|
حول القضية الفلسطينية
احمد المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 30 - 11:35
المحور:
القضية الفلسطينية
تعتبر القضية الفلسطينية من أبرز القضايا المثيرة لاهتمام الجماهير في الشرق الأوسط و شمال افريقيا فلم تغب الرايات الفلسطينية عن صور الحراك الذي اندلع في المنطقة كما لم تخلوا شوارعها من المظاهرات المناهضة لدولة الاحتلال الصهيوني و جرائمها و بالرغم من قمع أنظمة الاستبداد لتلك الاحتجاجات إلا أنها تعاملت بحذر مع القضية الفلسطينية التي رفعت من أجلها الجماهير شعارات تتهم فيها الأنظمة السائدة في المنطقة بالخيانة لكن تلك الأنظمة تسير الآن في اتجاه التطبيع العلني و الرسمي و العلاقات التي كانت سرية ستصبح علنية فبعد نظام السادات المصري الذي وقع اتفاقيات الكامب ديفيد مع رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن في أواخر العقد السابع من القرن العشرين و النظام الأردني الذي وقع اتفاقية وادي عربة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين في العقد التاسع من القرن العشرين دشن النظام الاماراتي أول تطبيع رسمي في القرن الواحد و العشرين و لحقت به أنظمة البحرين و السودان و المغرب بعد وقت قصير كما تسير أنظمة أخرى في نفس الطريق و لهذا فالعزف العلني للسمفونيات الصهيونية الذي كان محصورا في التيارات الشوفينية سيمتد الآن ليشمل أوركسترا أنظمة الاستبداد الرجعية التي ستتبع تعليمات المايسترو الجديدة و ستُعزف المقطوعات الرديئة و المليئة بالديماغوجية و الأكاذيب لتبرير سياسة أبطال النفاق و نظرا لأهمية القضية الفلسطينية و وزنها السياسي في منطقتنا و لواجب فضح كذب الصهاينة و الشوفينيين و عملاء الأنظمة الوصوليين فسأقوم في هذه الأوراق بمحاولة عرض و توضيح بعض المسائل المرتبطة بالقضية الفلسطينية
فلسطين في القرن العشرين - قبل نكبة 1948 انتهت الحرب العالمية الأولى بالخراب و ملايين القتلى و المعطوبين و بثورة عظيمة كان لها دورها في إنهاء تلك المجزرة لكن حرب كبار لصوص العالم انتهت أيضا بتحقيق الهدف الذي اندلعت من أجله فتم تقسيم غنائم المهزومين بين المنتصرين و بعد سقوط الامبراطورية العثمانية قُسمت بلدان الشرق المتوسط التي كانت تحت سيطرتها و خضعت سوريا و لبنان للانتداب الفرنسي و فلسطين للانتداب البريطاني و حددت مصالح الامبرياليين المنتصرين مصير فلسطين التي قررت بريطانيا إنشاء دولة صهيونية عميلة فيها تحسبا لثورات التحرر الوطني التي كان الجميع آنذاك يتوقع اندلاعها في تلك المناطق المقسمة تعسفا و في 2 نونبر 1917 أصدر وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور وعده الشهير الذي أعلن فيه تعهد بريطانيا بدعم إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين التي لم تكن تتجاوز نسبة اليهود فيها 10% و عارضت شعوب المنطقة مخططهم الاستيطاني-الاستعماري مجسدة روحها الوحدوية حيث أن رفض وعد بلفور و رفض الوصاية البريطانية و الفرنسية على العرب كانا من قرارات المؤتمر السوري الذي عقد في 8 مارس 1920 كما نُظمت مظاهرات في مصر و فلسطين و سوريا احتجاجا على زيارة اللورد بلفور سنة 1925 و قبل نكبة 1948 انفجرت ثورتان ضد الاحتلال البريطاني و الاستيطان الصهيوني و خلال تلك الأحداث برزت شجاعة الجماهير الفلسطينية و أيضا جبن و ضعف البرجوازية الشبه اقطاعية التي كانت تقود الحركة الوطنية فأثناء ثورة البراق التي اندلعت سنة 1929 لم تدعم تلك القيادة الرسمية انتفاضة الجماهير الثورية بل لعبت دور المهدئ أما أثناء الثورة الثانية التي اندلعت سنة 1936 و استمرت ثلاث سنوات فقد لعبت دورا مخزيا حيث أنها توقفت في سبتمبر عن تمويل الاضراب العام و في أكتوبر أصدرت دعوة لإنهائه و هو ما حصل في الثالث عشر من نفس الشهر لكن الجماهير انتفضت مرة أخرى سنة 1937 بعد تخلصها و تحررها من القيادة الجبانة و الكابحة التي هرب بعض أفرادها و نُفي البعض الآخر بعد أحداث سنة 1936 و قدم العمال و الفلاحون آلاف الشهداء و الجرحى في تلك الانتفاضة التي دامت بقواهم الذاتية ثلاث سنوات لكن غياب قيادة ثورية واعية أفسح الطريق للعائلات الرجعية التي كانت مهادنة للإمبريالية البريطانية مما أدى لتبديد قوة الشعب الفلسطيني الذي أظهر في نضاله شجاعة كبيرة و روحا كفاحية عالية و لم يكن في حاجة لشيء آخر غير القوة السياسية الثورية الواعية إلا أن هذه الأخيرة لم تكن موجودة في المشهد الفلسطيني بشكل تام قبل نكبة 1948 فبينما سارت البرجوازية الشبه اقطاعية المرعوبة من الفلاحين و شبح البلشفية في طريق الديماغوجية التي صورت الكفاح الوطني كصراع ديني ضد اليهود مع مهادنة و مساومة الإمبريالية البريطانية سار الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي كان يُفترض أنه يسار في طريق انتهازية دعت الفلسطينيين للاتحاد مع مضطهديهم الصهاينة الاستيطانيين و أدان انتفاضتهم سنة 1929 و سأوضح خطأ هذين الطريقين اللذين لا زال لهما أنصار حتى في قرننا انطلاقا من تبيين طبيعة الحركة الصهيونية و علاقتها باليهود و طبيعة المجتمع الاسرائيلي
الصهيونية و اليهود و المجتمع الإسرائيلي انعقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في سويسرا سنة 1897 و تبنى المؤتمر في قراراته أطروحات ثيودور هرتزل الذي انتخب رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية و رأت الحركة أن حل مشكلة الاضطهاد الذي كان يتعرض له اليهود في أوروبا هو إنشاء دولة يهودية يهاجر لها جميع اليهود و ككل الحركات القومية الصغيرة ربطت مشروعها منذ البداية بالقوى الامبريالية السائدة آنذاك فجال قادتها شرقا و غربا بحثا عن دعم لمشروعهم الاستيطاني و في سنة 1901 بعد المؤتمر الخامس الذي تحدث فيه هرتزل عن اجتماعه مع السلطان عبد الحميد الثاني تم تأسيس الصندوق القومي اليهودي لتمويل الهجرة و الاستيطان أما في المؤتمر السادس الذي انعقد سنة 1903 فقد ناقش الصهاينة مسألة استيطان أوغندا بمساعدة من بريطانيا و نشأ بينهم خلاف حولها كما تم اقتراح العديد من البلدان الأخرى كالعراق و ليبيا لكن دعم الامبريالية و اليهود الأثرياء لم يكن كافيا لتحقيق مشروعهم الصهيوني-الاستيطاني و هو ما كان يدركه القادة الصهاينة بالفعل إذ أنهم في مؤتمرهم الأول أعلنوا في برنامجهم بعد نقاشهم أن الصهيونية تسعى لإنشاء دولة للشعب اليهودي و أن الكونغرس يقترح لتحقيق هذه الغاية : 1- الترويج بوسائل مناسبة للاستيطان في أرض اسرائيل بين المزارعين و الحرفيين و المصنعين اليهود 2- تنظيم جميع اليهود و توحيدهم عن طريق المؤسسات المناسبة المحلية و الدولية وفقا لقوانين كل دولة 3- تقوية و تعزيز الوعي القومي اليهودي 4- اتخاد خطوت تحضيرية للحصول على دعم الحكومات من أجل تحقيق أهداف الصهيونية
إلا أنها عجزت عن الحصول على دعم اليهود حتى بعد إعلان وعد بلفور إذ أنهم كانوا في أوروبا منخرطين في النضال من أجل الاشتراكية و لم تجذب الراية الصهيونية من كانوا يحملون راية الأممية ففي روسيا التي كانت بلد المذابح الجماعية ضد اليهود كانوا منخرطين بقوة في الأحزاب الثورية و قضى العديد منهم حياتهم في منافي و سجون القيصر ليس من أجل قضاياهم القومية الخاصة بل من أجل الحرية و العدالة لجميع الشعوب التي كانت تعيش في روسيا وكذلك العمال الروس من جهتهم استطاعوا تجاوز الرجعية القيصرية و كانوا محصنين بفضل لقاح الثورة من فيروس معاداة السامية فكانت طليعتهم منخرطة في الأحزاب الثورية-الأممية التي ضمت جميع قوميات روسيا و أثناء ثورة 1905 انتخب العمال الروس شابا ذا أصول يهودية رئيسا لسوفييت بتروغراد و بعد ثورة 1917 تولى بعض الاشتراكيين ذوي الأصول اليهودية مناصب مهمة في الحكومة الثورية التي حلت مشاكل المسائل القومية في روسيا و أعلنت الحرب على كل أشكال الاضطهاد القومي كما اتخذت تدابير صارمة ضد مرتكبي المذابح فأعلنت الإعدام كعقاب لمرتكبي تلك الجرائم و في المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية الذي عقد سنة 1920 تمت إدانة الصهيونية رسميا في أطروحات المؤتمر حول المسألة القومية و مسألة المستعمرات و لم يكن رفض الصهيونية محصورا في الروس و الأحزاب الشيوعية بالرغم من كونهم مثلوا الرفض الواعي لها إذ أن اليهود في المستعمرات أيضا لم تجذبهم و كان بعضهم منخرطا في حركة التحرر الوطني كجزء من الشعوب التي كانوا ينتمون لها فبالرغم من تزايد الهجرة لفلسطين بعد وعد بلفور إلا أنها ضلت ضئيلة مقارنة بعدد الرافضين للصهيونية و مشروعها لكن التغيير الحاسم ستحدده ثلاث عوامل و أحداث : 1- كان الحدث الأول هو الانعطاف الستاليني في ثلاثينيات القرن العشرين و بعدها في بداية العقد الخامس قبل وفاة ستالين فبعد ثورة أكتوبر و انتصار البلاشفة في الحرب الأهلية انتهى كابوس قمع القوميات في روسيا و بالإضافة لاعتراف الدولة السوفييتية بحقوقهم فقد تم منح العديد منهم جمهوريات و مقاطعات للحكم الذاتي و تم منح اليهود بيروبيجان التي كانت عاصمة لمنطقة الحكم الذاتي اليهودية و عند انعطاف ستالين لليسار في أواخر العقد الثاني تم قمع الأنشطة الصهيونية داخل الاتحاد السوفياتي كما ساند الكومنترن ثورة البراق التي اندلعت سنة 1929 و اعتبرها ثورة فلاحية ضد الامبريالية لكن الراقص الامبريقي سيغير اتجاهه لليمين في أوخر العقد الثالث و سيدشن مسلسل رعب ستنحصر فصوله و مشاهده في الاعدام و معسكرات الاعمال الشاقة مع لقطات عابرة لمعاداة السامية و آنذاك لم يكن اشقاق الديبلوماسيين و الموظفين السوفييت محصورا فقط في اليهود لكن هذا كان عاملا مساعدا للصهيونية إذ أن العديد من اليهود الذين عادوا من فلسطين بعد أن اكتشفوا زيف ادعاءات الصهاينة تم اعدامهم مما دفع الآخرين للبقاء كما كان لتوقيعه المعاهدة الرجعية مع النازية-الهتلرية و مباركة أحزاب الكومنترن الستالينية لها دور كبير في انسحابات جماعية لليهود من الأحزاب الشيوعية و تأسيسهم لما سمي باليسار الصهيوني و بالإضافة لهذا فالموقف السوفييتي-الستاليني تجاه الصهيونية تغير و سار في طريق مناقض للطريق البلشفي و اعتبر الاستيطان الصهيوني لفلسطين عاملا تقدميا و استمر في السير في طريقه الاجرامي المخزي بعد انتصار السوفييت في الحرب العالمية الثانية ففي سياق منافسته مع البريطانيين و انسجاما مع ضيق أفقه كان أبو الشعوب من أوائل من اعترفوا بدولة الاحتلال سنة 1948 و بعدها في بداية العقد الخامس قبل وفاته بوقت قليل دفع انعطافه لمعاداة السامية يهود الاتحاد السوفياتي لمستنقع الصهيونية 2- أما الحدث الثاني فقد كان صعود النازية و إغلاق أبواب البلدان الامبريالية في وجه الفارين من رعبها فتفوق هتلر و أنصاره في ألمانيا و البلدان التي احتلوها على مرتكبي المذابح القيصريين في روسيا بدرجات كبيرة و العنف الغوغائي في روسيا اتخذ طابعا منظما في ألمانيا و البلدان التي احتلتها العصابة الهتلرية فتم حرق ملايين اليهود بشكل وحشي و مع ذلك فهذا فقط جانب واحد من المشهد أما الجانب الآخر فهو التواطؤ الإجرامي الاجرامي للامبرياليين مع الصهاينة فاليهود الفارين من أهوال النازية طرقوا أبواب الامبرياليين البريطانيين و الأمريكان لكن هؤلاء رفضوا استقبالهم بسبب مصالحهم و صداقتهم مع الصهاينة الانتهازيين الذين كانوا يهتمون بتأسيس دولتهم الاستيطانية-النازية أكثر من اهتمامهم بإنقاذ اليهود الذين ادعو تمثيلهم فأثناء اجتماع المجرم بن غوريون مع الصهاينة في بريطانيا سنة 1938 قال : " لو علمت أنه يمكن إنقاذ كل اليهود الألمان بنقلهم إلى إنجلترا أو إنقاذ نصفهم فقط بنقلهم إلى أرض اسرائيل لفضلت الحل الثاني " 3- و الحدث الثالث الذي كان له دور في هجرة اليهود في منطقتنا هو نكبة 1948 و إعلان دولة الاحتلال الصهيوني فبعد اعلان تقسيم فلسطين و هزيمة الجيوش العربية تصاعدت معاداة السامية و اضطهاد اليهود ففي مصر حرض الاخوان المسلمون ضد الحارات اليهودية و نظموا ضدها هجمات عنيفة و في البلدان الأخرى لم يكن الوضع أفضل بكثير و كانت تلك ثمار لم يضيع الصهاينة في المنطقة التقاطها إذ أنهم كانوا نشيطين في الترويج لمشروعهم الاستيطاني بين اليهود في الشرق الأوسط و شمال افريقيا كما كانوا يقومون بتهريبهم من البلدان التي كانت فيها هجرة اليهود محظورة ففي المغرب قبل جلوس الحسن الثاني على العرش و سماحه لهجرة اليهود تم اكتشاف سفينة تابعة للموساد كانت تهربهم بعد غرقها سنة 1961
ولكن إن كانت هذه العوامل لها وزنها المهم في الهجرات الجماعية الكبيرة فهذا لا يعني أنه لم يوجد يهود تأثروا بالصهيونية-النازية فمن هؤلاء تكونت الهجرة الاستيطانية و العصابات الصهيونية التي استولت على أراضي الفلسطينيين و حول هذه المسألة من المهم توضيح أن الفلسطينيين لم يبيعوا أرضهم أبدا كما يدعي الصهاينة و أنصارهم في منطقتنا فبالإضافة لأن الشعب الفلسطيني لم يملك أرضا ليبيعها حيث أن أغلب الأراضي كانت مملوكة لعدد صغير من العائلات الثرية التي شكلت نسبة قليلة من مجموع السكان فحتى تلك العائلات الجبانة لم تتخلى عن الأرض بل كان منبع جبنها و مهادنتها للبريطانيين هو رغبتها في الاستمرار في السيطرة على الأرض و خوفها من الثورة التي كان من الحتمي أن لا تنحصر في التمرد ضد البريطانيين و الصهاينة و تمتد لتشمل هؤلاء الملاك الاقطاعيين و كانت نسبة الأراضي التي حصل عليها الصهاينة بشرائها ضئيلة جدا أما أغلب الأراضي فلم يحصلوا عليها إلا بالإرهاب و المجازر التي شملت جميع الفلسطينيين و بعد تقسيم 1947 و نكبة 1948 طرد الصهيونازيين المسلحين جميع سكان المناطق التي احتلوها إلا أن ألم هذه النكبة كان مختلفا و متفاوتا بين الأغنياء و الفقراء إذ أنهم بالرغم من تشاركهم مصير الطرد لم يتشاركوا مصير ما بعده فبينما استطاع أغلب الأثرياء تهريب بعض أموالهم التي يسرت حياتهم و حتى استثماراتهم في المنطقة لم يكن أمام الفقراء و قطاعات واسعة من الطبقة الوسطى سوى البؤس و المخيمات إذن من الطبيعي أن يتساءل الشعب الفلسطيني المشرد عن علاقة اليهود بالصهيونية كما أن معاداة السامية تكون غالبا مجرد تعبير مشوه عن كره الدولة الصهيونية-النازية التي ارتكبت ميليشياتها المسعورة و جنودها فيما بعد أفظع الجرائم في حق الشعب الذي لم تستثني أطفاله و بالإضافة لهذا فدولة الاحتلال تدعي تجسيد القومية اليهودية كما أنها لا تمنح حق المواطنة الكاملة لغير اليهود لكن سيكون من الخاطئ تصديق دعايتها فهي ككل الحكومات تدعي تجسيد إرادة ما تسميه الشعب اليهودي إلا أن غدائها و أساس وجودها هو معاداة السامية و ليس الخرافات الأسطورية بالرغم من استغلالها للدين اليهودي الذي يعتبر من أعمدة بنيتها الفوقية فمؤسسي الحركة الصهيونية انطلقوا من تصوير معاداة السامية كشيء طبيعي و أزلي ثم انتقلوا لطرح تأسيس دولة خاصة باليهود كحل للمشكلة و في هذه المسألة اعتمدوا على الامبريالية و في مؤتمرهم السادس اختلفوا حول منطقة الاستيطان فتم اقتراح أوغندا الافريقية (التي لم يكن فيها عرب أو مسلمين) لكنهم لم يتفقوا و ما وحدهم حول فلسطين هو سقوط الامبراطورية العثمانية و انتصار الامبريالية البريطانية التي كانت لها مصالحها في المنطقة و ليس خرافة أحقية اليهود في منطقة عاشت فيها شعوب أخرى قبلهم أما هجرة أغلب اليهود لفلسطين من أوروبا فكانت بسبب أفران هتلر و إغلاق أبواب الامبرياليين و ليس بسبب اقتناعهم بأساطير التلمود و كتاب دولة اليهود كما أن المجتمع الاسرائيلي الغارق في مستنقع الصهيونية حتى في قرننا ليس كله غارقا في التدين و النزعة الدينية و الامبريالية البريطانية أيضا ناورت بين العرب و اليهود في بداية الحرب العالمية الثانية و ليس دعمها لمشايخ الخليج شيئا خفيا و لهذا فتصوير الصراع كصراع ديني شيء خاطئ و ضار و رجعي فها هم من هتفوا "خيبر يا يهود جيش محمد سيعود" يوقعون في المغرب اتفاقيات مع الصهاينة و ها هو زعيمهم الديماغوجي المحتال يطلب منهم عدم انتقاد التطبيع و يصرح بكل وقاحة بأن أولوية تجار الدين هي مساندة الملك و دولته و نظامه و صمت شيوخ الدجل الديماغوجيين صار مفضوحا للجميع الآن كما أن وقاحة بعضهم امتدت للتأييد العلني لأولياء أمرهم و نعمتهم إن تميز اليهود لم ينتج عن عرقهم أو دينهم بل هو نتيجة سببها الدور الذي لعبوه كتجار و يعود هذا لطبيعة نشأتهم فقد وضح المفكر الماركسي أبراهام ليون في كتابه "المفهوم المادي للمسألة اليهودية" أن الأراضي الغير خصبة و القاحلة التي سيطر عليها اليهود قديما في فلسطين هي التي دفعتهم للعمل في التجارة بدل الزراعة كما أشار في بحثه لتطور اليهود و دورهم الاجتماعي منذ العصور القديمة في الامبراطورية الرومانية فوضح كيف كان وضعهم في المجتمع يحدد تحالفاتهم و صراعاتهم مع الطبقات المختلفة في المجتمع فتطرق لعلاقات اليهود مع الملوك – النبلاء – البرجوازية – الحرفيين و الفلاحين و لعلاقة وظيفة المرابي بالكراهية التي كانت ضدهم و في نفس الكتاب انتقد أطروحات الصهاينة و قال : " لم تطرح الصهيونية هذا السؤال بجدية أبدا : لماذا خلال هذين الألفي سنة لم يحاول اليهود حقا العودة إلى هذا البلد؟ لماذا كان من الضروري الانتظار حتى نهاية القرن التاسع عشر حتى ينجح هرتزل في اقناعهم بهذه الضرورة؟ " "في الوقت حاضر لا يوجد أي تجانس عرقي على الاطلاق بين يهود اليمن على سبيل المثال و يهود داغستان فالأول شرقي بينما الثاني ينتمي إلى العرق المغولي و يوجد يهود سود في الهند و يهود أثيوبيون(الفلاشا) و يهود تروغلوديت في افريقيا)
كما تطرق لمسألة اندماج اليهود و قال : " على مر العصور كان قدر اليهود و هم شعب من التجار الذين كان لبقائهم بين الشعوب الأخرى أسبابه المتجذرة في وظيفة اجتماعية خاصة و يتحدد بالتطور العام للمجتمع و التطور الذي أحدث تغيرات في علاقاتهم مع الطبقات المتعددة فالثورة البرجوازية في أوروبا الغربية فتحت الباب للأحياء اليهودية ودمجت الجماهير اليهودية بالمجتمع المحيط فبدا استيعاب اليهود وكأنه واقع متحقق و لكن بلدان أوروبا الوسطى والشرقية هذا الخزان الاحتياطي الهائل لليهود المحتجزين منذ قرون لوظائف السمسرة دخلت على طريق التطور الرأسمالي في الوقت الذي كانت فيه الرأسمالية العالمية قد شرعت بالفعل في مرحلتها الإمبريالية ورغم أن علاقات التبادل والإنتاج القديمة شهدت انقلابا مفاجئا سلب اليهود الأساس المادي لوجودهم لم يكن هنالك تصنيع على نطاق واسع بما يسمح لهذه الملايين من السماسرة عديمي النفع للاندماج في البروليتاريا وهكذا تم إغلاق الباب أمام التمايز الاجتماعي للجماهير اليهودية فجزء صغير من اليهود أصبح رأسماليا أو بروليتاريا وهاجر جزء أكبر منه، ما كان ينافي بالتالي الميل نحو الاندماج الكامل الذي كان يجري في البلدان الغربية و الجزء الأكبر منهم بقي في حالة بائسة لصغار التجار مسحوقا بين الإقطاع و الرأسمالية "
ويمكن أن أضيف حول هذه المسألة أنه على عكس مزاعم الصهاينة حول اضطهاد اليهود في منطقتنا فقد كان وضعهم في الشرق الأوسط و شمال افريقيا بعيدا عن الاضطهاد الذي ساد في أوروبا الشرقية كما أن اليهود المغاربة بالرغم من سياسة التفريق الاستعمارية لم يكونوا في علاقة عدائية مع أشقائهم المغاربة و رغم أن وباء العنصرية المعادية للسامية الرجعي كان ينتشر أحيانا مثلما كان ينتشر وباء العنصرية العرقية و القبلية فاليهود المغاربة كانوا ناشطين في الحياة الاجتماعية و الثقافية في المغرب و كانت وظيفة أغلبهم من عوامل تأسيس نوع من الاندماج الاجتماعي و يمكن أن يقدم الفن الشعبي مثالا جيدا حول المسألة ففي فن كناوة الذي ترافقه أيضا بعض الطقوس الصوفية هناك مقطوعات و أغاني خاصة باليهود تسمى "مقطوعات السبت" و معها كانوا يقيمون ولائما تعكس في اختلافها عن الولائم العادية الطابع الاجتماعي المميز للتجار كما ناضل جزء منهم ضد الاستعمار الفرنسي و ناضل جزء من رافضي الهجرة في صفوف الأقلية الثورية ضد الاستبداد المخزني إذن بعد أن حاولت توضيح طبيعة الصهيونية و اليهود و علاقتهما سننتقل الآن لنقاش مسألة وحدة العمال العرب و اليهود التي روجها بعض اليساريين قبل النكسة و التي لازال لها أنصار في قرننا و سنتطرق لطبيعة تكون اسرائيل و طبيعة المجتمع الاسرائيلي من أجل التعامل مع المسألة بشكل سليم فمن البديهي و الأساسي أن اليسار ضد العنصرية و ينادي باتحاد المظلومين في النضال ضد الظالمين إلا أن مسألة التحرر الوطني لها خصوصيتها و يجب أن أشير لأن أفضل من تعامل معها هو لينين الذي وضح أن مهمة تحقيق الوحدة الثورية بين عمال البلدان الامبريالية و الشعوب المستعمرة تقع أساسا على عاتق طليعة عمال البلد الامبريالي فأكد أن واجب الاشتراكيين و العمال في البلدان الامبريالية هو دعم حركة التحرر الوطني ضد برجوازيتهم و انتقد من كانوا يتهربون من مسألة المستعمرات التي كانت تحتلها الطبقة الحاكمة في بلدانهم و سماهم "الامبرياليين الاجتماعيين" و بالإضافة لذلك لا يجب أن نغفل الطابع الخاص للقضية الفلسطينية و النضال ضد الدولة الصهيونية إذ أننا نتعامل مع مسألة "استيطان عنصري" تختلف عن الاستعمار التقليدي و هذه النقطة الأساسية التي تحدد طابع المسألة تكشف لنا طبيعة دولة اسرائيل و المجتمع الاسرائيلي ولا أبالغ إن قلت أن "استيطان اجرامي" مصطلح يلخص ماهية اسرائيل و مجتمعها بكل طبقاته فوجود صهيوني مهاجر في فلسطين لا يتحقق إلا بنفي وجود الفلسطيني الأصلي و طرده من الأرض التي يعيش فيها و هذا العامل وحده كفيل بتبيين أن شعار الوحدة خاطئ تماما و اقتراحه يضر بالمُقترِح قبل المُقترَح عليه إذ أن هذا الأخير إن لم يجبه بدير ياسين و الملايين المشردين فسيكتفي بالسخرية و النفور المبرر تماما في ظل أحداث عقود انتفض فيها الشعب الفلسطيني أكثر من مرة و بينما تضامن "عرب اسرائيل" مع الانتفاضات اصطف اليمين و اليسار الصهيوني إلى جانب حكومتهم التي شمل قمعها أطفال فلسطين ولكن بالرغم من هذا فسأحاول توضيح الأمر بشكل أكبر فصحيح تماما أن المجتمع الاسرائيلي ككل المجتمعات منقسم لطبقات لها مصالح متناقضة و فئات لها رؤى مختلفة لكن الوقوف عند هذا الحد سطحي لأنه يتغاضى عن تكوين دولة الاحتلال الاستيطانية و عن حقيقة أن مصلحة الوجود القائم على الاستيطان توحد جميع المستوطنين أي جميع طبقات المجتمع الاسرائيلي بالرغم من كل التناقضات الاجتماعية ففي اسرائيل دوما تندلع اضرابات و صراعات من أجل الأجور و الحقوق الاجتماعية لكن لم يسبق أن حدث إضراب تضامنا مع الشعب الاسرائيلي بل ما كان يحدث عند إضراب العمال الفلسطينيين عن العمل في اسرائيل هو تضامن العمال الصهاينة و نقابتهم الهستدروت مع برجوازيتهم ضد الفلسطينيين و جذور المسألة مرتبطة بدولة 1948 و مجتمعها فذكرت في السطور السابقة أن مع صعود النازية و أفرانها و إغلاق أبواب بريطانيا و أمريكا تصاعدت هجرة اليهود لفلسطين لكن على عكس ما روجه الصهاينة الأوائل لم تكن فلسطين أرضا بلا شعب و لإيجاد مكان لليهودي المهاجر كان يجب طرد الفلسطيني بالقوة و لتحقيق هذه الغاية شكل الصهاينة المتطوعون الميليشيات المسلحة التي ستصبح أساسا لجيش دولة الاحتلال بعد إعلان قيامها سنة 1948 و قد ساهم هذا في تشكيل روابط قوية و متينة في مجتمع الصهاينة حتى قبل إعلان 1948 فالمساعدة المادية في الهجرة و توفير مكان للمهاجر و المجتمع المنغلق و الطابع النازي للصهيونية كلها عوامل لها وزنها الثقيل و انعكس تأثيرها الكبير في موقف العمال الصهاينة من ثورة 1936 – 1939 و إضرابها و مواقف المجتمع الاسرائيلي من انتفاضات الفلسطينيين و أيضا أحداث أخرى فمثلا لم تتخذ أي اجراءات عملية أو مواقف ضد الصهيونية بالرغم من الاستياء العلني لبعض "الصهاينة المدنيين" من الأعمال المتوحشة و البشعة لإخوانهم المسلحين في قرية دير ياسين إن مواقف المجتمع الاسرائيلي بمختلف طبقاته و فئاته و أحزابه و تياراته تثبت صحة تعامل الماركسية السليمة مع المسألة الوطنية ففي تعامل ماركس مع المسألة الايرلندية و علاقتها بالنضال البروليتاري في انجلترا استنتج بعد دراسة عميقة للمسألة أن "الطبقة العاملة الانجليزية لن تتمكن من القيام بأي شيء اذا لم تتخلص من إيرلندة... إن جذور الرجعية الانجليزية في انجلترا قائمة في استعباد إيرلندة" كما يثبت وضع المجتمع الاسرائيلي بشكل كبير صحة أن "شعبا يضطهد غيره من الشعوب لا يستطيع أن يكون حرا" لكن إن كان هذا هو الوضع فهل حل المسألة الوطنية في فلسطين هو الوحدة الوطنية المضادة ؟ من يريد خلاصة جوابي فالجواب هو "لا" و الجواب عن سؤال "لماذا؟" هو ما سأحاول تقديمه الآن
إفلاس البرجوازية التي قادت الحركة الوطنية تصعد "الوحدة الوطنية" بشكل كبير في أجواء الحروب و نضالات التحرر الوطني و تبدوا مثل السحاب الذي يخفي كل التناقضات الطبقية إلا أن الجوهر الطبقي يكون دوما روح و وقود كل تلك الحركات فمنذ حروب الثورة الفرنسية و التوحيد البيسماركي ارتبطت القومية و الوطنية بالمصالح الطبقية فالصراع ضد الاقطاعية ارتبط ارتباطا وثيقا بمصالح البرجوازية الصاعدة عندما كانت تقدمية و كذلك كانت الحروب الاستعمارية و الامبريالية نتيجة لنفس تلك المصالح التي دفعت على أصحابها غزو العالم ثم الصراع من أجل السيطرة التامة عليه بعد تطور الانتاج و تحول المنافسة و تطورها للاحتكار و ينطبق نفس الأمر على نضالات التحرر الوطني في المستعمرات فما كان يحرك نضال البرجوازية الضعيفة هو مصالحها و وجودها الذي هددته الامبريالية الغاشمة التي أعاقت قوتها نمو قوة برجوازية المستعمرات أما الفلاحين الذين كانوا يشكلون الأغلبية في المستعمرات فقد حملوا السلاح وتحملوا مسؤولية النضال الثوري و قدموا التضحيات بسبب الاضطهاد المزدوج الذي تعرضوا له بعد انضمام القوى الاستعمارية للإقطاعية في ساحة الاستغلال و بعد أن دفعت جزءا منهم للهجرة إلى المدينة للانضمام إلى جيش البطالة الاحتياطية و كادحي المصانع و سكان دور الصفيح و كان الاستقلال يعني لهم التخلص من مستغليهم المحليين أيضا و ليس فقط الأجانب لكن الفلاحين في الريح يحتاجون بحكم موقعهم للقيادة من المدينة مثلما تحتاج هذه الأخيرة لكسبهم لصفوفها و تمثل الوحدة الثورية بين الريف و المدينة ضرورة قصوى بالنسبة للنضال التحرري إلا أن تحقق هذه الوحدة على أساس متين يحتاج لمادة لا غنى عنها هي وحدة المصالح المادية الحقيقية و هذه المادة هي التي كان لها دور كبير في نجاح الثورة الفرنسية و في انتصار الفيتناميين على الفرنسيين و الأمريكان و في انتصار الثورة الكوبية فكان الاصلاح الزراعي و تخليص الفلاحين من ديون العبودية هو ما ضمن ولائهم للجمهورية و لنابليون بعدها و هو ما كان وقود شجاعتهم و تضحيتهم في فيتنام و هو ما كان دافعا لقتالهم في صفوف الثورة الكوبية و دفاعهم عنها ضد الثورة المضادة أثناء غزو خليج الخنازير و كانت الأرض و الثورة و الفلاحين كما ذكرت هي مصدر جبن و ضعف العائلات الرجعية التي قادت الحركة الوطنية قبل نكبة 1948 لكن ما يُفترض أنها "برجوازية وطنية" لم يكن موقفها أفضل بكثير فحتى بعد توليها القيادة الشبه مطلقة ظل الخوف من الجماهير الثورية ملازما لها و ككل القوى الاصلاحية لم ترى الجماهير إلا كورقة ضغط و لم يكن يتعلق الأمر باستثناء فلسطيني أو خصوصية عربية بل بالخلفية الاقطاعية لجزء كبير من برجوازية البلدان المتخلفة و بالتطور الاجتماعي العام الذي غير موقع البرجوازية بالنسبة للثورة فانطلاقا من موقعها في النظام الاجتماعي حُددت خياراتها السياسية و علاقاتها بالطبقات الأخرى فقد كان الاصلاح الزراعي كابوسا يهدد المصالح المادية لجزء كبير من هؤلاء و على عكس البرجوازية الفرنسية في القرن الثامن عشر صارت البرجوازية منذ أواخر القرن التاسع عشر تخشى الثورة أكثر من الأنظمة الحاكمة و كانت البرجوازية الليبرالية تسعى دوما فقط لتسوية من أجل اقتسام كعكة السلطة في حدود الأنظمة القائمة فأثناء ثورة 1848 في ألمانيا خانت البرجوازية الثورة و دخلت في مفاوضات مع القصر من أجل ملكية دستورية لكن خوفها من الحركة الجماهرية ظل حاجزا بينها و بين تحقيق مطالبها الاصلاحية مثلما ظلت هي حاجزا بين الجماهير و الثورة ضد الامبراطورية الاقطاعية أما في روسيا فقد عجز البرجوازيون عن النضال ضد القيصرية عجزا تاما و أرعبتهم ثورة 1905 لدرجة أنهم اصطفوا علنا لجانب القيصرية بعدها و يعود هذا أيضا لحقيقة أن البلدان التي تلت هولندا و انجلترا و فرنسا لم تسر في نفس طريق التطور الرأسمالي فأمريكا لم تمر من المرحلة الاقطاعية وأنشأت مؤسساتها بروح حديثة أما في بعض البلدان الشرقية الشبه اقطاعية فقد حافظت الرأسمالية التي بدأت بالدخول من بلدان أوروبا الحديثة على المؤسسات العتيقة لتلك الدول لكن في بعض البلدان الأخرى دفعت القوة الصناعية الناشئة و تهديدها بعض الفئات الاقطاعية للقيام بمهام التحديث المطروحة على البرجوازية و كان هذا هو حال ألمانيا و اليابان فتولت فئة من اليونكر و الساموراي مهمة التحديث بطريقتهم(الاقطاعية) الخاصة لكن هذا كان يعكس أساسا ضعف البرجوازية الناشئة في ظروف منافسة شديدة تسعى فيها القوى المتقدمة لاحتكار القوة و إضعاف المنافسين و في تطور اجتماعي جعلها تخشى الثورة أكثر من الرجعيين و هو ضعف لم يستثني برجوازية المستعمرات بل تجلى فيها بسبب الاستعمار بشكل أكبر فبالرغم من أن ضعف اليسار بسبب بعض الأخطاء السياسية أفسح لها مكان قيادة نضال التحرر الوطني في بعض البلدان فقد كانت طبيعتها المحافظة و ضعفها أسبابا في فشلها في تحقيق مهام التحرر الوطني و أثبتت البلدان التي لم تتولى فيها البرجوازية القيادة أن الأمر لم يكن يتعلق فقط بقوة الامبريالية كما يدعي بعض الاصلاحيين بل ايضا بطبيعة القوة التي تناضل ضدها و تجد الامبريالية أساسا لتوسع قوتها أو تقلصها في ضعف أو قوة من يقود النضال ضدها فشعوب منطقتنا لم تختلف عن الشعوب التي هزمت الامبريالية و لم تبخل بشجاعتها و تضحيتها أثناء النضال ضدها لكن إفلاس البرجوازية التي قادت الحركة الوطنية و اتجاهها الاصلاحي بدد قوة الجماهير الثمينة و المساومة على الفتات ولدت اتفاقية 1936 في مصر و اتفاقية إكس ليبان في المغرب قبل ولادة اتفاقية أوسلو في فلسطين لكن من البديهي أن تُطرح أسئلة عن دور اليسار في النضال و عن سبب افساحه المكان للبرجوازية بعد نكسة 1967 وسنتطرق الآن لهذه المسألة و لبعض القضايا المرتبطة بها
اليسار الثوري والقضية الفلسطينية لقد أشرت في السطور السابقة لدور ما كان يُفترض أنه يسار قبل نكبة 1948 و وضحت أن رؤيته و سياسته الخاطئة كانت سببا في إفساح الطريق للديماغوجيين الشبه إقطاعيين و لا أبالغ إن قلت أن قبل النكبة لم يكن في فلسطين كيان جماهيري يستحق اسم اليسار فغابت القوى السياسية الثورية عن ساحة النضال التي احتلتها التمردات الثورية للجماهير و بعض العمليات الاستشهادية لحركات كحركة عز الدين القسام و عانى الحزب الشيوعي الفلسطيني من الانحطاط الستاليني الذي تجلى في قبوله لتقسيم 1947 لكن الوضع لم يستمر في هذا الاتجاه السيء و حدثت تطورات إيجابية مهمة على الصعيد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية فتصاعد مد ثوري قوي و انخفضت التبعية العمياء لموسكو و حدثت انقسامات في صفوف القوى السياسية القديمة كما نشأت قوى يسارية جديدة في ضوء تلك الأحداث ففي المغرب مثلا انشق بن بركة و فصيله عن القوى البرجوازية التقليدية التي سجدت لأمير المؤمنين و أسسوا حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي مثل آنذاك اتجاها تقدميا في الساحة السياسية بالرغم من جوهره الاصلاحي و بعد نكبة 1948 تأسست حركة القوميين العرب التي ضمت في صفوفها فلسطينيين و أردنيين و كويتيين و عراقيين لكن التحول الجذري نحو اليسار الثوري سيبدأ في نهاية العقد السادس من القرن العشرين فكان لكفاح فيتنام البطولي و نكسة 1967 أثر كبير في المنطقة و في هذا السياق ترك العديد من المناضلين صفوف القوميين و أسسوا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي سيحدث في صفوفها انشقاق بعد وقت قصير نتج عنه تأسيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين و لعبت الجبهتان دورا إيجابيا في مناطق نشاطهما و شاركتا في القتال أثناء أحداث أيلول الأسود الأردنية و الحرب الأهلية اللبنانية كما أن اليسار الثوري على الصعيد العالمي دعم آنذاك القضية الفلسطينية و كانت للمنظمات الفلسطينية علاقات مهمة مع العديد من الحكومات اليسارية أما في بلدان الشرق الأوسط و شمال افريقيا فتم اعتبارها قضية وطنية في ظل الأجواء التي سادت فيها التطلعات للوحدة العربية و يعود لليسار الفلسطيني الفضل في إبراز الجانب الطبقي للقضية و الطابع الرجعي للعديد من الأنظمة العربية فبالرغم من نواقص طرحه و تأثره بالأطروحات التقليدية التي سادت آنذاك إلا أنه مثل تقدما كبيرا مقارنة بمن سبقه و الخط المهادن لأنظمة المنطقة الذي عاصره كما كان يمكن أن يكون جسرا نحو "الثورة الدائمة" التي كانت مفتاح تحرر و تطور فلسطين و المنطقة لكن تلك الأطروحات التقليدية ظلت حاجزا بين اليسار الراديكالي و الثورة الدائمة و الموقع القيادي للثورة التحررية فرغم اعترافه بالصراع الطبقي و ضعف البرجوازية و رغم إدانته لاتفاقية أوسلو الاستسلامية لم يرى أن عليه تولي موقع القيادة الثورية و تركه لمن ساروا في طريق المساومة على الفتات انطلاقا من أطروحة "الثورة عبر مراحل" التي فرضت عليه أن لا يعادي البرجوازية و أن يشكل معها جبهة موحدة يلعب فيها دور الجناح اليساري الذي يقدم لها دعما نقديا و لم ينجوا اليسار الفلسطيني من تأثير تلك الأطروحة السيئة فتخليه عن دوره الطليعي كان يعني ترك المناضلين في قفص الأحزاب الاصلاحية التي أثبتت خلال عقود بعد نكسة 1967 أنها عاجزة عن تقديم حلول حقيقية للقضية الفلسطينية كما أثبتت تجربتها في السلطة بعد اتفاقية أوسلو الاستسلامية و المخزية أن ما تدافع عنه البرجوازية المُفترض أنها وطنية و تقدمية هو تحقيق مصالحها الخاصة و ليس ما تسميه مصلحة عامة لطمس تناقض مصالحها مع المصالح الحقيقية للأغلبية و بينت عجزها عن تحقيق الاستقلال و الديمقراطية و كل طموح الجماهير الشعبية و الأكثر خطورة من هذا هو التواطؤ مع الامبريالية الذي يزرع اليأس و الاحباط في الجماهير الشعبية و الذي يدمر ما تعجز عن تدميره قنابل القوى الاستعمارية
نظام الحسن الثاني و النظام الاسرائيلي يقوم بعض الصحافيين و السياسيين أثناء تعليقهم على تطبيع دولة المخزن مع دولة الاحتلال بتصوير الأمر كشيء غريب أو يدعوا للاستغراب و بالرغم من أن لتلك التعليقات مظهر استنكاري إلا أن جوهرها هو التمويه و التظليل و تعود جذور تلك التعليقات لسياسة مهادنة الأنظمة الرجعية التي تبنتها الحركة الاصلاحية في القرن العشرين و التي كان لها تأثير سلبي على القضية الفلسطينية و جماهير الشرق الأوسط و شمال افريقيا فادعاء الدهشة استمرار لتصوير الرجعيين كأصدقاء للشعب الفلسطيني و قضيته و استمرار لإعطاء الشرعية لمن لا يستحقونها و هو ما يعني استمرار التواطؤ مع الأنظمة الانتهازية في خداع الجماهير الشعبية لكن الحقيقة هي أن الأنظمة التي كانت عدوة لشعوبها لم تكن و لن تكون صديقة لفلسطين و قضيتها أو أي قضية تحرر أخرى و القضية الوحيدة التي تبنتها تلك الأنظمة و دافعت عنها بحماس هي "قضية السلطة و الثروة" و في سياق الدفاع عن هذه القضية نشأت العلاقة بين أمير المؤمنين و الصهاينة كجزء من العلاقات التي كوّنها الملك الميكيافيلي مع كل الرجعيين من أجل تحقيق غاياته و من أجل تلك القضية لم ينجوا الشرق الأوسط مثلما لم تنجوا إفريقيا من مؤامراته و تواطئه مع الامبرياليين لتقوية موقعه في الصراع الذي خاضه بعد جلوسه على كرسي أحلامه في أجواء ملتهبة و صراعات لم تكن موازين القوى فيها لصالح القصر فالسلطة السياسية القروسطية التي اشتهاها الحسن الثاني لم تكن فريسة سهلة المنال في ظروف داخلية كان فيها جناح إصلاحي تقدمي رافض للخضوع و التنازل عن مكانه في الساحة للملك الطامح لملكية القرون الوسطى و ظروف خارجية كانت الثورة عنوانها بالإضافة لإسقاط القوات المسلحة للملكية في العراق و اليمن و من أجل اصطياد فريسته استند الحسن الثاني داخليا على دعم البرجوازية الكبرى و بقايا الاقطاع و الاستعمار و قيادات الجيش الذي أسسته فرنسا في عهد الحماية(الاستعمار) أما خارجيا فمد يده للمعسكر الغربي الذي كان يحارب و يتآمر ضد حركات التحرر الوطني التي صعدت بقوة آنذاك كما فتح أمير المؤمنين حضنه لكل الرجعيين الذين رأى فيهم فائدة لنظامه و كعربون لصداقته مع الصهاينة قام عند جلوسه على العرش بهدم حواجز حظر هجرة اليهود التي بُنيت بعد حصول المغرب على الاستقلال الرسمي و سمح للموساد بالنشاط بحرية في المغرب و أثناء اجتماع قادة الدول العربية في الدار البيضاء سنة 1965 قدم الحسن الثاني تسجيلات الاجتماع التي احتوت على معلومات عسكرية مهمة للموساد الاسرائيلي و اعترف قادة دولة الاحتلال بأن تلك المعلومات كانت مفيدة لهم في الاستعداد لحرب 1967 و لم يبخل الموساد كذلك بخدماته من أجل أمير المؤمنين فقدم له رأس المعارض اليساري بن بركة كهدية و استعراض لقدراته الاجرامية في نفس الوقت و ساعده بذلك على تنفيذ حكم الاعدام الذي أصدره سنة 1963 و بالرغم من أن علاقات الحسن الثاني مع الرجعيين لم تنقذ عرشه الذي كاد أن يفقده في سنتي 1971 و 1972 فقد حافظ أمير المؤمنين على علاقاته مع الصهاينة و تكفل سنة 1977 بتوفير الحديقة التي جرت فيها المفاوضات السرية بين نظام السادات و النظام الاسرائيلي إن النظام الحالي لم يغير السياسة الخارجية التي اتبعها نظام الحسن الثاني و تقدم حرب اليمن دليلا واضحا على سيره في نفس الطريق و موقفه من القضية الفلسطينية و دولة الاحتلال ظل مرتبطا بمصالحه الخاصة و الظروف العامة على الصعيد الداخلي و الخارجي فما دفعه لإغلاق المكاتب الاسرائيلية هو انتفاضة الأقصى و تضامن الجماهير معها و ليس صحوة ضمير و ما دفعه للمشاركة في ورشة البحرين و للتطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني لم يكن المصالح الوطنية و لم يكن شعوذة أو لوبيات يهودية أو غيرها من الخرافات التي يروجها البعض بل نفس تلك المصالح و قضية "السلطة و الثروة" المقدسة التي دفعته للمشاركة في الحرب ضد اليمن و للاعتراف بالانقلابيين في فنزويلا مثلما دفعت نظام الحسن الثاني للتآمر مع الامبرياليين على افريقيا و الشرق الاوسط
ضد التيارات الرجعية و الشوفينية أعتقد أن السطور السابقة التي تطرقت لطبيعة صراعنا ضد الصهيونية تُقدم مثلما قدمت أعمال الرفاق الثوريين و جميع التقدميين دحضا لأطروحات التيارات الرجعية بشقيها الثيوقراطي و اللائكي فوضحت أن الصراع ضد دولة الاحتلال ليس صراعا دينيا كما حاولت تسليط الضوء على بعض حقائق الدولة الصهيونية التي يعمل المتصهينين في منطقتنا على تجميلها لكن ما أريد أن أشير إليه في هذا الجزء هو التأثير السيء للثيوقراطيين على القضية الفلسطينية فبعد الحراك الثوري الذي اندلع في المنطقة صعدت ثورة فكرية يعترف بوجودها أنصارها و أعدائها و لكونها نتيجة أحداث اجتماعية و سياسية فلم يكن بإمكانها مثلما لم يكن بإمكان أي ثورة فكرية تستحق هذا الاسم أن تكون منفصلة عن الأحداث و الظروف التي تشكل موضوع نشاطها و في هذا السياق كان من الطبيعي أن تتطرق تلك التيارات المسماة بالتنويرية للقضية الفلسطينية فصاغوا في موقفهم منها أطروحات لائكية رجعية مناصرة لدولة اسرائيل الصهيونية لكن إن كانت بعض قيادات تمارس خداعا واعيا فجزء مهم من الشباب و الشياب التحرريين دخلوا قفصها و سقطوا في حفرتها فقط كنتيجة لنفورهم من ديماغوجية الثيوقراطيين الذين يصورون القضية الفلسطينية كقضية دينية من جهة و لضعف صوت اليسار من جهة أخرى و بالإضافة لهذا تساعد التيارات الثيوقراطية دعاية الصهاينة التي تصور الفلسطينيين و العرب كطائفيين و مجانين معادين لليهود و اليهودية و ليس لجرائم و قذارة دولة الاحتلال الصهيونية كما يرتكب الرجعيون الديماغوجيون جريمة في حق القضية الفلسطينية و شعوب الشرق الأوسط و شمال افريقيا بحصرهم القضية في سجن الطائفية و حرمانها من حقها في المساندة الأممية و بتلويتهم لوعي شعوب المنطقة بسموم الرجعية و الطائفية إن هذه البذور المتصهينة يمكن أن تصبح أشجارا ذات تأثير خطير علي القضية الفلسطينية و أيضا على الثورة التحررية في الشرق الأوسط و شمال افريقيا و لا يعكس وجود هذه البذور قوة المؤامرات بل يعكس ضعف اليسار الذي يفسح المكان للوصوليين الذين يقومون باحتواء الاتجاهات التقدمية في أقفاصهم الرجعية و بتحريفها عن مسارها السليم من جهة و بتلويث راية التنوير و النضال ضد الرجعية من جهة أخرى و بشكل عام يمتلك اليسار المادة الضرورية لسقي تلك البذور كي تنموا أشجارا ثورية و ما يجب العمل عليه هو تطوير تقنيات و أساليب للعمل في الأرض التي لا ينبغي تركها للرجعيين و الوصوليين بكل أصنافهم فالقضية الفلسطينية و قضية الحرية و العدالة الاجتماعية كلها قضايا مترابطة مفتاح حلها الحقيقي هو الاشتراكية الأممية الثورية و كلها قضايا يفرض حمل رايتها شن حرب ضد كل التيارات الرجعية و الشوفينية و بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط و شمال افريقيا فمساندة القضية الفلسطينية لا يفرضها الواجب الأممي فقط بل أيضا المصلحة المشتركة في النضال ضد الدولة الصهيونية التي تشكل حصنا من حصون الثورة المضادة في المنطقة و على عكس ما تروج التيارات الشوفينية فقضية التحرر الوطني من الاستعمار الجديد و قضية الحرية و العدالة الاجتماعية لا يمكن حلها بمعزل عن القضية الفلسطينية أو على حسابها كما أن أطروحات "التطبيع مقابل الازدهار" و "قبيلتي و عشيرتي قبل كل شيء" فبالإضافة لكونها خاطئة فهي خطيرة جدا في ظل ترويجها من طرف بعض من يدعون النضال إذ أنها ليست مجرد حقن تضليلية فحسب بل أيضا حقن سامة مليئة بروح المرابي الأناني و الانتهازي المعادية و المناقضة لروح المناضل
ما هو حل القضية الفلسطينية ؟ يساعد تحديد ما هو خاطئ على معرفة ما هو صحيح و في هذه الأوراق كان من بين ما تم التطرق له هو البرجوازية الفلسطينية التي قادت الحركة الوطنية و طبيعة المجتمع الاسرائيلي وترتبط المسألتان ارتباطا وثيقا بحل القضية الفلسطينية فمنذ بداية الصراع بين الشعب الفلسطيني و الصهاينة كانت أطروحة "الوحدة الوطنية مع البرجوازية الفلسطينية" و أطروحة "الوحدة الطبقية مع الطبقة العاملة اليهودية" من أبرز الأطروحات السياسية التي ظل جوهرها واحدا رغم تعدد مظاهرها وقد وضحت لماذا أرى أن الأطروحتين خاطئتين أما حول حلول القضية فلا أختلف مع "أطروحة الثورة في الشرق الأوسط و شمال افريقيا" و أرى أنها الحل الوحيد للقضية الفلسطينية و كل قضايا الجماهير الشعبية فلا يمكن انتظار أي حل ديمقراطي و منصف للفلسطينيين من المؤسسات الرسمية أو الأنظمة الاستبدادية الرجعية و بالرغم من اختلاف درجة غرق الأغلبية الساحقة من المجتمع الاسرائيلي في مستنقع الصهيونية فبسبب ما تم ذكره في هذه الأوراق لا يمكن اعتبار الشعب الاسرائيلي جزءا من حل سلمي للقضية الفلسطينية أو الثورة في الشرق الأوسط و شمال افريقيا لكن أرى أنه من الضروري أيضا تحديد و توضيح ما المقصود بالحل أي ما هو هدف الثورة فهل هو إزالة إسرائيل أو إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 لأن لكل طريق أفاقها و أرى أنه بشكل عام ستكون الثورة المنتصرة في المنطقة قادرة على تقديم أفضل الحلول للقضية الفلسطينية فبالإضافة لأنها ستنهي الانقسام بين المناضلين بتقديمها بديلا عن البرجوازية الثيوقراطية و اللائكية و لأنها ستضمن تقديم المساعدات الحقيقية للشعب الفلسطيني فستستطيع الثورة توفير الظروف الملائمة للفلسطينيين إن اختاروا الحوار مع المستوطنين إذ أنها ستمكنهم من الحوار من موقع قوة لا موقع تسول و آنذاك قد يمكن بالفعل ضمان حل ديمقراطي سلمي لا استسلامي للقضية الفلسطينية كما أن الثورة في ظروف مناسبة قد تستطيع حتى تحرير اليهود من سيطرة الدولة الصهيونية و توجيه نداءات للمستوطنين الاسرائيليين لترك فلسطين المحتلة و العودة للعيش بأمان في أوطانهم الأصلية أما بشكل خاص فأرى أنه حتى قبل الوصول لمحطة انتصار الثورة في الشرق الأوسط و شمال افريقيا الذي ستكون طريقها طويلة فسيكون للثورة المصرية وزن و دور كبير بالنسبة للشعب الفلسطيني إذ أنها بإسقاطها للنظام الموالي للصهاينة و إنهاء الحصار الذي يشارك فيه ضد غزة ستقدم له مساعدة مباشرة كما أن صعود حكومة ثورية في مصر و إلغاء اتفاقية الكامب ديفيد سيكون مكسبا للقضية الفلسطينية إن الهجوم الصاعد على قضية الشعب الفلسطيني سينتج عنه تأثير معاكس للغاية التي شُن من أجلها و قد قدمت المظاهرات الشعبية من أجل التضامن مع انتفاضة الأقصى في بداية قرننا مثالا على الدور السياسي الذي تلعبه القضية الفلسطينية في منطقتنا و تجلى هذا الأمر بشكل كبير في مصر كما تُقدم المظاهرات و الاحتجاجات ضد صفقة القرن و ضد التطبيع مثالا صغيرا على الأحداث الكبيرة التي سترافق المد القادم لكن ما أريد أن أضيفه هو التأكيد على الضرورة الملحة التي طرحها و يطرحها اليسار الأممي الثوري حول "تقوية اليسار الثوري كضرورة قصوى" فبعيدا عن أي عصبوية يثبت من وضعتهم الثورة السودانية في السلطة مع دولة الاحتلال الصهيوني خطورة ترك الثورة و مصيرها للإصلاحيين و الانتهازيين الذين تتناقض روحهم مع روحها تناقضا جذريا
#احمد_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ستالين و الحزب البلشفي
-
حول العلاقات بين الجنسين
-
في المغرب يعتقل شاب لرفضه مناداة الملك بسيدزنا
-
اللاسلطوية أو الأناركية بدأت أقتنع بالفكرة أكثر
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|