جوزفين كوركيس البوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 29 - 17:43
المحور:
الادب والفن
اجتمعا على مائدة الشهوة
وافترقا
كل يحمل في داخلهِ رغبة عارمة في النسيان.
2
جلس جنبً لجنب
جلس الحب بينهما كطفل مدلل.
منتظراً بمنحهِ شيئاً
اي شيء يؤكد انهم على علم بوجودهُ
تارةًينظر اليها وطوراً اليه
هي قرصتهُ بقوة على خدهِ بلطف مفتعل.
ثم اشاحت بوجهها السمح نحو المدعو حبيبها
وهي تقول
اكمل انا اسمعك
ثم مد يدهِ المدعو ومسد شعرهِ برفق قائلاً
يا صغيري لم يحن موعدالعيد بعد .
افترق بعد لقاء عابر بعد ان خابَ ظنهِ بهم
افترق بعد ان زرع كل في داخل الاخر بذرة شوق
بقيا ذلك الحب
اقصد ذلك الطفل اللطيف
منكساً رأسهِ الصغير حزيناً محاولاً فهم هذان الاحمقين
وهو متمنياً لو انهما اهدياهُ اي شيء
مثل وردة حمراء
او قطعة حلوى
او كلمة حلوة
فقط كي يشعراهُ بأنهُ كان حاضراً بينمها
غير ان لا شيء من هذا القبيل
لم يترك سوى فنجانين من القهوة
ومنفضة مليئة بأعقاب سكائر.
واثر قرصة على الخد.
اي حبِ هذا....!
3
هو لطيف حد التعجب
يحمل تحديقة ثعلب ماكر
وقلب غراب فقد انثاهُ
هذا التناقض يذكرني بأزدواجيتي
التي تجعلني ابكي واضحك بآن واحد..
4
السمكة تئن في الشبكة
والصياد مشغول في صنع الشاي لرفاقهِ
الطيبين الذين لا يجدون سوى لغة البحر
الصيد في مياهٍ ضحلة.
وصوت ضجيجهم
طغى على انين الضحية..
5
انصت اليه بقلب موجع لا اعرف كيف اهدئ من روعهِ
لا اريد اسأله عن السبب
الذي اعرفه سلفاً
هل اعطيهِ زهرية ليضربها على الحائط بقوة
لاني اعرف جيدا زعلهِ قديم. زعل قديم جداً جداً..
زعل مكوم في داخلهِ كماتكوم الملابس الوسخة عند باب الحمام.
زعلهُ اسكتهُ لسنين طويلة هاهو اليوم ينفجر
.بعد ان نمى الغضب على لسانهِ كأعشاب ضارة.كأشواكا سامة
فضلت ان أنسحب لأتركهُ
هو وغضبه القديم ليصفيا كل حسابه مع الاخر.
ادس نفسي في السرير
وصوت غضب رجل منكسر يملء المكان
وهاهو
يكسر فناجين القهوة
والزهرية
ويحطم كل اوسمتهِ الذهبية
التي تأكد انه لم يستحقها
وإن كل انجازاته مجرد حبر على الورق
ها هي تغفو فرحة
وهاهو يهدأ
وهاهو الفجر يعلن عن بزوغهِ
من يدري لعل بعد ذلك العراك
بينه وبين ظلهِ قد يعيد اليه ذلك الانسان
الذي كان قد خسرهُ يوماًما ..!
#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟