أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - ذكريات فرح حزين














المزيد.....

ذكريات فرح حزين


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6803 - 2021 / 2 / 1 - 15:56
المحور: الادب والفن
    


(ذكريات فرح حزين) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مظفر النواب .
# أمسية متشيغن 1996
#تنويه
بسبب رداءة التسجيل وعدم وضوح الصوت ما زال التفريغ قابلاً لتعديل بعض الكلمات.
# بعض الأسماء ترد في القصيدة:
حديقة رشدي: رشدي صديقي رشدي العامل توفي قبل يومين
الطهمازي: عبد الرحمن الطهمازي صديقي الذي يعاني مايعاني في الوطن
خلوق بن زكي: أحد المناضلين القدماء من المناضلين القدامى توفي في لندن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




والليلُ رذيذ
تُسعِفُكَ الكأسُ وتخذُلُها
لا ترغبُ في شيئٍ
إلا أن تُهملَ
جاوزتَ الخمسينَ
وما زلتَ تجيئُ إلى الحانةِ
في خجلٍ مني
ما زالَ الليلُ
كما في الأمسِ رَذيذ
جيلٌ ماتَ هنا
تستنشِقُ في العتمِ
حديقةَ رشدي
غادرَها التابوتُ
ولم ينتظرِ الصبحَ
فما عادَ ليعنِيَ شيئاً
ولعلَ الألواحَ
بقايا برميلِ نبيذ
تَتفرَّسُ فيمن ماعُدتَ تراهُم
نَفخوا أبواقَ النسيانِ
وطاروا فوقَ خيولٍ خضراءَ
وغاروا في وجعِ الماضي
كنتَ تظنُّ بكاءَكَ يمسحُهُم
مسَحَتكَ دموعُ الأيامِ
ودمعُكَ كالذهبِ الإبريزِ
جَلاهُم
ويُفاجِئُكَ الطهمازيُّ
يَدُبُّ على جسرِ الشهداءِ
وتَستَوفي قيلَ خَطايا
فوقَ مياهِ الصبحِ فراشات
إيه هو الطهمازيّ
فتى حاناتِ الأمسِ
حرامُ العُمر وأصبحَ خُردةَ عشقٍ
لا تُصرخ
لا يسمعُكَ الطهمازيّ
وصوتُكَ يوقظُ في القلبِ مَفازات
تتركُ أكثرَ مِن ثمنِ الخمرِ وتمضي
وتمضي تحت مصابيحٍ
تمطرُ حزناً ذهبياً
كَبُكاءِ عصافيرِ غروب الشمسِ
تُغطي رأسكَ مرتعِشاً
بالصحفِ اليوميةِ
تَنسابُ مقالاتُ الذلِ
وكل حروفِ الجَرِّ
على عُنقكَ
والشعر الكَثُّ بصدرِكَ
ثَمَّ مقالٌ جِنسيٌّ
يسحَب سحابكَ
تُلقي الصحفَ اليوميةَ
في أولِ حاويةٍ للزبلِ
تحدِّقُ في خجلٍ فيمَن تلقاهُ
أيفهمُ شيئاً مِما يجري؟
لا يفهمُ شيئاً مما تَحكي
لا خَوفَ مِن العبريةِ بعدَ الآن
ونُسمي الأطفالَ بأسماءٍ
آخرها (آت)
عرفات
سادات
ها نحنُ عِذارٌ أسودُ
خلفَ جدارٍ يمشي
نحملُ بستانَ نخيلٍ للحزنِ
وننقُشُ بالدمعِ الكوفي
خَلوقُ بن أمينٍ
يرقدُ مدفوناً بالوادي
كان اتجاهَ الشوقِ
بمدخل حيدر خانه
والتفسيرَ البغداديّ
لِأيام الدنيا.. أخطأَ
أخفقَ إخفاقَ العِشق
وقد تَوالى الأيام
أضاءَت كلُّ أغاني بغدادَ بعينَيهِ
وآخرُ أغنيةٍ كانت
إنَّ فسادَ الزّارِعِ
يُفسِدُ أيَّ نواة
نَنقصُ والغُرُبات يَغِبنَ كثيراً
وعلى خَطِّ حديدِ الموتِ
قطاراتٌ أخرى تأخذُ
مَن مَلّوا بالغربةِ أنفسَهُم
مَلأوا كاساتِ العشقِ
وغَطوا أرضَ الحانةِ بالخمرِ
ولم يشرب أحدٌ
أركضُ في أحراشِ الحزنِ
أمُدُّ ذِراعَيَّ
أمامَ قطارِ الموتِ:
تَوقَف
تَوقَف..تَوقَف..تَوقَف
ألقى القاطرةَ اختَرَقتني
كالريحِ بكل العربات
فتشتُ كثيراً عن قاطرةٍ
تذهبُ للجهةِ الأخرى
لم ألقَ سوى واحدةٍ
بقيت مِن زمنِ اللعبِ
وسِكتُها صَدِئت
سافرتُ إلى مدن العالم
أبحثُ عن سكةٍ
لم أدرِك أن السّكةَ
رغمَ الصدأ المتراكم
صالحةٌ للحُلمِ
وروحي هي مَن صَدِئت
آهٍ كَم قاطرةُ اللعبِ
أعادت وجعَ السنوات
ماذا لو سافرتُ بها ثانيةً ؟
ماذا لو حَشرجَ صوتي
في كلِّ نوافِذها الزرقاءَ؟
بلاد العربِ
وألفظ أوطاني في خجلٍ
ماذا نملكُ مِن هذي الأوطانَ
سوى الحزنِ
وننتظرُ الموتَ
وصمتُ أولي الأمر
وتوزيعِ الحَسَنات
أنظرُ في الحانةِ
في خجلٍ
أستذكرُ مِن خمرِ
حديقةَ رشدي
كانت تمطرُ في دِعَةٍ
وصديقي الطهمازيُّ
يُطِلُّ فراشاتٍ بيضاء
على جسرِ الشهداءِ
لقد كان يتذكرني
وسكبتُ لنفسي
قدحاً آخرَ
بالتأكيدِ هو الطهمازيّ
ولو بالشُبهات
يأتي الصبحُ أشَدُّ سواداً
نفقد قدرتَنا مِن قديم
وباءُ الذلِّ تَفشّى
أقفِيَةُ المَشروخينَ
بشرمِ الشيخ تبث فضائياً
والدولةُ تفتحُ دوراتٍ بالمجانِ
لتحسين الخطِ
وتقويةَ السمعِ
وتدليك العجلات
إشرب
فالحانةُ قد تغلقُ
بابَ الرحمةِ بعدَ قليل
والدنيا موحلةٌ
وسمو حذائِكَ
أمسى رَخواً
وجلالةُ سروالِكَ
لا سحابَ لهُ
كمشاريعِ جلالتِهِ
وخفافيشُ خَراب الروحِ
وراءَ سُباط السَعفَ
تكمنُ والليلُ طويل
ماثَمةَ ومضٌ
إلا دمعةُ طفلٍ
يرجوكَ بأن تبتاعَ لهُ
قطعةَ حلوى
وتذوبُ الحَلوى
فوقَ ثياب الطفلِ مواويل




ـ عن صفحة مظفر النواب المعلم الملهم
وبه وجب الاعتذار لصاحب الصفحة لمبرر واحد تعميم التعرف على بعض من أشعار العظيم مظفر النواب .



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأنت المحال الذي لايباع
- فراس ..
- قصيدة الفرات
- سرير ..
- وحشة
- كاتيوشا
- مرثية عباس الموسوي
- قصيدتان من رباعيات الصمت الجميل ...
- قصيدتان من رباعية لوجه القمر ...
- من رباعيات مظفر النواب
- عبر الخابور
- لا ترحلوا ..
- قل هي البندقية أنت .. عن الشهيد خالد أكر .
- البقاع ..البقاع ..
- مرثية لأنهار من الحزن الجميل ..في ذكرى اغتيال ناجي العلي .
- قصيدة عن ناجي العلي
- اخلع النعل أنت بقانا
- الحزن جميل جدا
- بنفسجة العتم
- إذا جئتم حانتي ..


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - ذكريات فرح حزين