علي أحماد
الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 29 - 17:48
المحور:
كتابات ساخرة
إذا أشرقت الشمس وجدتني نائما و أنتظر غروبها قائما ، وبينهما وقت يزحف بطيئا كسير سلحفاة رتيبا يقتل من الضجر. في معزلي القهري قد لا أرى أفولها ولا بزوغها كخنزير لا يرفع رأسه أبدا الى الأعلى ، وأفتقد جمال القمر من سواد غيوم كدرت صفاء السماء .
قمر أبيض نوراني تلفه سحب سوداء كثيفة شكل خفاش مبسوطة أجنحته تغطي نصفه وتعلن عن خروج دراكيلا / مصاص دماء - شاحذا أنيابه البيضاء - من مخبئه مدثرا بلباس كحلي .
أعيش على وقع أخبار - على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الإجتـماعي- تتناسل تناسل الفيروس في بقاع المعمور تزيدني جزعا ، وقد خلقني الله جزوعا حين يمسني الضر . الحاجة ماسة الى سند نفسي، ديني وغيبي يقوي عزائمي / مناعتي حتى لا أهلك اكتئابا ويقهرني الوسواس ، ويزرع الأمل في قلبي لأقاوم آلام الفواجع ، و أتحمل في جلد المواجع ، وأخفف من قدر واقع وأجفف الدمع . يؤكد علماء النفس أن القلق يضعف المناعة ، ومن ضعفت مناعته سهل على الفيروس الفتك به و ( لكل أجل كتاب ) . الإنسان مجبول على الخوف من المجهول ، فما بالك بقاتل خفي يسرح ناشرا الموت ، يستنفر طاقات الأمم ويركع لبأسه الشديد الجبابرة . و في كتب اللغة ( كل من أهلك الناس فهو غول ). كنت بالأمس القريب أعد بلاد - النصارى والكفار - أرض الأحلام ، وكم هفت اليها النفس مهاجرا ولو على قارب موت عاملا في تنظيف مجاري الواد الحار أو غسل الصحون في مطعم أو بار ، فغدت أرض الآلام وأفقت من وهم كالحلم أصبح أضغاثا من كثرة الأجداث . رأيت الناس ولوا منها فرارا الى الأرض الرؤوم لعلهم يحظون بكفن ، رمس ، دعاء فقيه ، وداع أهل وعشاء يتلى فيه القرآن . هناك دائما عالق في بلدان الغربة يخشى الضياع، ويطمع في الرجوع قبل أن يهدده الجوع ونزع الحياة.
منا من لا يفتأ يتضرع الى الله غداة الليل والنهار ، والشفاه قد غادرتها نضــارتها وتشققت اليدين من الغسل بالماء والصابون ( نصيحة الأطباء ) ما يشعرنا بالطمأنينة والسكينة . إذا كان الله رامي سهام القدر فالأجدر بك أن تكون قرب الرامي . أحمد الله عندما أفيق من النوم على أن الروح لازالت تملأ قفص الصدر شهيقا وزفيرا والقلب خفقانا وأكمل سحابة النهار كالمعتاد . منذ الحجر الصحي وحظر التجوال وخيار البعد الإجتماعي لم يطرق باب داري طارق ولو خطأ . المتسولون والشحاذون - الذين ألفوا المرور على الدار يطلبون صدقة - تخوفوا واختفوا لزوم الحذر والحيطة ، والله أعلم بحالهم وكيف يتدبرون معيشهم اليومي ...
يتبع......
#علي_أحماد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟