أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - بوح في جدليات – 33 – بعض خواطري – 11.















المزيد.....


بوح في جدليات – 33 – بعض خواطري – 11.


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 31 - 11:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


41
الإغراء الأعظم:

أن تعتقد َ أنك تعلم ما هي الحقيقة الخفيّة، أنّك وُلدتَ في جماعة الناس المُصطفاة على العالمين، الذين هُمِس لهم بحكايات كل ما كان حينما أتى إلى الوجود لأوَّل مرَّة، هناك ووقتها و عندها و لمَّا صدر عن المصدر الأوّل.

أن تنتشي طُمأنينةً و اقتناعاً و امتلاءً في حناياك و عِطافك و حُجُرات قلبكَ، ثمِلاً برسائلِ الحضرة الإلهيّة التي بلغتكَ أنباؤها ممن هم أهلك و ذووكَ و مناطُ ثقتك، عمن لا يُسألُ عن صدقه و لا أمانته و لا نقائه، فتخلُدَ إلى مُخدِّر الطاعةِ الوديع، تنتظرُ أن تلتحق به و بهم في تلك الحضرةِ البديعة بعد أن يُستهلَكَ جسدك.

التّحدِّي الأعظم:

أن تستيقظ
أن تملكَ عيناً جسورة فاحصة
و يداً مُفكِّكةً لا تهدأ
و نفساً و إرادةً تأخذانكَ للمشي تحت سماءٍ ممطرةٍ تعوي فيها رياح الحقيقة!

رياح هنا و الآن
لتستعيد حقك الأول: حقُّ التأويل!


42
هناك أشياء أصيلة في الحياة، كأن يحرص الإنسان أن يتعلم المبادئ الصحيحة لما يريد أن يصنع، و التي تخرج كانعكاس أو كتمظهُر أو كاستعلان لطبيعة الشئ.

من هناك يستطيع أن يعترف بالفضل لمن يُنير أمامه درباً أو جزءاً منه أو حتى خُطوةً لم يكن ليستطيع أن يخطوها لولا شخص ما دفعه أثرُ جناحِ فراشة خفق قبل آلاف السنين لتحمل الصدف ذاك الصاحبَ المُنير إلى صاحبه المُستنير.

هناك تبدو أصيلةً كلمات ٌ تقول: شكراً من أجلِ السمكة التي أعطيتني. أرجوك لا تعطني سمكةً جديدة لكن علمني أن أصطاد.

هناك من لا يفهم الأمر من وجهِ الهوية و الطبيعة و الماهية، لكن من وجه التقليد، و كأن النظر إلى شئ ثم محاولة استنساخه ستؤدي بالضرورة إلى استحواذ على الفهم كاستحواذٍ على سمكة.

هؤلاء مساكين لكن مُضحكون، أعجبهم مثل السمكة فأرادوا أن يبدعوا فقالوا:

لا تعطني بيضة لكن علمني كيف أبيض.

الأصالة يا كرام ينبغي لها وجدانٌ يشتاق للحقيقة و عقلٌ بقوة الماس و لمعانه، و قدرة على السير بعكس التيار.


43
الحديث في حقوق الحيوانات سيقود بالضرورة إلى الاعتراف أن منشأ هذا الكوكب و طبيعة العلاقات بين مخلوقاته تقومان على مبدأ الصراع و الاستغلال.

زيارة بسيطة لقسم اللحوم في أي هايبر مول أو دكان جزارة كفيلة أن تفتح عيون من أراد أن يفهم، و سيصطدم الوعي لأول مرة بهذه الحقيقة المرعبة بأن الوجود قائم على الافتراس. لا عزاء هنا للنباتيّن، فهم مفترسون أيضاً، و لكن لكائنات لا صوت لها و لا مظاهر ألم بالمعاني و الأشكال التي نعرفها.

علينا أن نعترف أن هذا الوجود لا يمكن أن يكون من مصدر خيِّر أو عاقل أو مُحسن أو مُريد أو قاصد، و هذه هي الحقيقة الأولى.

أما الحقيقة الثانية فهي أن الوعي الإنساني الذي سمح لنا أن نصل إلى هذه النتيجة هو بذاته مفتاح الحل.

و ستقودنا الحقيقتان السابقتان إلى قرار ثالث سيصبح حقيقة فقط بقوة الاختيار، و هي أننا يجب أن نختار الانحياز إلى قيم الخير و الحق و العدالة، تحت عنوان عريض هو: الرَّحمة!

الرحمة لكل ما هو حي، باعتبارها بحراً كبيراً تصب فيه أنهار:

١- الحب المرتبط ب، و المتجه في فعله نحو، و الواقعة طاقتُه على، كل ما هي حي أو موجود.

٢- و الارادة الرافضة للاستسلام لطبيعة الوجود الافتراسية، و التي و إن كانت مضطرة للتعامل معها و العيش في إطارها، كونها لن تخرج منها بشكلها ككيانات قائمة سوى بالموت، إلا أنها تمارس قدرتها الواعية لتعمل على تحويلها حين تستطيع، إلى مسارات تشاركية بنّاءة ذات منسوب افتراسي منخفض خاضع لماهية اتحاد خيِّر واعي مُراد و مطلوب لذاته.

٣- الإرادة المُديرة لكل الطاقات الواعية و التي تستديم نماذج الوعي الرحيم المُحب التشاركي، و تبني نماذج جديدة، و تُعدّل النماذج الحالية، بشكل دائم ديناميكي، لا يتوقف و لا يحصر نفسه في قوالب ثابتة.

هنا الإنسان، هذا هو!


44
هناك أمور تحدث لا نتوقعها. فيها قدر كبير من الذُّعر، جرعة مخيفة من الحيرة، منسوب شديد الارتفاع من الذهول.
لكن،،،

،،، يجب أن نعترف أننا:

لا نملك فهما ً تامَّاً لكل شيئ
لا نعرف المستقبل
لا نستطيع أن نُلزم الحياة أن تعطينا ما نريد
لا نقدر أن نحيط أنفسنا و من نحب بدرع حماية
معرضون للخطر
مفتوحون على قابلية الخطأ

و لذلك يجب أن نعترف أيضاً أننا:

أقوياء
قادرون على التعامل مع كل ظرف
أذكياء
صامدون
واعدون
أصحاب قوة و عزيمة
أبناءُ الثِّقة
أصحاب الأمل
صانعون

أننا لن نستسلم و سنبقى نركبُ موج الحياة إلى شاطئ بعيد، قد نصله و قد نتسامى دون ذلك لنصيرَ غيوما ً تمطرُ الخير فلا نبلغُ ذلك الشاطئ و لا نمُسك الهدف،،،

،،، و لكننا لا نستسلم، و لا نقف، إنما نمضي فنبلغ أو نتسامى،،،

،،، و في الحالتين نقدِّم للحياة مانفيستو هويتنا:
نحن ُ أصحابُ الرِّحلة
و الرحلة قبل الهدف
و الأخير ليس لازماً و لا مُتمِّماً و لكن تفصيلاً و دافعاً و سبباً

هذا هو إعلانُنا!


45
هناك نمط استجابة يتكرر كثيرا على وسائل التواصل الاجتماعي و هو: التحسر على مستعمر قديم.
بعض ٌ يتحسر على التركي
بعضٌ آخر هواه فرنسي
بعضٌ ثالث هواه بريطاني

وقفة مع بُنية هذا النمط كافية لتشخيص علة حالة الجمود و التخلف الحضاري الذين نعاني منهما.

لفهم العلة ينبغي أن ننظر إلى كل الشعوب التي أنتجت حضارة و تحصلت على مكانة ذات نفوذ، لنرى أنها بدأت ببناء هوية مستقلة تنبع من ذاتها، و تتحلق حولها أجيالها، ينتج عنها رؤية وطنية واضحة لكيانها كدولة و لطموحها لتثبيت نفسها و تطوير كيانها المستقل و بناء منظوماتها و إنتاج مصادر معيشتها و تجارتها.

باختصار: كل من تقدم رأى نفسه ككيان مستقل لا ككيان قاصر تابع ينبغي أن يديره كيان آخر.

هذا هو مفتاح الحل، و بدونه و طالما أن أجيالنا ما زالت ترى نفسها قاصرة بحاجة لوصاية من كيان آخر و لأي سبب كان سواء الدين أو الثقافة أو الانبهار بالآخر فسنبقى مجرد مفعول به من فعلة كثيرين.


46
على الرغم من الظلم، و من تحت وطأة قسوة الحياة، من ركام الألم و الضعف و الخوف و المرارة، يشعُّ القلب النبيل. يصيرُ نبضُه استعلان َ إرادة، مانفيستو خيار، نمط هُويَّة يختارها، لأنه يُدرك، يعرِف، يرى بعين البصيرة، أن النقيضين لا بدّ و أن يبقيا في تصارُعٍ ما بقي الوجود، و أنّ عليه أن ينحاز.

نحو الإحسان، إلى النُّبل، من داخِل قوَّة الخير، ترفعهُ قيم الحب و الرحمة و الحق و الغفران، إلى ما فوق الركام و الرماد، حتى ينهض و يتبدّى و يقف، فيكون.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطَّيِّبون يذهبون!
- بوح في جدليات – 32 – بعض خواطري – 10.
- قراءة في العلمانية – 13 – عن علاقتها مع الكرامة الإنسانية – ...
- بوح في جدليات – 31 – بعض خواطري – 9.
- قراءة في العلمانية – 12 – عن علاقتها مع الكرامة الإنسانية – ...
- قراءة في استحقاقات فايروس الكورونا – الردود التلقائية للأفرا ...
- قراءة في العلمانية – 11 – عن علاقتها مع الكرامة الإنسانية.
- ضوءان على أعتاب الفجر
- ما وراء البحر
- قراءة في الحب - الوجه الآخر نابعاً من البيولوجيا.
- قراءة في العلمانية – 10 – ما بين بُنى الوعي و القرار السياسي ...
- قراءة في العلمانية – 9 – عن الطبيعة البشرية، و تشابكها مع ال ...
- عن سام نزيما و ملفيل أديلشتاين – شهادةٌ على انتصار الإنسانية ...
- بطاقة إنسانية من السِّياق الفصحي.
- قراءة في الذاكرة – الموثوقيِّة بحسب القياس العلمي.
- يا سوداء الصخرة ِ: كوني.
- انهضا – أفلا تقبِّلين.
- المُسافر لا يعود.
- قراءة في ظاهرة التحرُّش الجنسي – التعريف، السلوكيات، الأسباب ...
- بوح في جدليات – 30 – بعض خواطري – 8.


المزيد.....




- دانيل ليفي لـCNN: إذا كان ترامب يعتقد أن دول الخليج ستدفع تك ...
- خبير إسرائيلي يقوّم خطة ترامب للسيطرة على غزة وترحيل الفلسطي ...
- حديقة حيوانات أوريغون تحتفل بولادة فيل صغير جديد بعد 20 شهرً ...
- الأمن الروسي: احتجاز 4 نساء جندتهن المخابرات الأوكرانية لتنف ...
- بريدنيستروفيه تؤكد استمرار عملية حفظ السلام الروسية
- جندوا الثعابين والعقارب وجعلوا الأرض تطلق النار على الغزاة! ...
- الرئيسان الإماراتي والفرنسي يبحثان تعزيز العلاقات الاستراتيج ...
- هيئة الإذاعة البريطانية تعترف بتلقي تمويل من الـUSAID
- مباشر: خطة إسرائيلية لتسهيل مغادرة سكان غزة وروبيو يزور تل أ ...
- غالانت يكشف تفاصيل هجوم البيجر على حزب الله وإدارة الحرب بغز ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - بوح في جدليات – 33 – بعض خواطري – 11.