أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد رفعت سرحت - القناعات الشعبية وفق نظرية-سمنر-في الضبط الاجتماعي














المزيد.....


القناعات الشعبية وفق نظرية-سمنر-في الضبط الاجتماعي


سعد رفعت سرحت

الحوار المتمدن-العدد: 6801 - 2021 / 1 / 28 - 22:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


القناعات الشعبية واهية ركيكة لا تستند إلى كتاب مبين،وتسمية هذه القناعات بال"شعبية" لا تلغي عنها حضورها الفعّال في المجتمعات المتقدّمة البالغة شأوًا في المدنيّة والتحضّر،كما لا يلغي عنها حضورها لدى الصفوة ومن هم من عليّة القوم.إنّ أيّ توجّه لا يصحّ عقلًاأو موقف لا يؤكّد إلا بالعاطفة لا بدّ من أن يُوصف بالشعبية والابتذال،طالما أنّها لا تستند إلى براهين ولا تتكئ إلا على حجج زائفة،فنحن نكون إزاء قناعة شعبيّة في حال كانت قناعة مرتجلة لا تستند على ما يؤيدها،بغض النظر عمّن يحملها أو يعتنقها سواءٌ أكان من عامة الناس أم من خاصتهم،من مجتمع متأخر أم من مجتمع متقدّم.بل قد ينتهي بنا الأمر إلى الاحساس بعدم انصاف النزعات الشعبية،فلقد تصحّ عقلًا ومنطقًا نزعةٌ شعبية في الوقت الذي لا تصحّ نزعة حضاريّة راقيّة.لأن المجتمعات المعاصرة على الرغم من تحضّرها لم تزل تحفل بالقناعات الواهنة وتكتفي في ردّ أيّ دعوى بمجرد أنها تشذّ عن الذوق العام وإن كانت هذه الدعوى على درجة من الاتزان والمعقولية.


نظرية "وليام غراهام سمنر"تعدّ من أهمّ النظريات الاجتماعية التي تصدّت لفهم العادات بوصفها من أشدّ محددات السلوك الاجتماعي،ترتكز هذه النظرية على مفهوم الطرق الشعبية (Folk ways) التي تعني جملة من القواعد و المعايير التي نشأ عليها الناس و التي لا يستطيع الفرد مخالفتها بسهولة أو بشكل علني لأنّ ذلك كفيل بأن يواجه بأحكام رمزيّة قيميّة قاسيّة.


العادات لها حضورها الضاغط في نسَق سمنر،العادات غير كلّ أشكال الضبط الأخرى كالأعراف والقوانين،فقد اهتم سمنر بالعادات أكثر من اهتمامه بكل أشكال الضبط ،لأن العادات هي طرق شعبية تتجسّد بالأحكام القيمية،إذ تقوم بالضبط و الردع رمزيًا أما القوانين والأعراف فتقومان بالضبط ماديًّا،وإذا كان الضبط الرمزي هو الأشدّ من بين كلّ الضوابط،فالعادة عندئذٍ تكون هي الأخطر من بين كلّ الضوابط.ذلك أنّ العادات هي التقاليد و الأساليب التي تعوّد عليها الناس إثرَ تكرارها سلوكيًّا حتى تأصلت في الأعماق ،و فيها قوة إلزامية خفيّة لأنّ الجزاء فيه رمزي فقط ،أما الأعراف فهي التقاليد و الأساليب التي فيها قوة إلزامية قوية لأن الجزاء فيه مادي،فالذي يخالف العادات يعاقبه المجتمع بالاستهزاء و الاستهجان فقط،أما الذي يخالف الأعراف القوانين فيعاقبه المجتمع بالسخط و الاستياء و سوء المعاملة وربما يعاقب بالقتل.



هذا، فضلًا عن أن دور العادات في الضبط الاجتماعي تتّسم بالتلقائيّة،ولهذا يتحدّث سمنر عن الضوابط التلقائية حين يذهب الى كون العادات الشعبية طرقًا و وسائل ضابطة تعمل على ضبط أفراد المجتمع و تعديل سلوكهم بطريقة آلية ،بحيث تفرض السيطرة التامة على سلوكيات الأفراد سيطرة رمزية،فسلوك أفراد المجتمع إنّما انعكاس لعادات المجتمع ،أي لطرقه الشعبيةو لهذا تعرف نظرية سمنر بنظرية الضبط الآلي،وإنْ شئت فالضبط التلقائي.


لا توجد أخلاق كونية مطلقة،بل تختلف الأخلاق حسب الزمان والمكان،كلّ ما هنالك أنّ((الأعراف هي التي تصنع الصواب))يريد سمنر من هذا القول أنّ الصواب و الخطأ نسبيّانِ ،أي يختلفانِ من شعب الى آخر ومن مجتمع الى آخر ومن زمن الى آخر ،فالصواب مرتبط بأعراف الشعوب ،فربما يكون الصواب عند شعب ما خطأ عند شعب آخر،والخطأ في مجتمع ما صوابا عند مجتمع آخر،بل يكون الصواب في عصر ما خطأ في عصر آخر .وبناءً على هذا ليس هناك صواب مطلق ولا خطأ مطلق،وإنّما هو أمر نسبي يختلف في الزمان و المكان ،لأنّ (الصواب و الخطأ )و (الحرام و الحلال)و (المقبول و الممنوع)أمور نسبية تتعلق بعادات الشعوب ،و لما كانت الشعوب مختلفة في عاداتها و أعرافها ، فإن هذه المفاهيم كذلك مختلفة من شعب إلى آخر ،و من زمن إلى آخر.


القيم الأخلاقية تضعف حين تُختبر أو توضع موضع التساؤل،القيم الأخلاقية عند سمنر مرتجلة لا تستند إلى أسس عقلية،لأنّها ولدت من رحم المصادفة،إنها نتاج استدلالات خاطئة وتعليلات زائفة،وإلّا فإنّ أشياء كثيرة تعدّها المجتمعات من الثوابت العالمية التي لا يرقى إليها الشك،مع أنّها لم تثبت صحتها الى اليوم،بل هي بمجرد أن نمعن النظر فيها تفقد قداستها،وذلك لأنها من إفرازات الوجدان الجمعي الذي تسيّره العاطفة بمعزل عن الوعي لأنها مستقلة عن كلّ تفكير عقلي،ولكنّها حين خدمت طبقة ما قامت هذه الطبقة بتأكيدها.وعلى هذا الأساس نشأت في أعماق الإنسان حاجة إلى تقبّل السحر والعرافة والتنجيم،وعلى أساسها أصبحت هذه الأمور حِرفًا ترتزق عليها أفراد و طوائف .فالعادات لها حياتها الخاصة تعيش مستقلة عن أفكارنا ،و هي توائم المزاج العام لفترة زمنية ما و لحدود جغرافية ما،إنّها تنشأ و تسود و تموت من دون أن يؤثر فيها شيء،اللهم إلّا قوى قليلة مثل الدين والتعليم.



#سعد_رفعت_سرحت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أ حقًّا ينجب الفقراء الأطفال أكثر من الأغنياء؟.
- فخورٌ بالهزيمة...شعر
- ثلاثية الحُبّ والدّين والدَّمار...شعر
- وشُدَّتْ فويق الكلابِ السّروجُ...شعر
- كهف النِّسْيان... شعر
- لعنك الله يا جهل
- الى عبد الحليم حافظ ...من سوَّاح الى سوَّاح
- الى عبد الحليم حافظ في ذكرى رحيله...من سوَّاح الى سوَّاح
- النص بين الندور جدّاً والعدم
- عودة المؤلّف
- ما يتحدّد به النص عن اللانص... وقفة مع اعتبارات ومعايير شائع ...
- ((الربيع))حلم يطاردني في سبات الشتاء
- مصير فتاة راديكالية...أخرى وأخرى يا هزائمي
- عصرنة الأبويّة وتلفيق خطاب (ما بعد بطرياحداثوي )...على خطي ا ...
- النص يفسر بعضه بعضا التناص ( الاصولي ! ) عند الدكتور تمام حس ...


المزيد.....




- مصر تحظر الهواتف غير المطابقة للمواصفات.. ومسؤول: -مُقلدة وت ...
- غارات أمريكية في الصومال.. ترامب يعلن استهداف أحد كبار تنظيم ...
- كيف تجيب عن أسئلة طفلك -المحرجة- عن الجنس؟
- الشرع: الرياض ستدعم سوريا لبناء مستقبلها
- الاتحاد الأوروبي والرد على واشنطن
- واشنطن تجمد ملياري دولار من أموال روسيا المخصصة لمحطة -أكويو ...
- - الجدعان الرجالة-.. مشهد بطولي لشباب ينقذون أطفالا بشجاعة م ...
- مفاجأة غير سارة تنتظر أوكرانيا من أحد حلفائها
- زيلينسكي لا يعرف أين ذهبت الـ200 مليار دولار التي خصصتها أمر ...
- إعلان حالة التأهب الجوي في ثماني مقاطعات أوكرانية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد رفعت سرحت - القناعات الشعبية وفق نظرية-سمنر-في الضبط الاجتماعي