها وقوة تجسيدها ورشاقة حركتها في آن.
بطلة القصة تكسر بممارسة رغباتها كل طوق ضربه الدين والمجتمع والقانون حولها وحول كل النساء في محيطها.
(مَن لم يمت) حكاية السفر سعياً وراء العيش حيث يصبح قرار العودة عصيّاً في الغالب متردداً أحياناً إلى أن يفتك سرطان الغربة بالمغترب فيصبح أمر العودة قسرياً لا راد له، ثم يحضر سرطان الطمع في هيمنة الأب على ميراث الابن بعد إقصاء الأخوة والأخوات والأم منه فهو المُسْلم الذي يحق له أن يرث ابنه، أما الأم المسيحية والأولاد فلا، سرطان يتلوه سرطان، وقهر يعلو فوقه قهر، تماماً كما تعلو جثةٌ هرمة بعد مضي ست سنوات على دفنها جثة هرمة أخرى في ذات القبر من المقبرة الفرنسية التي تلتهم الجثث كالطوفان دون علم منها ولا اكتراث بسبب الموت.
ثمة أم بقيت مع طفلها (بين عشرة جدران) لتحكي لنا كيف تبخر الحب بعد الزواج كما تبخرت سخونة الشاي في فنجانها الذي آنس وحدتها في المقهى وهي تنظر العابرين خارجه كأنها تفكر بيننا بصوت مرتفع لتعكس ما يعتمل في داخلها من صراع بين بقائها زوجة كُرمى لولد أنجبه الحب الذي كان كما تعكس مرايا المقهى وجوه مرتاديه عبر سلسلة من الوجوه يحمل كل منها حكاية مختلفة.
يتحطم (الزجاج) بحجر الدهشة لحظة اللقاء بالحبيب، ويذوب جبل الحذر الجليدي الذي طغى على سلوكها مرة واحدة، ويسود العناق وتستعر القبلات، لقطة لا تصلح إلا لحلم، لكنه تحقق ذات دهشة.
(كنت أشبهكِ) ظلت ترددها لشدة يقينها بأنها تشبه أمها وأنها امتدادها الذي أرادت أن تضع له حداً فإذا بها تَشُمُّهُ في رائحة ابنتها.
تختم (أحابيل) المجموعة القصصية، وفيها تكرس سلوى النعيمي فكرة أن الكتابة خلاص وملاذ وليس ثمة ضرورة للثرثرة حين لا تقتضي الحاجة، وترى أن كلماتها في النهاية سترى النور لكن كزهر يتفتح بحذر وتردد، وأنها نهاية المطاف كانت قد حسمت أمرها نحو كتابة مجموعتها القصصية (كتاب الأسرار).
ترى سلوى النعيمي أن الكتابة تنبع من القلب حين تسأل في تقديمها لنصوصها: "من أين تنبثق الكتابة؟" في معارضة لإبن عربي حين سأل: "من أين ينبثق الحب؟" لتقر بأن "الجواب واحد في الحالتين" ... ثمة قلب ينبض.



#نزار_غالب_فليحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بفعاليات ثقافية متنوعة.. مهرجان -كتارا- للرواية العربية ينطل ...
- حديقة مستوحاة من لوحة -ليلة النجوم- لفان غوخ في البوسنة
- عودة الأفلام الرومانسية إلى السينما المصرية بـ6 أعمال دفعة و ...
- عائلات وأصدقاء ضحايا هجوم مهرجان نوفا الموسيقي يجتمعون لإحيا ...
- كيف شق أمريكي طريقه لتعليم اللغة الإنجليزية لسكان جزيرة في إ ...
- الحلقة 2 الموسم 6.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 كترجمة على ...
- مهرجان نوفا للموسيقى: قصص لم تُروَ من قبل ناجين من هجوم حماس ...
- لأول مرة.. الكشف عن مخطوطات قديمة من مكتبة خان القرم
- روسيا.. تدريب روبوت على الرسم بأسلوب الفنان التشكيلي
- في الذكرى السنوية للسابع من أكتوبر.. خامنئي يغرّد باللغة الع ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار غالب فليحان - -سلوى النعيمي- ذاتَ بَوْحٍ في -كتاب الأسرار- ...